أطباء بلا حدود: التقاعس العالمي مسؤول عن تفشّي إيبولا

24 مارس 2015
بطء استجابة المجتمع الدولي تسبّب في كارثة (جون مور/Getty)
+ الخط -

تحت عنوان "حين تتجاوز الاستجابة حدود المقدرة"، أصدرت منظمة "أطباء بلا حدود" أمس تقريراً شاملاً تناولت فيه وباء "إيبولا" بعد انقضاء عام على اكتشاف أول إصابة مؤكدة بالفيروس القاتل.

ويكشف التقرير الذي يتضمّن تحليلاً نقدياً يتناول تفشي الوباء في كل من غينيا وليبيريا وسيراليون (غرب أفريقيا) في العام المنصرم، عن نقاط الضعف التي عانت منها الاستجابة العالمية لهذه الأزمة. ويحذر كذلك من أن الوباء لم ينتهِ بعد على الرغم من انخفاض إجمالي عدد الحالات.

فقالت الرئيسة الدوليّة للمنظمة الدكتورة جوان ليو إن "تفشي هذا الوباء أثبت أنه حدث استثنائيّ، وكشف عن حقيقة غياب فاعلية أنظمة الإغاثة والصحة وضعفها في التعامل مع حالات الطوارئ".

وقد تضمّن التقرير تفاصيل حول الآثار التي خلفها "تحالف التقاعس العالمي" الذي استمر لأشهر عديدة، انتشر في خلالها الفيروس على نطاقٍ واسع، ودفع بمنظمة أطباء بلا حدود إلى إصدار نداء استثنائيّ لحشد قوى طبية دولية مدنية وعسكرية تتمتع بقدرات لمواجهة الأزمات البيولوجية.

أما مدير عام المنظمة كريستوفر ستوكس فقال إنه: "لطالما وُصف تفشي وباء إيبولا على أنه العاصفة الكاملة. فقد كان وباءً انتشر عبر الحدود في بلدان ذات أنظمة صحية عامة تتسم بالضعف، ولم تشهد هذا المرض في السابق. لكن يبقى هذا الوصف مجرد كلمات بسيطة. ولم يكن بإمكان فيروس إيبولا أن يتفشى خارجاً عن السيطرة بهذه الصورة، لولا فشل عديد من المؤسسات التي سمحت بذلك. ووقعت بالتالي تلك العواقب المأساوية التي كان يمكن تجنبها".

وتشدّد المنظمة على أنه "يبقى أمامنا تحدٍّ هام. لكي نعلن نهاية تفشي الوباء علينا التعرّف إلى كلّ من كان على اتصال بمصاب. لا مجال للخطأ أو غضّ الطرف. فعدد الحالات الجديدة المسجلة أسبوعياً ما زال أعلى من أي تفشّ سابق للمرض، ولم ينخفض العدد الإجمالي للحالات بشكل كبير منذ أواخر يناير/كانون الثاني المنصرم".

تجدر الإشارة إلى أن في البلدان الثلاث الأكثر تضرراً، توفي نحو 500 عامل صحي في العام المنصرم، ما فاقم من النقص الحاد في عدد العاملين الصحيين. فتشدّد المنظمة على ضرورة الإسراع في إصلاح الخدمات الطبية كخطوة أولى نحو إعادة بناء نظم صحية فاعلة في المنطقة.

ويخلص التقرير إلى أن "الفشل العالمي ظهر جلياً في خلال تفشي هذا الوباء، وقد دفع آلاف الناس أرواحهم ثمناً لذلك. من مصلحة الجميع تعلم الدروس، بدءاً بضعف الأنظمة الصحية في الدول النامية وانتهاءً بشلل نظم الإغاثة الدولية وكسلها".
المساهمون