مقابر المغرب تشكو الإهمال والاكتظاظ

25 اغسطس 2016
طالبوا بمقابر جديدة تحترم حرمة الموتى (العربي الجديد)
+ الخط -



 "مقابر المسلمين بالمغرب ليست بخير"، واقع يُجمع عليه الكثيرون في البلاد، سواء السلطات الوصية، ممثلة في وزارة الداخلية، أو الجمعيات النشيطة في هذا المجال، وأيضاً المواطنون الذين يتذمرون من أوضاع المقابر في مختلف مدن المملكة، حيث تعاني من الاكتظاظ وقلة العدد والإهمال وتفشي سلوكيات منحرفة.

وضعية المقابر دخلت إلى قبة البرلمان المغربي أكثر من مرة، حيث انتقد نواب من أحزاب الأغلبية والمعارضة، الحالة التي توجد عليها العديد من المقابر، حتى الشهيرة منها، من قبيل مقبرة "الشهداء" وسط العاصمة الرباط، والتي تضم رفات الكثير من الشخصيات الرفيعة في مجالات السياسة والثقافة والفكر.

وصبت الانتقادات الموجهة إلى وضعية المقابر في المغرب على محورين رئيسيين، الأول يتعلق بالاكتظاظ الشديد الذي تعاني منه المقابر، بسبب قلة عددها وعدم توفر مساحات إضافية لدفن موتى المسلمين، والثاني تحول هذه المقابر إلى مكان للمشردين ومروجي الممنوعات هربا من أعين السلطات والمتلصصين.

وزارة الداخلية المغربية تقر بدورها في مشكلة المقابر في البلاد، والناجمة عن توفر زهاء 1250 مقبرة في مدن المملكة، أكثرها مقابر غير مجهزة بالشكل اللائق لاستقبال الموتى، لكنها عرضت حلا ماديا يتمثل في تمويل 50 بالمائة من الغلاف المالي الذي يتيح إصلاح المقابر.

مؤسسة رسمية أخرى دقّت ناقوس الخطر بشأن أوضاع المقابر في المملكة، وهي المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي يعنى برصد تطور حقوق الإنسان في البلاد، حيث دعا في تقرير سابق إلى ضرورة التوفر على "مقابر تؤثث المشهد العام داخل البوادي والمدن، في إطار استراتيجية محكمة ومتكاملة لإعداد التراب وتأثيث المجال."


وتوقف المجلس ذاته عند "الحالة السيئة للمقابر، حيث يتم الدفن في معظمها، بما فيها المتواجدة بالعاصمة الرباط، بدون نظام دقيق، كما أن العديد منها لا تتوفر على سجلات للدفن، ولا على نظام حراسة"، كما تعاني إهمالا كبيرا على جميع المستويات، حيث أضحت مرتعا للمتسكعين والمتسولين، ومجالا لرمي القمامة ونمو الأعشاب العشوائية".

وفي الوقت الذي تعترف فيه وزارة الداخلية بوجود تقصير جماعي حيال صيانة وتجهيز مقابر جديدة، وتعتبر مؤسسات رسمية أن مقابر البلاد لا تتوفر على مستوى الاحترام الأدنى للأموات"، ظهرت جمعيات مدنية تدعو إلى مواكبة هذا الملف، والمطالبة بتوفير مقابر جديدة للموتى، وتحسين وضعية المقابر القديمة.

وتنادي جمعية التكافل الاجتماعي والحفاظ على حرمة المقابر بردِّ الاعتبار إلى مقابر المسلمين بالمغرب، لكونها توجد في وضعية كارثية، بينما تدعو جمعيات أخرى محلية إلى القضاء على مشكلة الاكتظاظ في المقابر، بتوفير قطع أرضية مخصصة لإيواء رفات الموتى.

وبخصوص مشكلة الإهمال، الذي أصاب المقابر، وتحولها إلى أوكار للمنحرفين والباحثين عن الممنوعات، دعت الجمعيات الناشطة في مجال صون المقابر إلى ضرورة تخصيص شرطة خاصة بالمقابر، بهدف حماية حرمة الموتى تماما مثل الأحياء، وأيضا تنظيف وصيانة هذه الأماكن من الدنس ومحاولات البعض العبث بجثث الموتى لأغراض السحر والشعوذة.