اتهام التحالف الدولي بتقليل عدد سكان الموصل العراقية

25 يوليو 2016
النزوح يتواصل من المناطق الساخنة (Getty)
+ الخط -

يواجه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية اتهامات بالتعمد في تقليل نسبة السكان المتواجدين حالياً في مدينة الموصل، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وذلك في ظل ترقب حذر لمعركة الموصل القادمة لاستعادة السيطرة عليها وسط مخاوف من منظمات حقوقية وإنسانية من وقوع كوارث إنسانية بحق المدنيين خلال المعركة.

ووجه مركز المعلومات في الموصل اتهامات للتحالف الدولي "بالكذب" في ما يخص ما أعلنه عن وجود أقل من مليون نسمة من المدنيين في الموصل.

واتهم المركز المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن "بالكذب واحتقار أرواح المدنيين" في ما يخص النسبة التي أعلن عنها التحالف عن عدد المدنيين، في وقت أكد فيه المركز أن العدد الحقيقي للمدنيين الذين مازالوا يعيشون داخل الموصل هو مليونين و250 ألف نسمة.

وجاءت هذه التصريحات في بيان لمركز المعلومات في الموصل تداولته وسائل إعلام عراقية محلية، والذي يعتبر من أنشط مراكز المعلومات حول المدينة، بحسب ناشطين.

ودعا المركز إلى "الانتباه إلى المعلومات الواصلة إلى التحالف الدولي والتي وصفها بالمزيفة في ما يتعلق بالمدنيين الذين يعيشون في الموصل".

وكان التحالف الدولي بقيادة واشنطن أعلن، في وقت سابق، وجود نحو مليون و500 ألف نسمة في الموصل ومحيطها، وهو ما أثار الشكوك حول أسباب تقليل التحالف الدولي في بيانه لعدد المدنيين المتواجدين في المدينة.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي، كريستوفر غارفر، في تصريحات سابقة أن "عدد الأهالي المتواجدين في محافظة نينوى يبلغ مليون و500 ألف نسمة ". وهو رقم أقل بكثير من الإحصائيات الرسمية العراقية التي أشارت إلى وجود مليونين و250 ألف نسمة.

وسببت الإحصائية التي أعلنها التحالف عن عدد المدنيين في الموصل شكوكاً ومخاوف كبيرة لدى حقوقيين وناشطين من احتمال ارتكاب ما وصفوها "بالمجازر" البشرية بحق المدنيين إذا انطلقت معركة الموصل المرتقبة مطالبين التحالف بتحديد موقفه تجاه المدنيين.

وقال الحقوقي، سالم الحديدي، إن "إعلان التحالف عن نسبة عدد السكان بهذه الطريقة التي قلل فيها من نسبة السكان إلى النصف تقريباً ينذر بشكوك خطيرة حول نوايا التحالف خلال معركة الموصل التي من المتوقع أن تكون كبيرة وخطيرة جداً على المدنيين".

وبين الحديدي لـ"العربي الجديد" أن "النسبة التي أعلنها التحالف غير صحيحة وهي تقل عن النسبة الحقيقية بنحو مليون نسمة".

من جانبهم حذر ناشطون التحالف الدولي بقيادة واشنطن من التلاعب بأعداد المدنيين خلافاً للواقع ومحاولة تقليل نسبتهم في الموصل وضواحيها، ما يعني إعداد الرأي العام الدولي لكارثة إنسانية متوقعة خلال معركة الموصل.

بحسب رأي الناشط المدني حذيفة الشمري موضحاً أن "على التحالف الدولي تحديد موقفه الواضح من المدنيين في الموصل لأن الشكوك بدأت تكبر حول تصريح التحالف الأخير عن أعداد المدنيين في نينوى".

وتابع "في ظل عدم وجود أي استعدادات للحكومة العراقية والتحالف الدولي لإغاثة أكثر من مليونين وربع المليون مدني في الموصل وضواحيها ومحاولة التحالف الدولي تقليل العدد الحقيقي للمدنيين تبرز شكوك خطيرة حول كوارث إنسانية مرتقبة خلال معركة الموصل القادمة يتحمل التحالف الدولي مسؤوليتها الكاملة".

وتتواجد في العراق قوات أميركية تستعد لتأهيل قاعدة القيارة الجوية تعدادها نحو 560 جندياً أميركي، كلهم مجهزون بالطائرات والمدافع الثقيلة، بحسب مصادر عسكرية.

وتجري الاستعدادات المشتركة لمعركة الموصل بين الحكومة العراقية والتحالف الدولي، منذ نحو شهر، عقب استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة 60 كلم غرب العاصمة بغداد من القوات العراقية بغطاء جوي من التحالف الدولي.

ويتخوف مراقبون على المدنيين خلال معركة الموصل المرتقبة بسبب العدد الكبير للأهالي المتواجدين داخل المدينة والذين يفوق عددهم مليونين و250 ألف نسمة بحسب إحصائيات رسمية حكومية وأخرى مدنية من الموصل.