بعيداً عن ضجيج الشارع وأعين المارّة، كانت جدران "المركز الثقافي" في مدينة نواكشوط، على مدار أسابيع، تخفي صدى صرخات وأنفاس وحركات ستّة ممثّلين من "فرقة شروق المسرحية". اليوم، تبدو مسرحية "الحب والماء والخرافة" جاهزةً لتقديم عرضها الأوّل، في "فضاء كامارا الثقافي".
في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول مخرج العمل، محمد ولد أبوه، إن العرض "يتناول الصراع بين الواقع والخيال وبين المصالح المادية والقيم الإنسانية، ويطرح عدّة قضايا منها الهوية والعلاقة بين الأجيال، وفق إطار درامي، في محاولة لإثارة أسئلة عن الحرية والقيود غير المرئية التي تتحكّم في سيرورة المجتمع".
يؤكّد ولد أبوه أن العمل يحاول تقديم نموذج مسرحي جاد، مضيفاً أن المسرح الذي يحتاجه المتفرّج الموريتاني هو ذلك "المرتبط بالحالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والحضارية وحتى الأخلاقية للمجتمع"، وأن أي ابتعاد عنها سيكون "ضرباً من الرفاهية".
وفي رأيه، فإن "الانفتاح الذي شهدته موريتانيا أدّى إلى تحديد علاقتنا مع ما يحيط بنا". هكذا، يجد ولد أبوه أن "علينا إعادة التفكير في العلاقة بين فئاتنا وتكويناتنا المجتمعية الداخلية، وإعادة نقد النصوص والآثار الموروثة من القديم والتي ما زالت تحكم واقعنا رغم معرفة الكل بما وصله العالم والآخرون".
لم تكن كواليس العمل خاليةً من الصعوبات. هذا ما يؤكده رئيس الفرقة، إبراهيم ولد سمير، في حديث إلى "العربي الجديد": "واجهت الفرقة صعوبات كثيرة، خصوصاً في ما يتعلّق بالحضور الجسدي والصوتي".
يضيف: "كما لم يكن التعامل مع تقنيات الفن المسرحي سهلاً بالنسبة إليهم؛ فثمة صعوبة، مثلاً، في تقديم نص مسرحي بالعربية الفصحى، خصوصاً أنّه طويل ويحمل الكثير من الرموز والدلالات".
يُشار إلى أنّ "الحب والماء والخرافة" تُعرض بالتعاون مع "المركز الثقافي المصري" الذي يتشارك مع الفرقة في التحضير للعمل على عدّة مسرحيات ستُعرض في الفترة المقبلة.