لبنان: ضحايا الرصاص العشوائي يتزايدون..والقاتل مجهول

17 مايو 2016
تشييع الطفل منير الحزينة (حسين بيضون)
+ الخط -
لا يغيب الرصاص أبداً عن مناسبات اللبنانيين السعيدة والحزينة، فالرصاص يتم إطلاقه في تشييع الجنائز كما في الأعراس، حتى في مباريات كرة القدم المحلية والعالمية يكون الرصاص جزءاً من الاحتفاليات.


ولم تخل هذه المناسبات المتباينة من سقوط جرحى وقتلى، ويبقى القاتل مجهولاً؛ ولم تفلح مناشدات بعض الشخصيات السياسية لأنصارها بعدم إطلاق النار أثناء إلقاء خطاباتهم؛ طريقها إلى عقول هؤلاء الأنصار.

ومع تزايد أعداد ضحايا الرصاص الطائش، وخصوصاً الأطفال منهم، أصدر وزير الصحة اللبناني، وائل أبو فاعور، بياناً، اليوم الثلاثاء، طالب فيه الدولة بكل أجهزتها الأمنية والقضائية "بوضع حد لهذه الظاهرة البربرية القاتلة التي تفتك بأرواح المواطنين، لا لشيء إلا لأن هناك أشخاصاً محميين سياسياً بأحزاب ونواب ووزراء ومرجعيات يعتبرون أنفسهم فوق القانون" على حد قول البيان.

وقال أبو فاعور، إن "الموت ابتهاجاً قدر من أقدار اللبنانيين"، في إشارة واضحة إلى إطلاق الرصاص العشوائي خلال الأحداث السعيدة.

وتزامن بيان وزير الصحة مع إجراء جراحة للطفل حسين العرب (15 عاماً)، الذي أصيب بطلق ناري في صدره في منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، أثناء إعلان نتائج الانتخابات البلدية الأحد الماضي.

وتظهر مراجعة سريعة لأخبار ضحايا الرصاص الطائش؛ انتشار الظاهرة على كافة الأراضي اللبنانية، وتنوع جنسيات الضحايا بين لبنانيين ولاجئين سوريين وفلسطينيين قصدوا لبنان بحثاً عن ملاذ آمن.


ولعل أبرز أسماء الضحايا، الطفل الفلسطيني النازح من سورية، منير الحزينة، الذي مات في يوليو/تموز من العام الماضي بسبب رصاصة طائشة أصابت رأسه مصدرها جنازة تشييع لأحد مقاتلي "حزب الله" الذين قتلوا في سورية.

ومطلع الشهر الحالي، توفي فتى لبناني من بلدة المرج البقاعية، شرقي لبنان، نتيجة إصابته برصاصة طائشة في رئتيه، وكانت مناسبة الاحتفال هذه المرة إعلان نتائج الانتخابات البلدية في البلدات المجاورة.

وفي أبريل/نيسان الماضي، فتح وزير الصحة تحقيقاً لمعرفة سبب وفاة الطفل السوري اللاجئ، حسين العيسى (10 سنوات) بعد ساعات قليلة من نقله إلى مستشفى سيدة السلام في زغرتا شمالي البلاد، بعد إصابته برصاصة طائشة في الرأس في بلدة الفرض في وادي خالد العكارية.

وفي بلدة قرطبون في قضاء جبيل شمالي بيروت، ظنت والدة الطفلة، بيتينا رعيدة، أن ابنتها البالغة من العمر 8 سنوات قد صدمت رأسها بحجر فحملتها إلى المستشفى في مارس/آذار الماضي، وهناك أظهرت صور الأشعة أن الطفلة أصيبت برصاصة طائشة في رأسها، أطلقها أحد الأشخاص أحد تشييع جنازة في بلدة مجاورة.

وخلال مباريات كأس العالم التي جرت عام 2014، سقط أحد الشبان أثناء مشاهدة الاحتفالات بفوز المنتخب الألماني على نظيره البرتغالي بعد إصابته برصاصة طائشة في بلدة عرمون جنوب بيروت.

وعلى الرغم من سقوط قتلى وجرحى، لم تعلن الشرطة توقيف أي من مطلقي النار، ويتم تسجيل الحوادث ضد مجهول.