كما في كلّ عام، ينتظر الإيرانيون عيد النوروز (رأس السنة الإيرانية الجديدة)، الذي يحلّ اليوم، بفارغ الصبر وربّما أكثر من الأعوام الماضية، في ظل حاجتهم الماسة للترفية عن النفس، بعدما عاشوا عاماً اقتصادياً صعباً من جراء العقوبات الأميركية. إلا أن الضيف غير المرغوب فيه، أي فيروس كورونا الجديد، الذي وصل إلى إيران قبل النوروز بشهر، سيكون له تأثير كبير على الاحتفال بالعيد وطقوسه.
وعادة ما يستعدّ الإيرانيون لعيد "النوروز" قبل حلوله بشهر، من خلال ممارسة طقوس تقليدية، تناقلوها عبر الأجيال، أهمها "خانه تكاني"، إذ ينظفون البيوت ويجددون الأثاث، ويشترون بعض الأساسيات للاحتفال الذي يستمر أسبوعين، حيث تكتظ الشوارع والأسواق الإيرانية بالناس.
إلّا أنّ كورونا أطاح أجواء الفرح هذه بعدم وصوله إلى إيران منذ التاسع عشر من فبراير/ شباط، إثر إعلان وزارة الصحة اكتشاف أولى حالات الإصابة بالفيروس في مدينة قم، أي عشية الأول من شهر "إسفند"، الذي يستعدّ فيه الإيرانيون لاستقبال النوروز. إذاً، قلب كورونا المعادلة هذا العام، بعدما فرض حظر التجوال، ومنع الناس من الذهاب إلى الأسواق والمتاجر للتبضع لتعمّ أجواء من الحزن والهلع، بدلاً من أجواء الفرح والسرور، ما فاقم الضغوط النفسية غير المسبوقة التي عاشوها خلال هذا العام، على خلفية تدهور حالتهم المعيشية أكثر من قبل، ووقوع أحداث صعبة.
اقــرأ أيضاً
ولمنع حدوث ذلك، اتخذت السلطات المحلية في معظم المحافظات الإيرانية، إجراءات احترازية خلال الأسبوعين الماضيين، من خلال إلغاء الاحتفالات الجماعية بالعيد، وإغلاق المحافظات طرقاتها أمام السيارات التي لا تحمل أرقامها. كذلك منعت بعض المحافظات دخول مواطنين من مدن أخرى، أي الغاء السفر.
ولحماية المواطنين خلال هذه الفترة، لجأت البلاد إلى إغلاق الفنادق وإيقاف الرحلات الجوية، ستقلص إلى حد كبير من السفر. لكن ثمة مخاوف أخرى تجتاح المحافظات الإيرانية من عودة أبنائها العاملين في العاصمة طهران أو المقيمين فيها إليها خلال النوروز، والتي تتصدر قائمة الإصابات بكورونا.
لذلك، أطلقت وسائل الإعلام المحلية في هذه المحافظات نداءات منذ أسابيع لهؤلاء بعدم العودة، حفاظاً على أرواحهم.
لن تختفي تلك المخاوف، حتى لو ألغيت الرحلات الداخلية بالكامل خلال النوروز، والتزم أبناء المحافظات القاطنين في العاصمة بالنصائح ولم يعودوا إلى العاصمة خلال العيد، إذ ثمة عوامل أخرى تشكل أرضية خصبة لانتشار فيروس كورونا الجديد خلال العيد، وخصوصاً الزيارات العائلية التي تستمرّ أسبوعين. ويمثّل ذلك تقليداً أساسياً خلال النوروز، إذ يجتمع الإيرانيون على مائدة "السينات السبع" لحظة حلول العام الجديد 1399 في تمام الساعة السابعة صباحاً والدقيقة التاسعة عشرة والثانية السابعة والثلاثين. لكن هذا العام سيكون حزيناً، بعدما حرم كورونا المواطنين السمك الأحمر.
ولإيقاف تقليد الزيارات، أطلقت حملات عدة على شبكات التواصل الاجتماعي، منها: "النوروز في البيت" أو "نبقى في البيوت بالنوروز"، لحثّ المواطنين على البقاء في منازلهم. واقترح البعض على الأسر الإيرانية تهنئة بعضهم بعضاً افتراضياً.
إلا أنّه يستبعد التزام جميع الإيرانيين الإجراءات المفروضة عليهم بحذافيرها، إذ إن الصور والفيديوهات المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر بدء عودة أبناء المحافظات من طهران منذ أيام، وزيادة الحركة داخل المدن مع اقتراب النوروز.
ويبقى السؤال عن الكيفية التي سيُحيي الإيرانيون بها هذا العام يوم سيزدة بدر، أي اليوم الثالث عشر من النوروز، الذي يخرج فيه الملايين سنوياً في أكبر تظاهرة شعبية فولكلورية، متجهين إلى الصحراء والأودية والحدائق العامة لإبعاد النحس والانتصار على الشر، كما تحكي الأساطير.
وعادة ما يستعدّ الإيرانيون لعيد "النوروز" قبل حلوله بشهر، من خلال ممارسة طقوس تقليدية، تناقلوها عبر الأجيال، أهمها "خانه تكاني"، إذ ينظفون البيوت ويجددون الأثاث، ويشترون بعض الأساسيات للاحتفال الذي يستمر أسبوعين، حيث تكتظ الشوارع والأسواق الإيرانية بالناس.
إلّا أنّ كورونا أطاح أجواء الفرح هذه بعدم وصوله إلى إيران منذ التاسع عشر من فبراير/ شباط، إثر إعلان وزارة الصحة اكتشاف أولى حالات الإصابة بالفيروس في مدينة قم، أي عشية الأول من شهر "إسفند"، الذي يستعدّ فيه الإيرانيون لاستقبال النوروز. إذاً، قلب كورونا المعادلة هذا العام، بعدما فرض حظر التجوال، ومنع الناس من الذهاب إلى الأسواق والمتاجر للتبضع لتعمّ أجواء من الحزن والهلع، بدلاً من أجواء الفرح والسرور، ما فاقم الضغوط النفسية غير المسبوقة التي عاشوها خلال هذا العام، على خلفية تدهور حالتهم المعيشية أكثر من قبل، ووقوع أحداث صعبة.
ولمنع حدوث ذلك، اتخذت السلطات المحلية في معظم المحافظات الإيرانية، إجراءات احترازية خلال الأسبوعين الماضيين، من خلال إلغاء الاحتفالات الجماعية بالعيد، وإغلاق المحافظات طرقاتها أمام السيارات التي لا تحمل أرقامها. كذلك منعت بعض المحافظات دخول مواطنين من مدن أخرى، أي الغاء السفر.
ولحماية المواطنين خلال هذه الفترة، لجأت البلاد إلى إغلاق الفنادق وإيقاف الرحلات الجوية، ستقلص إلى حد كبير من السفر. لكن ثمة مخاوف أخرى تجتاح المحافظات الإيرانية من عودة أبنائها العاملين في العاصمة طهران أو المقيمين فيها إليها خلال النوروز، والتي تتصدر قائمة الإصابات بكورونا.
لذلك، أطلقت وسائل الإعلام المحلية في هذه المحافظات نداءات منذ أسابيع لهؤلاء بعدم العودة، حفاظاً على أرواحهم.
لن تختفي تلك المخاوف، حتى لو ألغيت الرحلات الداخلية بالكامل خلال النوروز، والتزم أبناء المحافظات القاطنين في العاصمة بالنصائح ولم يعودوا إلى العاصمة خلال العيد، إذ ثمة عوامل أخرى تشكل أرضية خصبة لانتشار فيروس كورونا الجديد خلال العيد، وخصوصاً الزيارات العائلية التي تستمرّ أسبوعين. ويمثّل ذلك تقليداً أساسياً خلال النوروز، إذ يجتمع الإيرانيون على مائدة "السينات السبع" لحظة حلول العام الجديد 1399 في تمام الساعة السابعة صباحاً والدقيقة التاسعة عشرة والثانية السابعة والثلاثين. لكن هذا العام سيكون حزيناً، بعدما حرم كورونا المواطنين السمك الأحمر.
ولإيقاف تقليد الزيارات، أطلقت حملات عدة على شبكات التواصل الاجتماعي، منها: "النوروز في البيت" أو "نبقى في البيوت بالنوروز"، لحثّ المواطنين على البقاء في منازلهم. واقترح البعض على الأسر الإيرانية تهنئة بعضهم بعضاً افتراضياً.
إلا أنّه يستبعد التزام جميع الإيرانيين الإجراءات المفروضة عليهم بحذافيرها، إذ إن الصور والفيديوهات المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر بدء عودة أبناء المحافظات من طهران منذ أيام، وزيادة الحركة داخل المدن مع اقتراب النوروز.
ويبقى السؤال عن الكيفية التي سيُحيي الإيرانيون بها هذا العام يوم سيزدة بدر، أي اليوم الثالث عشر من النوروز، الذي يخرج فيه الملايين سنوياً في أكبر تظاهرة شعبية فولكلورية، متجهين إلى الصحراء والأودية والحدائق العامة لإبعاد النحس والانتصار على الشر، كما تحكي الأساطير.