"الأمر بالمعروف"... فصيل مسلح موالٍ لإيران يطارد الحريات في بغداد

04 يوليو 2017
عناصر من جماعة الأمر بالمعروف في بغداد (العربي الجديد)
+ الخط -


تفيد تقارير صادرة عن جهاز الشرطة في العاصمة العراقية بغداد، بوقوع ما لا يقل عن 50 اعتداء طاول مواطنين غالبيتهم العظمى من الشباب، منها ست جرائم قتل، يرتبط تنفيذها بما يعرف بجماعة "الأمر بالمعروف" في بغداد التابعة لمليشيا العصائب المرتبطة بمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، على غرار "ديوان الحسبة" التابع لتنظيم "داعش".

وتستهدف الجماعة "الشيعية" المتطرفة التي وزعت منشورات في بغداد طالبت فيها النساء بارتداء الحجاب وعدم وضع العطر أو ارتداء الملابس القصيرة، ودعت الشباب لعدم التشبه بالنساء وإطالة الشعر أو ارتداء الملابس الملونة، وغيرها من الحريات الشخصية التي كفلها الدستور العراقي بالأساس.

ويقدر أعضاء تلك الجماعة بنحو 200 عنصر ينتشرون في مناطق بغداد بجانبيها الكرخ والرصافة، ويعملون علناً بملابسهم العسكرية المشابهة لزي الحشد الشعبي، ويظهرون بأسلحة خفيفة ومتوسطة ويرصدون الحالات التي تعتبرها الجماعة مخالفة.

وفي يونيو/حزيران الماضي، اقتحمت الجماعة منزلين شرقي بغداد قالت إنها للدعارة وقتلت من فيها وكانوا 5 نساء وثلاثة رجال، أعقبتها عملية اقتحام صالون تجميل السيدات وأغلقته بالقوة بتهمة وضع الأوشام للنساء، كما لقيت شابة في الثامنة عشرة مصرعها بعد اختطافها في منطقة بغداد الجديدة جنوب شرقي بغداد، بتهمة ارتدائها ملابس ضيقة وقصيرة بهدف الإغواء.

وشهد الشهر ذاته اختطاف 13 ناشطاً وصحافياً في بغداد أعقبها اعتداء على مقر الحزب الشيوعي العراقي جنوب بغداد أيضاً وحرق محتوياته، ثم إلغاء منتدى شعرياً بعد تهديد القائمين عليه واتهامهم بأنهم يروجون للإلحاد.

وعثرت الشرطة، أول من أمس، على جثة الناشط والفنان المسرحي الشعبي كرار نوشي في بغداد بعد اختطافه من الجماعة نفسها التي تتبع مليشيا العصائب بزعامة، قيس الخزعلي.

وقال عقيد في مركز شرطة القناة شرقي بغداد، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه عاين جثمان الضحية ووجد عليها آثار تعذيب سادي، مبيناً في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" أن "مجموعة تابعة للعصائب (مليشيا العصائب) اختطفته خلال تواجده قرب متجر في شارع فلسطين".










وأضاف العقيد أن "الضحية لم يكن مثلي الجنس، بل ناشطاً إنسانياً، وقتله بهذه الطريقة الوحشية يؤكد أن تلك الجماعة لا تقل خطورة عن داعش".

وأعربت جمعيات حقوقية ومدافعة عن حقوق الإنسان عن استنكارها وغضبها لجرائم بشعة تستهدف قتل الحريات بالعراق، ونشر الفكر المتطرف من قبل مليشيات طائفية تابعة لإيران.

وقال رئيس منظمة "السلام" العراقية لحقوق الإنسان، محمد علي، في بيانه إن "رئيس الوزراء مطالب بحماية سكان بغداد، وصيانة الدستور الذي كفل الحرية الشخصية للعراقيين سواء في المعتقد أو اللباس".

وأوضح علي أن "الحكومة تعلم جيداً أن المجموعة تلك مرتبطة بالحشد الشعبي، وتتلقى مرتباتها ومخصصاتها من موازنة الدولة، وتعمل على تهديد أمن العاصمة ويجب إيقافها حالاً".

وقال القيادي بالتيار المدني، حسام العيسى، لـ"العربي الجديد": "طالب اليوم المراجع الدينية أن تفصل في الحالة المزرية التي وصلت إليها بغداد بسببهم".

وتابع "في السابق كانوا يخطفون الشخص ويضربونه ويكسرون أطرافه، اليوم يقتلونه ويرمونه في مكبات النفايات، وكله تحت مزاعم الأمر بالمعروف"، مشيراً إلى أنهم أصدروا فتاوى تكفير لقيادات بالتيار المدني وناشطين وأعضاء بالحزب الشيوعي وأباحوا دماءهم.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق إزاء الجريمة الأخيرة. وقال الناشط أمين أبو يحيى: "كرار نوشي .. خطفوه وطعنوه وعذبوه ومثلوا بجثته ورموه بكل "رحمة" بين الصخور ...كرار ليس مغتصب أطفال أو معنف نساء. كرار ممثل مسرحي عراقي لديه طريقة عيش مختلفة...كرار مذنب حريات شخصية".