أطفال عرب يتعلمون لغة أوطانهم في بريطانيا (فيديو)

لندن

كاتيا يوسف

avata
كاتيا يوسف
26 سبتمبر 2016
5C2CC2CF-8203-4CF6-AA0B-19AA60E922EC
+ الخط -

قلّة هم أولئك المغتربون العرب، الذين يرفضون ضياع لغتهم، ويسعون إلى تعليمها لأبنائهم بشتى الطرق، بعضهم يسجلونهم في مدارس خاصّة، وآخرون يرسلونهم أيام الإجازات إلى الكنائس أو الجوامع.

وللتعرّف على مدى تمسّك أصحاب اللغة بها وإصرارهم على تعليمها لأبنائهم، التقى "العربي الجديد"، إنصاف سرحان، مديرة المدرسة الأهلية لتعليم اللغة العربية في لندن، فأشارت إلى أنّ فكرة إنشاء المدرسة الأهلية، جاءت بعدما عملت متطوّعة لتدريس اللغة، وقرّرت عقب ذلك أن تفتح مدرسة توفّر فرصة تعلّم اللغة العربية لأبنائها وأبناء العرب، وكل من يرغب بدراستها في بريطانيا، لأنّها تدرك أهمية اللغة.

وقالت "اليوم الأول للسنة الدراسية عادة ما يكون حافلاً، نرحّب بالطلاب الجدد والقدامى، ونراجع معهم ما تعلّموه في العام الماضي". كما لفتت إلى أنّ أقساط المدرسة ليست باهظة، فهناك مدارس تتقاضى ضعفها، مؤكدةً أنّ "هدف المدرسة ليس الرّبح المادي بل تعليم الأبناء اللغة العربية في المهجر".

وعن الإقبال على تعلّم اللغة العربية، قالت سرحان، إنّه "مقبول"، وهناك آباء مهتّمون، بيد أنّ الأهل بشكل عام لا يبذلون الجهد الكافي لدعمهم، ما يجعلهم يعملون وحدهم دون أية مساعدة من البيت، خصوصاً حين تكون الأم أجنبية والأب يكون مشغولاً.

كما أشارت إلى أنّ تلك مشكلة في تعلّم اللغة العربية سببها، أنّ الأهل يعتمدون على المدرسة كلياً، ولا يساعدون حتى في إنجاز الواجب الدراسي على الأقل.


وأوضحت سرحان أنّ طلابهم من جنسيات مختلفة، منهم من أصول باكستانية وهندية ومن طاجيكستان وغيرها، وغالبيتهم يرغبون بتعلّم اللغة العربية من أجل قراءة القرآن الكريم. كما أنّ عدد طلاب المدرسة الحالي حوالي الستين، لكن باستطاعة المدرسة استقبال واستيعاب أي عدد.

وعن الصعوبات الأساسية التي يواجهها الطلاب، لفتت إلى غياب اللغة العربية عن المنزل، وقالت إنّه حتى لو كانت الأم أجنبية، يبقى إصرار الآباء على مخاطبة أبنائهم بالعربية أمراً مهمّاً للغاية، ويسهّل الأمور، لأنّ تعليم القراءة والكتابة أسهل من المحادثة، التي تحتاج إلى جهد يومي ومتواصل.

وتتبع المدرسة الأهلية منهاجاً تعليمياً خاصاً بها، وتهدف إلى حصول الطلاب على شهادة الثانوية العامة المعروفة باسم الـ GCSE، ويتقدّم كلّ عام بعض طلابها عليها ويحصلون على درجات ممتازة.

بدوره تحدّث الأب شربل قزي، من كنيسة "سيدة لبنان" في منطقة بادينغتون في لندن، لـ"العربي الجديد" فشرح أنّهم يستقبلون طلاباً مسيحيين ومسلمين، ويدرّسون اللغة العربية لما يقارب الـ 200 طالب ممّن تتراوح أعمارهم بين الخمس سنوات والخمس عشرة سنة، أيّام السبت لمدّة ثلاث أو أربع ساعات. وأكمل أنّ لديهم مراحل تعليمية مختلفة ومدرسين متطوّعين، وأنّهم لا يتقاضون أي مبلغ مالي بل يستمرّون نتيجة تقديم التبرّعات والهبات.

كما تحدّث محمد المكوّر (42 عاماً) تونسي مقيم في بريطانيا، إلى "العربي الجديد" عن ابنته مريم (8 سنوات)، التي التحقت بدروس اللغة العربية منذ ثلاث سنوات، في جامع كينغستون، حيث كانت تحفظ القرآن إلى جانب اللغة العربية، مقابل مبلغ رمزي لا يتجاوز الـ 130 جنيهاً في العام، وذلك عن يومي الخميس والجمعة، ويكمل المكور أنّ ابنته استفادت كثيراً من تلك الدروس وهي تقرأ وتكتب العربية.

ولفت إلى أنّهم أرسلوها لدراسة اللغة، حتى تتعلّم اللغة الفصحى لأنّهم في المنزل يتحدّثون إليها باللهجة التونسية.

في المقابل، قال شاب عربي (39 عاماً) رفض الإدلاء باسمه، إنّه يرغب في تعليم أبنائه اللغة العربية، بشكل منفصل تماماً عن الدين، لكنّه يرى أنّ الأمور مترابطة بشكل كبير وأن تعليم الدين مع اللغة يشكّل ركيزة أساسية في هذه البلاد، وتمنّى لو تفتح مدارس لتعليم اللغة العربية وحدها بمعزل عن أي دين.

(فيديو/ أحمد الداوودي)

المساهمون