إخلاء خمسة أبراج وفشل 27 باختبارات السلامة من الحرائق بلندن

24 يونيو 2017
يغادرون منازلهم لأعمال الصيانة (جاستن تاليس/ فرانس برس/ Getty)
+ الخط -




ذكرت الحكومة البريطانية، اليوم السبت، أنّ 27 برجاً سكنياً فشلت في اختبارات إجراءات السلامة من الحرائق التي بدأت بعد حريق برج غرينفيل الذي أودى بحياة عشرات الأشخاص.

وصرحت وزارة المجتمعات والحكومة المحلية، بأن 27 مبنى من لندن في الجنوب الشرقي إلى مانشستر في الشمال، وبلايموث على الساحل الجنوبي الغربي، فشلت في اختبارات السلامة.

واضطر نحو أربعة آلاف ساكن تقريباً لمغادرة خمسة أبراج سكنية في شمال لندن، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، بعد أن قال رجال الإطفاء إن المباني غير آمنة.

وقال متحدث باسم الوزارة، إن موظفي الحكومة المحليين سيعملون مع فرق الإطفاء، لتحديد الإجراءات اللازمة. 

من جهتها، أعلنت بلدية كامدن عن السماح لسكان أحد الأبراج الخمسة التي تم إخلاؤها مساء الجمعة بالعودة إلى منازلهم صباح السبت، بينما رفض 83 آخرون إجلاءهم. وصرحت جورجيا غولد المسؤولة في البلدية في بيان أن "فوج الإطفاء في لندن أبلغنا أن سكان برج بلاشفورد ليسوا مضطرين إلى مغادرة منازلهم".

وأوضحت غولد أن هناك عناصر عدة تميّز هذا البرج عن الأبراج الأربعة الأخرى التي تشكل مجمع "شالكوتس إستيت" الذي يضم نحو 800 شقة. وتابعت غولد أن "هذا المبنى أصغر من المباني الأخرى ومخارج الحريق فيه مختلفة وأجريت فيه أعمال لتحسين السلامة من الحرائق ولإزالة العوائق من الممرات"، مشيرة إلى أن رجال الإطفاء "أكدوا لنا أن المبنى آمن للسكن".



وقالت غولد لـ"بي بي سي" إنه تم إخلاء نحو 650 شقة، مساء الجمعة، لكن 83 شخصا رفضوا مغادرة منازلهم. وشددت على أنه وفي حال أصر هؤلاء على عدم إخلاء البرج السبت بعد زيارة السلطات، فإن ذلك سيشكل "مشكلة" لأجهزة مكافحة الحرائق.

وقبيل منتصف الليل، أعلنت بلدية كامدن ضرورة إخلاء ما مجمله 800 شقة موزعة على خمسة أبراج ضمن مجمع يُعرف باسم "شالكوتس استيت" للقيام بأعمال صيانة "طارئة" من الحرائق، خصوصاً أن الكساء الخارجي لواجهات هذه الأبراج هو نفسه الذي كان مستخدماً في برج غرينفل، حيث أوقع الحريق الذي اندلع ليل 13 إلى 14 يونيو/ حزيران الجاري، وتسبب بمقتل 79 شخصاً على الأقل.

وتشتبه السلطات في أن الكساء المؤلف من طبقتين من الألومينيوم، بينهما مادة البوليثيلين، هو المسؤول عن الانتشار السريع للنار على مجمل المبنى.

وشددت جورجيا غولد، المسؤولة في بلدية كامدن، على أن إخلاء الأبراج الخمسة "تم فوراً. لم نكن متأكدين من أن السكان في أمان". وأشارت إلى أنّ "حريق غرينفيل غيّر كل شيء، ولا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بالمخاطرة". كذلك لفتت إلى أن "المهم هو سلامة الناس بينما نقوم بأعمال طارئة". وبيّنت أن أعمال تغيير الكساء الخارجي ستستغرق بين "أسبوعين إلى أربعة أسابيع".

وكان قد غادر ليل أمس الجمعة، العديد من سكان برج تابلو منازلهم ومعهم حقائبهم. وقال كايسي أوبونغ، رئيس جمعية المستأجرين، لوكالة "فرانس برس": "تلقّينا أمراً بإخلاء المبنى، سأبلغ السكان". ونُقل السكان إلى مركز سويس كوتيدج سنتر الترفيهي.




وأعرب سكان آخرون عن الاستغراب لصدور أمر الإخلاء في وقت متأخر إلى هذا الحد. وقالت ميلاني ثام "كنت عند شريكي عندما تلقيتُ رسالة عبر هاتفي واضطررت إلى العودة بسرعة. طلبوا منا المغادرة قبل منتصف الليل". وتساءلت "أمر غريب فعلاً، البرج قائم منذ سنوات، ماذا كانت ليلة إضافية ستُغيّر؟".





وقال أحمد محمد (19 عاماً) المقيم في برج تابلو مع والديه وشقيقتيه إن أسرته تبلغت أمر الإخلاء من أحد الجيران. وتابع "إنها فوضى. كان لدينا خمس دقائق لجمع حاجياتنا. لا أفهم لماذا يطلبون إخلاء 800 شقة فوراً. أشعر بالأمان هناك ولا أعتقد أن المبنى الذي نقيم فيه مهدد".





وأعلنت بلدية كامدن فجر اليوم السبت أنها حجزت "مئات الغرف في فنادق" في مختلف أنحاء لندن لسكان أبراج "شالكوتس استيت". وتابعت البلدية "ندعو كل السكان إلى المكوث لدى أصدقاء أو أقارب إذا استطاعوا لكننا سنؤمن لهم مكان إقامة إذا تعذر عليهم ذلك".

وسمح للسكان بالعودة خلال نهار السبت لجمع حاجيات شخصية من الشقق تحت إشراف رجال الإطفاء. 

واعتبرت زيغا غيبر (42 عاماً)، وهي أم لثلاثة أطفال، أن الوضع "غير معقول". وقالت "لم نتمكن من حمل أغراضنا ولم نكن نعلم إلى أين نتوجّه وآمل أن نتمكن من العودة قريباً". وتابعت "يعرضون علينا التوجه إلى فندق في أحد أحياء ويمبلي، آمل ألا يطول الأمر فأنا لا أعرف كيف سنتدبر أمورنا".

وأشارت رئيسة الحكومة تيريزا ماي إلى أنها تفكر في سكان الأبراج الذين أخلوا بيوتهم، وقالت "نعمل مع أجهزة الطوارئ والسلطات المعنية وندعمها لحماية السكان".



ويأتي إخلاء أبراج "شالكوتس استيت" بعد سلسلة من الاختبارات حول السلامة من الحرائق في المباني اعتبرت السلطات أنها غير مرضية، خصوصاً في ما يتعلق بالكساء الخارجي الذي وضعه المتعهد نفسه في برج غرينفل.

وكانت ماي قد أعلنت أمام البرلمان، الخميس الماضي، أن "الحكومة أمرت بمعاينة الكساء الخارجي لكل المباني" السكنية التابعة للبلديات في مختلف أنحاء بريطانيا.

ويقول مكتب ماي إن 600 مبنى على الأقل في إنكلترا وحدها استُخدم فيها الكساء الخارجي نفسه على غرار برج غرينفل.