تقرير بريطاني: الإنترنت قد تسبب "الإدمان" لدى الأطفال

27 يونيو 2019
من المحتمل أن يصادف مواد غير مناسبة أو ضارة(Getty)
+ الخط -
نشرت جمعية "بارناردوز" البريطانية التي تعنى بشؤون الأطفال والمراهقين منذ أكثر من 150 عاماً، تقريراً يقيّم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للأطفال، من دون تجاهل الإيجابيات المختلفة التي يمكن لشبكة الإنترنت أن تقدّمها لهؤلاء. وكانت الجمعية التي ترفع شعار "نؤمن بالأطفال" قد استطلعت آراء بعض العاملين في مجال خدمات الأطفال من أجل بناء صورة عن كيفية تأثّر هؤلاء وكذلك اليافعين من الفئات الهشّة بوسائل التواصل الاجتماعي. فتبيّن أن علاقة بعض الأطفال بتلك الوسائل تبدأ في سنّ لا تتجاوز العامَين. وأفاد نصف العاملين في تلك الخدمات بأنّهم تعاملوا مع أطفال تتراوح أعمارهم ما بين خمسة أعوام وعشرة صادفوا مواداً غير مناسبة أو ضارة عبر الإنترنت، فيما تعرّض أكثر من ثلث الأطفال في تلك الفئة العمرية إلى الأذى عبر الإنترنت. كذلك أشار 79 في المائة من العاملين مع أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 11 عاماً و15 إلى أنّ هؤلاء تعرّضوا إلى تنمّر إلكتروني. وقد ساعد 58 في المائة من هؤلاء العاملين مراهقين تجاوزوا السادسة عشرة حاولوا إيذاء أنفسهم أو الانتحار على خلفيّة ما تعرّضوا له من تنمّر إلكتروني.

وكشفت "بارناردوز" أنّ الأطفال الصغار، الذين هم في عامهم الثاني، يتعلمون كيفية الوصول إلى مواقع الإنترنت، على سبيل المثال موقع "يوتيوب" ومواقع أخرى خاصة ببرامج الصغار، نتيجة إتاحة ذويهم المجال أمامهم للوصول إلى الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية لإلهائهم أو بهدف الترفيه. وقد عبّرت "بارناردوز" عن قلقها إزاء الوصول المبكر إلى الأجهزة الإلكترونية، إذ إنّ من شأن ذلك أن يؤدّي إلى "الإدمان" وإلى "فقدان المهارات الاجتماعية الأساسية"، لا سيّما أنّ العائلات صارت تقضي وقتاً أقلّ في التواصل المباشر. وحذّر التقرير من تأثير التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال، من قبيل تطبيقات "سنابشات" و"إنستغرام" وموقع "تويتر"، مشيرة إلى أنّ الأمر "مقلق" في ما يتعلّق بالصحة العقلية لمن هم دون الثامنة عشرة.




تفيد فيكتوريا هانتلي، من المكتب الإعلام لجمعية "بارناردوز"، "العربي الجديد"، بأنّهم حاولوا من خلال تقريرهم الذي نُشر في 11 يونيو/ حزيران الجاري، "الإضاءة على مخاطر شبكة الإنترنت وكذلك فوائدها". وأوضحت هانتلي أنّ الرئيس التنفيذي للجمعية جافيد خان تناول في التقرير، الآثار السلبية والإيجابية لعالم الإنترنت. وقال خان إنه "على الرغم من أنّ الإنترنت يوفّر فرصاً رائعة للتعلم واللعب، فإنّه ينطوي كذلك على مخاطر جديدة خطيرة (...) وكما يوضح تقريرنا الجديد، فإنّ أثر هذه المخاطر قد يكون مدمّراً على حياة الأطفال من الفئات الهشّة في المملكة المتحدة". أضاف خان أنّ "الحكومة اقترحت أخيراً تغييرات مرحّباً بها من شأنها أن تساعد في تنظيم شبكة الإنترنت وجعلها أكثر أماناً للأطفال (...) ويدعو تقريرنا الجديد كذلك إلى مزيد من الأبحاث لمساعدتنا في فهم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للأطفال (...) فالأطفال اليوم يرون أنّ الإنترنت جزء طبيعي من عالمهم، ومهمتنا كمجتمع التأكد من حمايتهم في خلال اتصالهم بالشبكة".
المساهمون