مصر: غضب في "تل العقارب"..الحكومة هدمت المنازل والأهالي بالعراء

09 فبراير 2016
حال الأهالي في تل العقارب (العربي الجديد)
+ الخط -



أثار استئناف الحكومة المصرية المفاجئ هدم عشش ومساكن الأهالي في منطقة "تل العقارب" في السيدة زينب في القاهرة، أمس الاثنين، غضب الأهالي، لعدم تسلمهم وحدات سكنية بديلة حسب وُعود المحافظة، التي أكدت وقف عمليات الإزالة، خلال الأيام الماضية، بسبب امتحانات نصف العام الدراسي.

وزادت قسوة البرد وحالة الطقس السيء من غضب الأهالي، مؤكدين أن الحكومة المصرية مسؤولة عن رفع المعاناة عن سكان "تل العقارب"، البالغ عددهم نحو 400 ألف نسمة، لا سيما الأطفال منهم وكبار السن والنساء والمرضى.

وكانت محافظة القاهرة قد قطعت الكهرباء والمياه عن تلك المنطقة التي تصل مساحتها إلى 7 أفدنة لإجبار الأهالي على ترك مساكنهم، على الرغم من ارتباط الأهالي بمدارس أولادهم وبأعمال حرفية وأخرى يومية الأجر وغير ثابتة.

اقرأ أيضاً: تهجير تلّ العقارب

وقالت عبير حماد، إحدى المتضررات: "إزالة المنازل في منطقة تل العقارب كارثة علينا، الحكومة تركتنا في العراء والبرد القارس دون مأوى.. اللى حيموت أولادنا ..نروح فين مش كفاية علينا الفقر اللي احنا بنعيش فيه.. كان من الأفضل تدبير مأوى لينا قبل عمليات الهدم..  منهم لله اللي شردونا ودبحونا.. وقطعوا علينا المياه والكهرباء".

وقال مصطفى أحمد (70 عاماً): "الحكومة هحتبسنا في دار المسنين، بسبب عدم توفير وحدات سكنية لنا"، مضيفاً "حرام وأنا في نهاية العمر أتبهدل بهذه الطريقة أنا وأولادي".

وطالب عبدالعال كرار الحكومة بتوفير وحدات سكنية بالقرب من وسط المدينة، وحصول كل أسرة على شقة وعدم دخول كبار السن دور الرعاية وحصولهم، أيضاً، على وحدات سكنية، فضلاً عن تعهد من المحافظة بالعودة مرة أخرى إلى المنطقة بعد تطويرها.

محمد سيد رجل عجوز تبدو عليه علامات الحزن والإعياء وقلة الحيلة، يجلس أمام غرفته الصغيرة المبنية من الطوب ويقول: "أعيش في هذا المكان منذ أكثر من 50 عاماً وأنا راضٍ بحالي، ومعي ثلاثة أولاد يعملون مياومين في مناطق المعادي القريبة من محل إقامتنا، ونعاني من غلاء المعيشة ونحن خارج حسابات الحكومة من زمان، ولما افتكرونا هدموا منازلنا".

ابنه الأكبر محمد يقول غاضباً: "نعيش هنا منذ عشرات السنين وحالنا مثل حال كثيرين، فالعين بصيرة واليد قصيرة، ونتمنى أن نعيش حياة آدمية مرتاحي البال، نعاني من انعدام الكهرباء والمياه النظيفة والصرف الصحي، ولا توجد مستشفيات أو مدارس، والحكومة لا ترحمنا وتقوم بطردنا بدون وجود أي شقق بديلة لنا".

أما فتحي الشافعي يقول: "رضينا بالظلمة وانعدام المياه، والدولة ترمينا كأننا يهود استعمرنا المنطقة". وتساءل: ماذا نفعل حيال أشغالنا وأولادنا؟".

يذكر أن محافظة القاهرة بدأت، منذ شهرين، إخلاء منطقه تل العقارب، ووضعت ثلاثة خيارات أمام الأهالي، النقل إلى وحدات سكنية بمنطقة السادس من أكتوبر كاستضافة بصورة مؤقتة لحين انتهاء مشروع التطوير، أو تعويضهم بقيمة إيجارية شهرية، أو تسليمهم وحدات سكنية بصورة دائمة في مدينة بدر.

اقرأ أيضاً: تل العقارب.. أهلها متمسكون بها رغم إهمالها