غزة: متضررو العدوان يحتجون على تأخر الإعمار

12 ابريل 2016
الوقفة الاحتجاجية (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
بخطى أثقلها الحصار الإسرائيلي وفقدان المأوى، خرج الفلسطيني فادي حمد، اليوم الثلاثاء، من بيته في حي الشجاعية شرق مدينة غزة للمشاركة في الاعتصام الذي نفذه العشرات من النازحين من أصحاب البيوت المدمرة، في ساحة الجندي المجهول وسط المدينة.

ويحتج الفلسطينيون المدمرة بيوتهم في العدوان الإسرائيلي الأخير، صيف عام 2014، لعدم اتخاذ الجهات المسؤولة أي خطوات فعلية في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، والاقتصار على الوعود لأصحاب المنازل المدمرة كلياً أو جزئيا.

وتعرض قطاع غزة في السابع من يوليو/تموز 2014، لعدوان إسرائيلي استمر 51 يوماً، شن خلالها آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، التي أسفرت عن استشهاد أكثر 2162 فلسطينياً وإصابة الآلاف، بجانب تدمير 12 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، و160 ألف وحدة تدميراً جزئيا.

وأوضح حمد لـ "العربي الجديد" أن معالم الدمار التي أفرزتها الحرب الأخيرة ما زالت على حالها، وكذلك آثار الخراب الناتج عن الاعتداءات الإسرائيلية السابقة على غزة، الأمر الذي ينذر بمشاكل إنسانية، وبقاء ضحايا العدوان دون مأوى دائم.

وأضاف حمد "الوضع أصبح لا يطاق، فعائلتي المكونة من خمسة أفراد يبدو أنها ستعيش طويلاً داخل أحد "الكرفانات" المصنوعة من ألواح الصفيح، والتي تشبه مقابر الأحياء"، مناشداً الجهات الدولية والحقوقية بالضغط على الاحتلال من أجل إدخال مواد البناء دون قيود مسبقة وبكميات كافية.

ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية لافتات تطالب بسرعة إعادة إعمار بيوتهم وإدخال مواد مستلزمات البناء المختلفة، ومنها "عشرون شهرا من الوعود بلا إعمار أين أموال المانحين"، "العلاقات العامة لا تعمر بيوتنا..فليرحل كل مسؤول عاجز"، "الصمت الدولي غير مقبول".

وعود بإعادة الإعمار دون تنفيذ (عبد الحكيم أبو رياش) 


وعلى مقربة من حمد، وقف الأربعيني محمود عطا الله ممسكاً بلافتة كتب عليها بالخط الأحمر العريض "تأخر الإعمار، يقتل أطفالنا ويدمر مستقبلهم".

وقال عطا الله لـ"العربي الجديد": "الوعود الكلامية التي نسمعها منذ انتهاء العدوان وبقاء الحصار الإسرائيلي على حاله لا تبشر بعملية إعمار قريبة، خاصة بعد وقف الاحتلال، بمطلع الشهر الجاري، توريد مواد البناء إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم التجاري".


وانتهى العدوان الإسرائيلي، 26 أغسطس/آب 2014، بتوقيع اتفاق تهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال يقضي برفع الحصار عن القطاع، وفتح المعابر الحدودية لبدء الإعمار وإدخال مواد البناء، إلا أن الاحتلال يتهرب حتى اللحظة من تنفيذ ما تم التوقيع عليه.

بدوره، وصف رئيس رابطة النازحين والمهجرين الفلسطينيين، حسن الوالي، الأوضاع المعيشية لأصحاب المنازل المدمرة بـ"القاسية"، مشيراً إلى أن عملية إعادة الإعمار مرهونة بالتمويل الشحيح، الأمر الذي يجعل العملية تسير ببطء شديد.

وذكر الوالي، لـ"العربي الجديد"، أن قضية إعمار القطاع ليست بحاجة لإجراءات معقدة تمتد لسنوات، فمعالم الدمار واضحة واحتياجات السكان معروفة، مطالباً الدول والجهات المشاركة في مؤتمر المانحين المتوقع عقده غداً الأربعاء، في مدينة رام الله، بسرعة الإيفاء بوعودهم.

وأكد الوالي على أهمية تمثيل النازحين وأصحاب المنازل المدمرة في المؤتمر، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية اتخاذ الإجراءات الفعلية التي تضمن تطبيق مخرجات المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة 2014 في أسرع وقت ممكن.

وتعهدت الدول المشاركة في مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي انعقد في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014، بتقديم 5.4 مليارات دولار، خصص منها 2.6 مليار دولار لإعادة إعمار القطاع، والمبلغ المتبقي خصص لدعم الموازنة العامة للسلطة الفلسطينية خلال السنوات القادمة.

يذكر أنه بعد الحرب الإسرائيلية عام 2009 عقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة، بمشاركة 70 دولة و16 منظمة إقليمية ودولية، في مدينة شرم الشيخ المصرية، وجمع المؤتمر نحو 4 مليارات و481 مليون دولار، ولكن سكان القطاع لم يلمسوا أي آثار فعالة لذلك المؤتمر.