في الوقت الذي غاب فيه الاستثمار الحكومي والخاص عن هذا القطاع، لم يجر استحداث معاهد خاصة لتدريس فنون التحريك إلا في السنوات الأخيرة، وظلّ السوق الأكبر المستهلك لها يفضّل استيراد أفلام من اليابان وأميركا وأوروبا ودبلجتها، ما أدى إلى شبه قطيعة بين الأطراف المنتجة والمستهلكة وتلك التي تؤهّل كوادر متخصّصة في الدراما الموجّهة للطفل.
عند الخامسة من مساء غدٍ الخميس، تنطلق في القاهرة فعاليات الدورة الحادية عشر من "الملتقى الدولي للرسوم المتحرّكة" وتستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري بمشاركة قرابة 120 عملاً من أربعين بلداً، تتنافس ضمن ستّ مسابقات للأفلام القصيرة، والأفلام الطويلة، والإبداع التجريبي، والتترات، والعمل الأول، والمسلسلات.
تُفتتح التظاهرة بفيلم "إيثل وإرنست" (2016) لـ روجر مينوود من المملكة المتحدة، والذي يروي قصة زوجين تعرّفاً على بعضهما خلال الحرب العالمية الثانية وعاشا سوية حتى رحيلهما عام 1971، من خلال عرض السياقات الاجتماعية والسياسية التي أحاطت بقصة حب حقيقة استمرت قرابة نصف قرن، ووثٌقها الكاتب البريطاني ريموند بريغز وجرى إنتاجها سينمائياً في أكثر من نسخة.
تتوزّع العروض في "مركز الإبداع" في "دار الأوبرا المصرية"، و"سينما الهناجر" و"مركز طلعت حرب الثقافي"، و"بيت العيني"، إلى جانب بحي "قصر ثقافة" في محافظتي الأقصر والمنيا، وتقام لأول مرة ورشات تدريبية في في مجالات متنوّعة في الرسوم المتحركة.
من بين الأعمال المشاركة؛ "بلدة الأشباح" (2016) لـ ماركو جيسكا من كرواتيا، و"أكتوبر الحقيقي – 1917" (2017) لـ كاثرين روث من ألمانيا، و"مؤطر" (2017) لـ ماركو جيمولو من إيطاليا، و"بلدي هو سيدي" (2017) لـ ناعومي فان نيكيرك من جنوب أفريقيا، و"عميق" (2017) لـ جوليو سوتو غاربايد من إسبانيا، و"ساباكو" (2016) لـ مارليس فان دير ويل من هولندا، و"الـ ماذا" لـ محمد هاني أحمد (2016) و"رقم 30" (2017) لـ مي أحمد مرسي و"الحوت الحزين" (2016) لـ مصطفى مهدي من مصر.