تأمين مساجد مصر بشركات خاصة يثير الجدل

30 يوليو 2015
لم تعرف مصر في تاريخها حراسة المساجد (GETTY)
+ الخط -
تدرس وزارة الأوقاف المصرية الاستعانة بشركات خاصة لتأمين عدد من المساجد التابعة لها، وهو الأمر الذي أثار جدلاً داخل المبنى، حيث رفض عدد كبير من قيادات الوزارة وجود رجال أمن على أبواب المساجد أو داخلها لكون المصلين سيرفضون ذلك.

ومن المقرر أن تفاضل الوزارة خلال الأسبوع المقبل بين ثلاث شركات لاختيار الأفضل، ومن بين الثلاث شركات التي تدرس الوزارة اختيار أفضلها شركة "فالكون"، وهي الشركة التي أُسندت إليها مهمة تأمين المقر الانتخابي للرئيس عبد الفتاح السيسي بالتجمع الخامس عندما كان مرشحاً لانتخابات الرئاسة، والتي تعاقدت على تأمين عدد من الجامعات الحكومية، وشركتي "سيكيوريتس" و"سبيد سيرفس" وهناك اتجاه لاختيار الشركة الأولى.

وأكد مصدر حكومي مسؤول أن قرار وزارة الأوقاف المصرية بتأمين المساجد، جاء بعد الأحداث التي شهدتها مساجد في السعودية والكويت، مؤكداً أن ما حدث في السعودية والكويت لا يمكن تكراره في مصر، حيث لا توجد مساجد مخصصة للشيعة، وأن مصر على مدار تاريخها السياسي، حتى أيام الاحتلال لم يوجد أي رجل أمن حكومي أو خاص على أبواب المساجد بسبب الفطرة الدينية، حيث لا يمكن أن يقوم أحد بأي عملية داخل المسجد.

وأشار إلى أن حراسة المساجد وغيرها مسؤولية الشرطة، وأن وجود شركات الأمن على أبواب المساجد في الوقت الحالي سوف يثير الخلافات، متسائلاً: هل سيقوم رجل الأمن بتفتيش المصلّي أثناء دخوله المسجد؟

وتوقع المصدر في تصريحات خاصة، أن يقوم رجل الأمن في الشركات الخاصة خلال الفترة المقبلة بـ"التجسس"على المصلين والدعاة من خلال خطب الجمعة والأحاديث عقب الصلاة في الأيام العادية، ونقل كل ما يدور داخل المسجد إلى المسؤولين، ومنع المغضوب عليهم من دخول المساجد وإلقاء الخطب، حيث سيتم رفع شعار "ممنوع من الخطبة" مثل شعار "ممنوع من السفر".

وقام عدد من التيارات الإسلامية بالظهور في ساحات العيد وإلقاء الخطب، رغم الإجراءات الأمنية التي أُعلن عنها قبل أيام من حلول عيد الفطر بمنع تلك التيارات من إلقاء خطب العيد.

وقال المصدر إن هناك اتجاهاً حكومياً للاستعانة بعدد كبير من الشركات الخاصة في تأمين المصالح الحكومية والمنشآت العامة والخاصة، كما هو قائم حالياً بتأمين الجامعات بشركات خاصة، وهو ما يزيد من الأعباء المالية على الحكومة، رغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وقال إن أجهزة الأمن هي المخوّلة بتأمين البلاد من الداخل.

دلالات