ضفيرة أسلاك

11 نوفمبر 2015
صفاء وليد/ العراق
+ الخط -

أين تقع بيروت؟ إنها فوق الخط الفاصل بين تونس وهونغ كونغ؛ خط الاهتزازات الأرضية/ الشعبية للقرن الجديد.

هناك من يقرأ أن حراك تونس في 2011 وُضعت بذرته في بيروت 2005. ليس في الأمر سرّ: الاحتجاج وممارسة الحريات في الشارع دُربة، يمكن أن تمرّ خبرتها من مكان إلى آخر وتتراكم تجربتها، رغم تغيّر كل عناصرها وأفرادها، وربما نواياهم.

ومثلها مثل تونس، التي عاشت منذ أيام على وقع تظاهرة "دريم سيتي"؛ حيث اختُرعت "مدينة حلم" وسط التشوّهات العمرانية التي لحقت بالمدينة العتيقة في تونس العاصمة، تعيش بيروت "أشكال ألوان" وسط تشوّهات جمّة، يأتي الفن وتظاهراته بأيام قليلة من النسيان والمرح والتفكير. هذه أسلاك لا بدّ أن تتحوّل إلى ضفيرة. هكذا فعل الفيزيائيون مع الأسلاك الكهربائية، فأنتجوا الطاقة.

لا شيء يتغيّر، هذا صحيح إلى حد ما. لكن ما زالت بيروت تُقنع بنرجسيتها، وذلك رأسمالها. هي مثلما قال عنها سمير قصير: "تمتّعت بكل ما تملكه المدن الثرية من دون أن تكون كذلك حقّاً".

عندما ندخل قاعة مسرح أو سينما، تتصاعد فينا استعدادات لنصدّق ما يقترحه علينا المخرجون. الأمر بسيط إذن، وعادةً ما نصدّق كلما أردنا ذلك، بغض النظر عن مصداقية ما يُطرح.

نعلم، أيضاً، أن كل شيء قابل للاختراق، حتى الأحلام وفرحتنا داخلها. لكن ثمة سلاح سرّي؛ استمرارية التصديق بالتغيير.

المساهمون