"المفكرة الصغيرة" تحكي للأطفال عن القوانين بلغتهم

11 يونيو 2015
العدد الأول من المفكرة
+ الخط -



قد يجد البعض منًا أن القوانين، التي تحدد حقوق وواجبات المواطن، قضايا للكبار فقط. لكن البعض الآخر يرى أن تنمية حسّ المواطنة لدى أبناء المجتمع لا بد أن تبدأ منذ الصغر. وأن نعرّف أطفالنا إلى قوانين البلد الذي يعيشون فيه، قد يجعلهم معنيين أكثر بما يدور حولهم. ولكن كيف يمكن للأهل أن يوفروا لأبنائهم وسيلة تعرّفهم إلى القوانين بقالب بسيط وممتع وقابل للنقاش وطرح الأسئلة حوله؟

إنها "المفكرة الصغيرة" وهي مفكرة قانونية لبنانية، وتعرّف عن نفسها بأنها مجلة القانون للمفكرين الصغار. خرجت إلى النور في عددها الأول، وهدفها إطلاع الأبناء على القوانين الآنية التي تجري متابعتها، كما تقترح أفكاراً لقوانين جديدة يحتاجها الناس وتؤثر على حياتهم.

المفكرة الصغيرة تجربة مختلفة

أوضحت المحامية رنا صاغية أن "فكرة إعداد المفكرة الصغيرة انطلقت من نقطتين: الأولى هي توفير مواد للقراءة باللغة العربية، في ظل تراجع حضور لغتنا العربية حتى في المدارس، وتدريس اللغة لأطفالنا بكتب شكلها الفني غير جاذب، ومحتواها الذي بات تبسيطياً إلى حدّ لا يتناسب مع أعمارهم الفعلية. والثانية لأن كتاب التربية المدنية المعتمد في المدارس بعيد عن الواقع، ويتناول مواضيعه بجمود مطلق".


ودعت صاغية، وهي من الفريق المشرف على إعداد المفكرة، الأهل والمربين من خلال "العربي الجديد" للاهتمام بإيصال محتوى المفكرة لأطفالهم، حتى يتعرفوا أكثر إلى الواقع الذي يعيشون فيه، معتبرة أنهم الوسيط الأساسي الذي يجعل المفكرة متاحة لأولادهم، وتشجيع من يستطيع القراءة منهم على الاطلاع على مواضيع المفكرة الممتعة والمفيدة، أو قراءة محتوى المفكرة لمن لا يعرف منهم القراءة بنفسه.

ورأت صاغية أن الفئة العمرية التي تتوجه إليها المفكرة قد تتوجه لمن هم دون الثماني سنوات وقد تهم من تزيد أعمارهم على 15 سنة، وذلك تبعاً لميول واهتمامات القراء من هذه الفئات العمرية، مشيرة إلى أن المفكرة تعطي المعلومة بشكل واضح ومفهوم وبسيط، وتجيب عن تساؤلات الأبناء عبر الرسوم وعلى لسان من هم في مثل أعمارهم".

وصفت المحامية رنا صاغية "المفكرة الصغيرة" بأنها تجربة ممتعة، ظهرت بعددها الورقي الأول، الذي تتطلب إصداره اجتماعات كثيرة مع الأطفال المشاركين بمواضيع العدد، ومتابعة لقاءاتهم مع جمعيات المجتمع المدني التي تعمل، ولديها تجارب على صلة بالعناوين المطروحة.

كما صدرت النسخة الإلكترونية للمفكرة عبر صفحتها الخاصة على فيسبوك، ويجري العمل على موقع إلكتروني مميز لها. وأعربت المحامية صاغية عن أملها بأن يسعى الأهل لتشجيع أطفالهم على قراءة النسخة الورقية ليختبروا تجربة مميزة، مختلفة تماماً عن القراءة الإلكترونية.

حكاية قانون: حماية الحيوانات

هي إصدار فريد من نوعه، تعرف عن نفسها بأنها "مجلة القانون للمفكرين الصغار"، تتضمن مواضيع عن القوانين في لبنان، وتقترح أفكاراً لقوانين جديدة"، بأسلوب مبسط وبمشاركة الأطفال الذين يطرحون الأسئلة، ويبدون الآراء في المسائل التي يناقشها العدد.


مفكرة قانونية للصغار تصدرها جمعية المفكرة القانونية، ويشارك في تحريرها والإشراف عليها كل من المحامية رنا صاغية والفنان كريم دكروب مؤسس مسرح الدمى اللبناني، والرسامة مريال أبي شاكر والمستشارة التربوية الدكتورة فريال حطيط. كما يشارك في إعدادها مجموعة من الأطفال.

تضمن العدد الأول ضمن زاوية "حكاية قانون" موضوعاً عن مشروع قانون حماية الحيوانات الذي ينتظر الموافقة عليه في مجلس النواب. تناول الموضوع كان مميزاً، بأسلوب القصص المصورة، الذي يخبر الصغار أن الطريقة الأنسب لحماية الحيوانات تتم عبر القانون، من خلال قصة عن حيوانات السيرك التي تتألم وتجوع وتقبع خلف القضبان. فرؤية تلك الحيوانات المتألمة دفعت جمعية "حيوانات لبنان" لوضع مشروع قانون بالتعاون مع وزارة الزراعة يضمن حماية الحيوانات. بعد ذلك قدم وزير الزراعة مشروع القانون إلى مجلس الوزراء الذي وافق عليه وأحاله إلى مجلس النواب. وتنتهي القصة بالتمني والحلم بأن يقر مجلس النواب مشروع القانون وينشره في الجريدة الرسمية لكي يصبح نافذاً.

اليوم العالمي ضد عمل الأطفال

أما في زاوية "يوم مميز" فقد تم اختيار مناسبة "اليوم العالمي ضد عمل الأطفال"، وبعد الإشارة إلى أمثلة عن أطفال يعملون في شوارع لبنان وطرقاته من البيع إلى التسول. تطرح المفكرة الأسئلة عن سبل حماية هؤلاء الصغار وتمكينهم من التعلم، مشيرة إلى أن يوم 12 حزيران/يونيو من كل عام "نتذكر الأطفال الذين يذهبون كل صباح للعمل، وليس إلى المدرسة".


وتوضح المفكرة لقرائها أن موافقة البلد على اتفاقية دولية تصبح ملزمة له وأهم من قوانين البلد الخاصة به، لافتة إلى موافقة لبنان و166 دولة أخرى على اتفاقية العمل الدولية التي تمنع الأطفال دون 15 عاماً من العمل. وتتساءل المفكرة: هل يحمي القانون في لبنان 1500 طفل يعيشون في الشوارع و100 ألف طفل يعملون بشروط صعبة مقابل القليل من المال؟

ومع مشاركة خاصة من المخرجة اللبنانية نادين لبكي، ضمن "زوايا"، تنصح قراء المفكرة بمشاهدة فيلمي "Zarafa" و " Pierre et le loup " (بيير والذئب)، مشيرة إلى أن الأول يصور مغامرة إنسانية رائعة ويعطي أمثولة عن الصداقة والشجاعة. والثاني مليء بالحلم والسحر حيث إن كل آلة موسيقية فيه ترمز إلى شخصية مختلفة.

حرج بيروت

أما في فقرة "سؤال وجواب" تعطي المفكرة الإجابات عن أسئلة الأطفال التي تتبع الموضوع الأساسي المتعلق بالحيوانات. ومن هذه الأسئلة: لماذا نستعمل الفئران في المختبرات؟ لماذا يعامل الناس الحيوانات وكأنها لعبة؟ ما هي الحيوانات المعرضة للانقراض؟ كيف وصل التمساح إلى حرج بيروت؟ لماذا يعطون الطعام للدلافين والفقمة خلال عروض الترفيه؟ ومن الأسئلة أيضاً ما الذي يتغير إذا أقر مجلس النواب قانون حماية الحيوانات؟ وغيرها الكثير من الأسئلة التي تلقى إجابات مبسطة وواضحة.

وفي فقرة "من هو، من هي" وهي فقرة تعريفية، فقد تم التعريف بقصة الشمبانزي "شارلي" الذي أدخل إلى لبنان بطريقة غير قانونية، كما تناولت المفكرة قصة الهرة "بسبس" التي وضعها صاحبها في المايكرويف ليتسلى. وضمن فقرة "أملاك عامة" تحكي المفكرة عن حرج بيروت الذي يمنع الدخول إليه دون ترخيص من البلدية، على الرغم من أنه مكان عام كالشاطئ والطرقات.

أما "فكرة قانون" فقد تناولتها المفكرة على شكل أسئلة وحوار مصور بين أطفال عن اسم عائلتهم، ولماذا يتكنّى الطفل بعائلة والده وليس والدته، مع شرح مبسط في النهاية عن الخانات العائلية التي تُفتح للرجال في دوائر النفوس عند زواجهم وتسجل فيها الزوجة والأولاد، مع الإشارة إلى أن قانون الأحوال الشخصية في لبنان لا يحدد إذا كان المولود يأخذ اسم عائلة أمه أو أبيه.

وينتهي العدد الأول من "المفكرة الصغيرة" بتناول موضوع كاميرات المراقبة في الشوارع والمباني، ضمن فقرة "ما الجديد؟".

اقرأ أيضاً:ألعاب الفتيات... راقصات وجنيات وربات بيوت

المساهمون