حكومة الاحتلال ترصد ميزانيات إضافية لأسرلة جهاز التعليم في القدس

29 مايو 2017
تطبيع المناهج الدراسية الفلسطينية (دايفيد سيلفرمان/Getty)
+ الخط -

كثفت حكومة الاحتلال الإسرائيلي من مساعيها الرامية إلى أسرلة جهاز التعليم الفلسطيني في القدس المحتلة، منذ صفوف المرحلة الابتدائية الأولى، عبر إقرارها، أمس الأحد، في جلسة خاصة عقدتها في نفق حائط البراق، مشاريع "تعليمية" جديدة تهدف إلى توسيع نطاق المدارس الفلسطينية العاملة في القدس المحتلة التي تعتمد المنهاج الإسرائيلي بدلا من الفلسطيني، ومنح امتيازات للمدارس التي تقبل باعتماد المنهاج الإسرائيلي الرسمي.

وتقوم الخطة الإسرائيلية، في مرحلتها الأولى، في السنوات الخمس المقبلة، على زيادة عدد فصول الصف الأول التي تعتمد المنهاج الإسرائيلي من جهة، والسعي إلى توسيع نطاق المدارس الثانوية التي تقدم طلابها لامتحانات "البجروت" الإسرائيلية، المقابلة لامتحانات التوجيهي الفلسطينية، عبر الاستفادة من حالة عزل القدس المحتلة عن باقي أنحاء الضفة الغربية، والعراقيل التي يلاقيها الطلاب الفلسطينيون في حال أرادوا الانتساب في إحدى الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية، مثل جامعات بير زيت وبيت لحم والنجاح.

ترافق ذلك إغراءات تشجيعية على الاتجاه للتعليم في الجامعات الإسرائيلية، لا سيما الجامعة العبرية، بعد أن أقرت، في العامين الماضيين، خطة لتقديم منح لطلاب القدس المحتلة الذين ينتسبون للجامعة.

وتستغل حكومة الاحتلال أيضاً حقيقة نظام دفع الأقساط الجامعية في الجامعات الإسرائيلية الرسمية، حيث يكون القسط الجامعي موحداً في كافة التخصصات والمواضيع، مقابل نظام الدفع التفاضلي في الجامعات الفلسطينية، مثل النجاح والجامعة الأميركية في جنين، حيث يختلف القسط الجامعي، أو الساعة الجامعية، وفقا للاختصاص الذي يدرسه الطالب.

وبحسب ما نشرته "هآرتس"، فإن الخطة الجديدة هي من إعداد وزير التربية والتعليم، نفتالي بينت، ووزير شؤون "القدس" في الحكومة، زئيف إلكين. علما أن خططاً مشابهة قائمة منذ سنوات أدت، وفق معطيات إسرائيلية من العام الماضي، إلى رفع عدد الخريجين المقدسيين الذين يحملون شهادة التوجيهي "الإسرائيلية" بنسب عالية للغاية.

وتعرض حكومة الاحتلال الترويج لهذه الخطة، من باب تحسين مستوى المعيشة للفلسطينيين في القدس، وإعداد الخريجين الفلسطينيين بشكل أفضل، للاندماج في المجتمع وسوق العمل الإسرائيليين.


المناهج والتضييق يساهمان في التطبيع (ميناحيم كاهانا/فرانس برس) 





ووضعت الحكومة الإسرائيلية هدفا لها، في المرحلة الأولى، للوصول إلى نسبة 26 في المائة من الخريجين المقدسيين الذين يحملون شهادة توجيهي إسرائيلية (بجروت)، مقارنة بالنسبة الحالية التي تقف عند 12 في المائة، ورفع نسبة من يحملون شهادة توجيه تكنولوجية إسرائيلية من 11 إلى 33 في المائة.

ونقلت الصحيفة عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حنان عشراوي، أن الخطة الإسرائيلية الجديدة تأتي في سياق توسيع مخططات التهويد والأسرلة، وأن "الخطة الحالية تريد تحويل القدس إلى يافا وعكا، بعد أن أدخل الاحتلال جهاز التعليم الفلسطيني في أزمة كبيرة، والآن تقوم إسرائيل بابتزاز المدارس الفلسطينية في القدس. إسرائيل هي قوة احتلال في القدس ولا يحق لها التدخل في مناهج التعليم".

وكانت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة قد "احتفلت"، مطلع العام الدراسي الحالي، الذي يبدأ وفق النظام الإسرائيلي في الأول من سبتمبر كل عام، بافتتاح خمس مدارس ابتدائية جديدة في الأحياء الفلسطينية في القدس، تعتمد المنهاج التعليمي الإسرائيلي، بحضور ومشاركة رئيس بلدية الاحتلال، نير بركات.


مكافأة المدارس الفلسطينية التي تتبع المنهج الإسرائيلي(فيسيبوك) 


وكتب بركات، الذي زار المدرسة التكنولوجية الجديدة في بيت حنينا، حيث يدرس 140 طالبا مقدسيا، أن بلدية الاحتلال استثمرت هذا العام ببناء 84 صفاً دراسياً جديداً، واستثمار 150 مليون شيقل في المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة، كاشفاً عبر صفحته على "فيسبوك"، أن 5000 طالب يتعلمون هذه السنة، في نطاق برنامج شهادة الثانوية العامة (بجروت).

وأعلن بركات في رسالته لـ"المقدسيين" أن بلدية الاحتلال "وضعت خطة لبناء 2000 غرفة صفية جديدة في المدينة، باستثمار ملياري شيقل. وفي هذه الأثناء تتفاوض البلدية مع الحكومة لتنفيذ هذه الخطة".

ويشكل الطلبة الفلسطينيون في القدس نحو 40 في المائة من مجمل الطلاب في مدارس القدس المحتلة، ويبلغون، مع الطلبة اليهود من طوائف الحريديم غير الصهيونية، أكثر من 50 في المائة من الطلاب في المدينة، إذ يبلغ مجمل عدد الطلاب من مختلف المراحل التعليمية، بحسب منشور نير بركات، نحو 283.650 طالبا.

وكان لافتاً في رسالة نير بركات ونشاطه على "فيسبوك" اختيار صورة لتلميذة فلسطينية، قال إنها تُدعى لانا عبد الحق، من المدرسة الإعدادية للبنات في سلوان، مع خلفية رسالة تهنئة بالعبرية بالسنة الدراسية الجديدة.


المساهمون