"مأساة الحلاج": الكلمة مصلوبةً على الخشبة وخارجها

13 اغسطس 2015
الحلاج في عمل لـ محسن كياني/ إيران
+ الخط -

تُعرض، اليوم، على مسرح "الشباب والرياضة" في القاهرة، المسرحية الشعرية "مأساة الحلاج" ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان "آفاق المسرحي"، الذي يتواصل حتى 30 آب/ أغسطس.

يصادف يوم العرض الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل مؤلّفها الشاعر المصري صلاح عبر الصبور (1931 - 1981). المسرحية من إخراج إسلام عبد الفتاح وإنتاج فرقة "الصحبجية".

تظل مسرحية "مأساة الحلاج" علامة فارقة في الميادين التي تتقاطع معها؛ الشعر والمسرح والتاريخ. فمن ناحية كانت من المسرحيات الشعرية القليلة التي اعتُبرت بأنها استنفذت شروطها الفنية على مستوى الكتابة، وجاءت ضمن موجة ما عُرف في الستينيات مع توفيق الحكيم بـ "المسرح الذهني".

أما من زاوية الشعر، فقد مثّلت حجّة رفعها جيل كامل في وجه النقاد وجمهور المسرح، بأن الشعر الحر الذي بادر إلى كتابته جيل عبد الصبور قابل بأن يطوّع للشكل المسرحي، كما طوّع أحمد شوقي من قبل الشعر العمودي.

تغوص المسرحية في التاريخ العربي الإسلامي (القرن الثالث هجري). ينتقي عبد الصبور شخصية المتصوّف المنصور بن حسين الحلاج ليضيء بشيء من التورية تحالف السلطة السياسية ورجال الدين في العالم الإسلامي واستمراريّته.

لعل الفكرة الأساسية للعمل هي توضيح تقبّل السلطة لـ "الكلمة المعارضة". نُشر النص سنة 1966، ولم يثر ضجة سياسية حوله، بفضل التكثيف الرمزي الذي أحاط به عبد الصبور نصّه، إلا أن هزيمة 1967 ستجعل النقّاد يعتبرون المسرحية نبوءة بما حدث.

من الصعب أن لا يكون لإعادة عرض "مأساة الحلاج"، وبالتالي تناوله بقراءة راهنة، إسقاطات في أذهان المشاهدين على الواقع السياسي المصري الحالي، حيث تعيش العلاقة بين السلطة والمعارضة وضعاً شبيهاً بالمرحلة التي أفرزت "مأساة الحلاج".

المساهمون