تلاميذ في طنجة يكتشفون فرشاة الألوان

29 مايو 2015
(العربي الجديد)
+ الخط -

تعود "قافلة الأمل" التي كانت قد أطلقتها منظمة "الناس للناس" الدولية - فرع طنجة، إلى جمع التبرعات من ملابس وأحذية وحاجات ضرورية لتوزيعها على أطفال مدرسة فدان السعيدي. وتشير رئيسة المنظمة، إنصاف المغنوجي، إلى أنه "بعد تفاعل الناس مع مبادرتنا ترميم المدرسة في الفترة الماضية، نعود مع تبرعات للصغار. ويأتي ذلك في إطار مشروع فك العزلة عن القرية وإعادة البسمة إلى وجوه أهلها وأطفالها".

وكانت المنظمة قد أطلقت مبادرتها التطوعية حول الاهتمام بالعالم القرويّ من خلال مدرسة، فترمّمها وتعمد إلى إصلاحها وإدماج التلاميذ في ورش ثقافية وفنية. وتوضح المغنوجي أنها "قرية مهمشة. وقد تساءلنا: لماذا لا نخلق فضاءً مناسباً للتعلم فيها؟ وهذا ما حصل، فقمنا بصيانة المدرسة من خلال وضع الستائر وتبليط الساحة وطلاء الجدران في يوم واحد. وفي اليوم التالي، خصصناه للتلاميذ عبر ورش رسم، وختمنا المبادرة بحفل توزيع جوائز على المتفوقين".

وكانت "قافلة الأمل" قد احتاجت وقتاً للحصول على تصريح من نيابة وزارة التعليم في منطقة فحص أنجرة، لإنجاز ذلك. تخبر المغنوجي أنه "وفي الزيارة التفقدية للمكان، وجدنا حظيرة للأغنام من دون أبواب ولا مياه. لكننا أصررنا على تحويل المدرسة إلى نموذجية للتعلم ولمبادرات مقبلة".

واجه المتطوعون صعوبة أيضاً في جمع مستلزمات المدرسة، لكن المغنوجي توضح: "جهّزنا ملفاً للحصول على الدعم وحملناه إلى مجموعة من الشركات الخاصة بالصيانة. البعض رفض الفكرة ورأى أنها مبادرة تربوية لن تساهم في التسويق للمؤسسة. لكنّ فاعلي خير مدّونا بالاحتياجات المطلوبة وبالمال لإنجاز المهمة".

وعلى صعيد تنفيذ مبادرتها هذه، بلّطت المنظمة ساحة المدرسة بعدما كانت أرضيتها مجرّد حجارة. من جهتهم، شجّر المتطوعون الساحة، وعلقوا الستائر، وغلفوا مقاعد الدراسة، وجهزوا مكتبة بمجموعة من الكتب والقصص والمجلات تبرّعت بها مدارس خاصة وأفراد، ونظفوا الأقسام بالماء والصابون.

ووفّرت المنظمة أدوات رسم لصالح 96 تلميذاً في المرحلة الإعدادية. تلفت المغنوجي إلى أن ثمّة "أطفالا كانوا يمسكون لأول مرة في حياتهم فرشاة الألوان، وهم في الصف السادس. كان غريباً ولكنه مفرح". إلى ذلك، كانت نشاطات مختلفة من قبيل قراءات شعرية للتلاميذ، وتوزيع حقائب عليهم، وتحقيق حلمهم بمشاهدة بهلوان راقص. بالنسبة إلى المغنوجي، هي "فرحة لن أنساها".

اقرأ أيضاً: "قلوب رحيمة" في طنجة: مياه وطعام وملابس للمشرّدين
دلالات