مصر تترقب أمطاراً قوية مجدداً... تعطيل الدراسة وشركات المقاولات توقف أعمالها

26 أكتوبر 2019
غرقت الشوارع بالأمطار (Getty)
+ الخط -
تسيطر حالة من القلق على الحكومة المصرية، بسبب بيانات الأرصاد الجوية عن خطورة الأمطار والسيول المتوقع هطولها على البلاد خلال الساعات القادمة، فيما لا حديث في الشارع سوى عن مخاطر التساقطات، إذ رفض الكثير من الأهالي الخروج من منازلهم، وقام البعض بتعطيل أعماله، كما رفضت بعض شركات مقاولات البناء العمل بسبب سرعة الرياح والطقس السيئ، والمتوقع أن يصاحبه سقوط أمطار غزيرة، ومخاوف من وقوع ضحايا من العمال.

وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية في مصر، أن أمطارا غزيرة تشهدها البلاد اليوم في محافظات "الإسكندرية – كفر الشيخ – دمياط – سيناء – الإسماعيلية- السويس- بورسعيد"، وأيضا مناطق من القاهرة تمتد إلى شمال الصعيد، يصاحب ذلك نشاطٌ للرياح على معظم الأنحاء، ما يؤدي إلى اضطراب الملاحة البحرية في البحر المتوسط. وناشدت الهيئة المواطنين عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، وأوصت بإلغاء الرحلات المدرسية للمحافظات الساحلية وسيناء، وإلغاء السفر.

ورغم تحذيرات الأرصاد الجوية في مصر من سوء الأحوال الجوية خلال الأيام الماضية، لكن كالعادة أصيب الجميع تقريبا بالشلل والارتباك وفقدان التركيز، فكانت النتيجة هي غرق الشوارع بطرق مأساوية في العشرات من المدن، سواء في القاهرة أو باقي المحافظات المصرية، وهي ظواهر تتكرر كل عام خلال السنوات الأخيرة، مع كوارث السيول والأمطار، ويذهب ضحيتها مئات المواطنين، وتشهد أضرارا بالغة في الممتلكات والمصالح العامة والخاصة.

وفي ضوء التقارير الصادرة من الهيئة العامة للأرصاد الجوية، ناشد مجلس الوزراء المصري المواطنين التزام المنازل، حرصاً على سلامتهم، ومنعاً للتكدسات المرورية، وإتاحة الفرصة للجهات المعنية لإزالة الكميات المتراكمة من جراء سقوط الأمطار الغزيرة المتوقعة. وطالب مجلس الوزراء قائدي المركبات بعدم السرعة خاصة على الطرق السريعة، والحفاظ على مسافة أمان أكبر من المعتاد بين كل مركبة وأخرى، حتى يتسنّى التحكم في عجلة القيادة من الانزلاق أثناء سقوط الأمطار، فضلاً عن انخفاض مستوى الرؤية الأفقية في الصباح الباكر بسبب تكوُّن الشبورة المائية.

وطالب مجلس الوزراء المصري المواطنين بتجنب المرور تحت اللوحات الإعلانية أو بجانب أعمدة الإنارة وأكشاك الكهرباء التي كانت سبباً في مصرع العشرات من الأهالي خلال الساعات الماضية، أو أسفل "البلكونات" القديمة، وعدم وقوف السيارات على بالوعات "شنايش" الأمطار، أو في الكراجات السفلية، أو أماكن احتمال سقوط الأشجار. كما كلف مجلس الوزراء المسؤولين في المدن المطلة على البحر المتوسط والدلتا ومدن القناة وشمال ووسط سيناء، برفع حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى واتخاذ التدابير المناسبة لمجابهة الآثار الناجمة عن سوء الأحوال الجوية، وفي مقدمة ذلك تركيز معدات الطوارئ في تلك المناطق الأكثر تأثراً بموجة الطقس القادمة، واتباع الاحتياطات اللازمة مع تجهيزات الكهرباء، مشدداً على ضرورة تكاتف الجهود بين مختلف الجهات للتعامل مع الموقف.

وأمام ذلك، وجّهت وزارة السياحة المصرية، بتوقف جميع الرحلات إلى المناطق الساحلية التي تقوم بها الشركات السياحية، وأيضا إيقاف جميع الأنشطة البحرية ومراكز الغوص في المدن المُطلة على البحر المتوسط والبحر الأحمر، نظراً لحالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، محذرة أنه في حالة مخالفة التعليمات سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية المشددة تجاه الشركة المخالفة.

فيما أعلنت كل من شركة المترو والسكة الحديد حالة الطوارئ، وتم التوجيه بسرعة سحب مياه الأمطار الموجودة على شريط السكة الحديد أو المترو، وتم توجيه سائقي القطارات بالحذر وعدم السرعة، خلال فترة سقوط الأمطار، وشملت تعليمات شركة المترو تخفيض السرعة في المحطات السطحية بالخطين الأول والثاني حال سقوط الأمطار.



وفي ضوء تحذيرات الأرصاد الجوية، قرر الأزهر تعطيل الدراسة في عدد من محافظات الدلتا، كما قررت وزارة التربية والتعليم الأمر نفسه في محافظات "الإسكندرية - البحيرة - كفر الشيخ –الغربية"؛ بسبب سوء الأحوال الجوية التي تتعرض لها هذه المدن، إلا أن جهات في وزارة التربية والتعليم أكدت أن تعطيل الدراسة شمل كافة محافظات الوجه البحري بتعليمات فيما بينهم وتأكيدات من المحافظين، خوفاً من حدوث ضحايا بين الطلاب في ظل الموت صعقاً بالكهرباء، والذي زاد خلال الساعات الماضية بخلاف السنوات الماضية، وأشارت تلك الجهات إلى أن إدارات المدارس تخشى تحمُّل المسؤولية.

وشدد وزير التنمية المحلية، اللواء محمود شعراوي، على المحافظين، بضرورة الانتشار الجيد للمعدات الخاصة بالطوارئ، وإلغاء الإجازات للقيادات المحلية، وتفعيل خطة الاستعداد للأفراد والعاملين على المعدات، للتعامل الفوري مع أية مشكلات وسرعة حلها، وتوفير معدات إضافية من الاحتياطية أو من المحافظات المجاورة.

المساهمون