ووقّعت كل من وزارتي الصحة والشباب والرياضة، مؤخراً، على اتفاقية لتفعيل "منظومة الوصفة الرياضية" التي ينطلق العمل بها بداية العام 2020 بعد إتمام الدراسات اللازمة لتهيئة الأرضية وتوفير الإطار الرياضي اللازم لتطبيق الوصفات الطبية التي تنصح بالنشاط البدني للمرضى.
وقالت رئيسة ديوان وزارة الشباب والرياضة، كوثر بن عمار، لـ"العربي الجديد" إنّ الوصفة الرياضية ستعوض الوصفة الطبية وسيصبح بإمكان الطبيب التوجيه برياضة معينة تتماشى مع طبيعة كل مرض، بدل تناول الأدوية بالنسبة للموظفين والعمال وعموم المرضى.
وأضافت بن عمار، أنّ الاستثمار في الرياضة والأنشطة البدنية من شأنه أن يخفض كلفة العلاج التي تتحملها المجموعة الوطنية بدرجة كبيرة، مؤكدة أن استثمار كل دينار في الرياضة يمكن من توفير 5 دولارات في كلفة العلاج والدواء، بحسب دراسات لمنظمة الصحة العالمية.
وأكدت المسؤولة بوزارة الشباب والرياضة، أنّ 3 في المائة فقط من التونسيين يمارسون أنشطة بدنية، واصفة النسبة بالضعيفة جدّا، برغم ما للرياضة من فوائد على الجسد واللياقة البدنية للعامل والموظف، والمساهمة في تحسين مردودية العمل مما سينعكس إيجابا على المستوى الاقتصادي والصحي.
ولفتت بن عمار إلى أن الوعي بأهمية النشاط البدني لمقاومة العديد من الأمراض والوقاية من الإصابات بالسكري والسمنة وأمراض القلب والشرايين وضغط الدم بدأ يرتفع لدى عموم التونسيين، مشددة على أنّ العديد من الأمراض المزمنة لا تُعالج إلا بالرياضة، وأن انعكاساتها جيدة على صحة الإنسان والاقتصاد.
وحول كيفية تطبيق الوصفات الطبية التي سيصرفها الأطباء لمرضاهم، قالت بن عمار إنّ اللجنة المكلفة بدراسة المشروع تعمل على إدراج العلاج الرياضي ضمن المناهج التعليمية لمدربي الرياضة، بما يسمح لهم بتطبيق الوصفات في القاعات الرياضية حسب وضعيات المرضى ونوعية النشاط البدني الذي يتلاءم مع حالتهم الصحية.
وعن واقع ممارسة الرياضة بالبلاد، تكشف بيانات رسمية لوزارة الرياضة أنّ 3 في المائة فقط من التونسيين يمارسون الرياضة، في حين تطمح الوزارة إلى بلوغ رقم 3 ملايين ممارس للرياضة نهاية العام الجاري و5 ملايين سنة 2020 من بين 11 مليون تونسي.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، كشفت الجمعية التونسية لأمراض وجراحة القلب والأوعية، أنّ أمراض القلب والشرايين تتسبب في 30 في المائة من الوفيات سنويا بتونس، وأن الإصابة أصبحت تشمل فئة الشباب بين 25 و30 سنة، بسبب الذبحة الصدرية والجلطات القلبية الناتجة عن التدخين واتباع نظام غذائي غير سليم وعدم ممارسة الرياضة والنشاط البدني، إلى جانب تلوث البيئة والمحيط.