تخوف السكان في الشمال السوري من السيارات المفخخة

25 فبراير 2019
انفجار سيارة مفخخة في أحد أسواق عفرين (منيب تيم/الأناضول)
+ الخط -


هاجس رعب تزرعه السيارات المفخخة بين الأهالي في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، خصوصاً في المدن الكبرى المكتظة بالسكان وبمن فيها من نازحين ومهجرين، لا سيما مع تكرار وقوع حوادث من هذا النوع أخيراً في مدن عفرين وجرابلس والباب.

ويوضح المهجّر أنور عمار، من جنوب دمشق أنه يتخوف كثيراً من أي انفجار يمكن أن يقع أمام المحل الذي يديره لصيانة أجهزة الموبايل وبيع أكسسواراته، ويتوجس من خسارة حياته في حادث مشابه ويخسر كل ما لديه.

ويقول عمار لـ"العربي الجديد": "اليوم صباحا في مدينة الباب تم تفجير لغم، لكن في الحقيقة شعرت بالخوف فالصوت مرعب جداً، رغم أنه كان انفجاراً مضبوطاً وضمن السيطرة، لكن هذه الحوادث تكررت مؤخرا والمشكلة الكبرى هي الدراجات النارية التي يتم تفخيخها وتفجيرها في المدينة، وهذه الدراجات من السهل على أي أحد تلغيمها والتنقل بها في أي مكان، وهي تكفي لقتل عدة أشخاص. والإصابة هي خطر آخر يهددنا مثل البتر او التعرض لإعاقة دائمة من هكذا تفجير، وهذا هاجس مرعب في الحقيقة لأن الشخص لا يعود حينها قادرا على العمل أو متابعة الحياة بالشكل الطبيعي".

ويضيف عمار: "حركة السوق هنا تراجعت تراجعاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، والتفجيرات هي سبب رئيس في هذا الأمر، فضلاً عن قضية معركة منبج، وطبعا الأمر أثر على المعيشة هنا بكل نواحيها، وإحداها ارتفاع كبير بأسعار المحروقات".

وفي 21 فبراير/شباط الجاري وقع انفجار ناجم عن سيارة مفخخة في شارع الفيلات بالقرب من مشفى ديرسم في مدينة عفرين، أدى إلى وقوع ضحايا وإصابات في صفوف المدنيين.

ويشير القاضي في منطقة عفرين أحمد المحمد،بحديث لـ"العربي الجديد" إلى "رفع الجاهزية لدى الشرطة المدنية في الوقت الحالي، كما تشهد مداخل المدن والبلدات عمليات تفتيش للداخلين إليها، بغية التحقق من عدم إدخال سيارات مفخخة أو عبوات ناسفة حرصا على سلامة المدنيين".

ويضيف القاضي "نرجو من كافة الفصائل توخي الحرص والقيام بعمليات مراقبة لمحيط المدن والبلدات، مع إخلاء التجمعات الكبيرة التي قد يتم استهدافها بالسيارات المفخخة او العبوات الناسفة بغية إخافة الأهالي وشل الحركة فيها".

أما المهجر من الغوطة الشرقية إحسان عبد العزيز، فيقول لـ"العربي الجديد": "عشنا سنوات تحت القصف والحصار ولم نشهد وجود سيارات مفخخة في مدن الغوطة، والقذائف والصواريخ التي كانت تضربنا كنا نعرف مصدرها، لكن اليوم هذه السيارات والتفجيرات لا يمكن توقعها مطلقا، وعلينا في الوقت الحالي توخي الحذر".