مقدسيون يقاطعون منتجات الاحتلال دعما للأسرى المضربين

26 ابريل 2017
تأثرت المتاجر بحملة المقاطعة في القدس (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -


قاطع كثير من المقدسيين منتجات الاحتلال الإسرائيلي في المحال التجارية في القدس المحتلة، استجابة لدعوة رابطة أهالي أسرى الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، إلى مقاطعتها أمس الثلاثاء، دعما للأسرى المضربين في سجون الاحتلال.

"حجم الإقبال على شراء المنتجات الإسرائيلية كان ضعيفا على خلاف المعتاد"، يقول القيادي في حركة فتح، حاتم عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، وهو عضو هيئة العمل الوطني في القدس، التي أصدرت قبل يومين بيانا للمرة الثانية في غضون أربع وعشرين ساعة، أكدت فيه دعمها لدعوة رابطة أسرى الداخل بمقاطعة منتجات الاحتلال.

ويقول ناشطون مقدسيون، إن "مقاطعة منتجات الألبان والعصائر والمشروبات الغازية كانت واضحة في البلدة القديمة من القدس، خاصة لدى المطاعم والمحال التجارية التي استبدلت تلك المنتجات بأخرى بديلة رغم الرقابة الإسرائيلية المشددة على منتجات الألبان الفلسطينية".

وأكد الناشط المقدسي، محمد غيث، لـ"العربي الجديد"، أن من علم من أصحاب المحال بدعوة المقاطعة استجاب لها، وأشار إلى أن المطلوب من القوى الوطنية والإعلام المحلي أن تكون أكثر حضورا مع مواطنيها لتوعيتهم بمثل هذه القرارات مسبقا.

وقال صاحب مطعم في سوق خان الزيت، طلب عدم ذكر اسمه أو اسم مطعمه: "لا نعمل إلا بالمنتجات العربية من قبل الدعوة لمقاطعة منتجات الاحتلال، وزبائننا شهود على ذلك"، وأضاف لـ"العربي الجديد": "اليوم (الثلاثاء)، عبرنا عن تضامن فعلي مع الأسرى، ومن كان طلب العصائر الإسرائيلية كنا نعتذر منه، ونشرح له أن اليوم يوم تضامن مع الأسرى، بينما نحن لا نبيع منتجات الاحتلال".

وبينما التزمت بعض المحلات بمقاطعة منتجات الاحتلال، كانت خمس فرق من ضريبة الدخل الإسرائيلية بمصاحبة جنود الاحتلال، تداهم المحال التجارية في شارع الواد، وأسواق خان الزيت والعطارين واللحامين في القدس القديمة، ما أشاع جوا من الإرهاب.

يقول محمد أبو صبيح، أحد أصحاب المحال التجارية في سوق خان الزيت، لـ"العربي الجديد"، إن "الحملة جاءت متزامنة مع التزام العديد من المواطنين بقرار مقاطعة منتجات الاحتلال".

وأشار أبو صبيح، وهو شقيق اثنين من الأسرى المضربين عن الطعام، إلى أن المقاطعة، وإن كانت رمزية ليوم واحد، إلا أننا "نسعى إلى أن تكون دائمة. لا يعقل أن يقتلوا أبناءنا ويحتجزوهم أسرى، ثم ندعم منتجاتهم التي تتحول إلى حرب علينا".

وشارك في حملة المقاطعة مئات من أهالي الأسرى المقدسيين، حيث تحتجز سلطات الاحتلال 481 أسيرا مقدسيا، وامتنع ذووهم أمس، عن شراء أي منتج إسرائيلي طالما هناك منتج محلي بديل، سواء من الضفة الغربية أو من الداخل الفلسطيني.

وقال ثائر الفسفوس، الناطق باسم حركة فتح، وشقيق الأسير محمد الفسفوس من مخيم شعفاط شمال القدس، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه المقاطعة لمنتجات الاحتلال أقل ما يمكن أن نفعله دعما للأسرى، ونأمل أن تتسع الحملة لتصبح واقعا في حياة شعبنا، بحيث لا يتم الاكتفاء فقط بمقاطعة منتجات المستوطنات، بل بجميع المنتجات الإسرائيلية طالما هناك بديل محلي".

التفاعل الإعلامي

أما فيما يتعلق بحجم تعاطي الإعلام الفلسطيني الرسمي مع الدعوات المساندة لإضراب الأسرى، فقال حاتم عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك ما يشبه التجاهل لكثير من الفعاليات الميدانية التي نظمت مؤخرا، أو يتم الدعوة للقيام بها خلال الأيام القادمة".

وأشار عبد القادر، إلى أن دعوة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في القدس والداخل المحتل لم تحظ بالتغطية الكافية في الإعلام الفلسطيني، معربا في الوقت ذاته عن ارتياحه من حجم المقاطعة التي أظهرها المقدسيون، "أيا كان حجم المقاطعة، فهو إضراب رمزي وليوم واحد، ونأمل مستقبلا أن يكون شاملا وأكثر فعالية وتأثيرا".

وجدد عبد القادر، دعوته المقدسيين إلى المشاركة الواسعة في فعاليات الدعم للحركة الأسيرة، والتي دعت إليها مختلف أقاليم حركة فتح في الضفة الغربية، خاصة يومي الخميس والجمعة. لكنه انتقد بعض قيادات الحركة من المجلس الثوري واللجنة المركزية الذين لم يظهروا دعما كافيا للإضراب والتضامن مع الأسرى.

وحمل عبد القادر الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية هذا الإضراب، محذراً من الاستمرار في تجاهل مطالب الأسرى، وما قد ينجم عن ذلك من تداعيات خطيرة سيتحمل الاحتلال نتائجها، كما طالب المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتها، وإدانة التعنت الإسرائيلي واستهتاره بمطالب الأسرى.