الأردن تشهد تقدماً في العلاج بالخلايا الجذعية

02 فبراير 2015
يضم المركز الكثير من الكفاءات والأجهزة الحديثة(العربي الجديد)
+ الخط -
يترقّب الأردنيون التطور الطبي الذي قد تحمله السنوات المقبلة في مجال الخلايا الجذعية، على غرار زراعة أعضاء كالقلب والكلى والكبد، وخصوصاً أن مركز العلاج بالخلايا الجذعية في الأردن قد حقق إنجازات عدة في هذا المجال.

قبل سنوات قليلة، بدأ الأردنيون يهتمون أكثر بالقراءة حول الخلايا الجذعية، ويتابعون التطورات العلمية. وهذا مما دفع كثيراً من العائلات إلى الإقبال على تخزين دم الحبل السري لأطفالهم، واستخدامه في المستقبل لعلاجهم في حال دعت الحاجة، أو علاج أحد أفراد العائلة في حال إصابتهم بأمراض خطيرة. علماً أن كلفة الأمر قد تصل إلى نحو 10 آلاف دولار، الأمر الذي يجعل عائلات كثيرة عاجزة عن القيام بالأمر، حتى لو أرادت ذلك.

تقول سهى بطاط (40 عاماً) وهي أم لطفلين، إنها قرأت عن الخلايا الجذعية وأهميتها في علاج بعض الأمراض الخطيرة. لكنها لم تقدم على الأمر بسبب الكلفة المرتفعة لتخزين دم الحبل السري. تضيف: "في حال أنجبت طفلاً ثالثاً، سأسعى إلى تخزين خلاياه الجذعية".

من جهتها، تؤكد نور العمد، الني تزوجت حديثاً، أن "الخلايا الجذعية ضرورية، وتساعد الطفل في حال إصابته بمرض خطير في المستقبل، وخصوصاَ أنه يمكن الاستفادة منه في علاج بعض الأمراض المزمنة والخطيرة". خلال عام 2014، تم إقرار نظام الخلايا الجذعية رقم 10، ونشر في الجريدة الرسمية بعدما وقع عليه الملك عبدالله الثاني. ويعتبر هذا التشريع الأول على مستوى العالم العربي والإسلامي، علماً أن دائرة الإفتاء قد وافقت عليه.

وقبل عامين من إقرار النظام، أعلن فريق طبي أردني متخصص في مجال الخلايا الجذعية، عن تمكنه من صنع جلد في أحد مختبرات مركز العلاج بالخلايا الجذعية. وقال إنه يمكن الاستفادة من هذا الجلد لعلاج الحروق والأمراض التي تستدعي زراعة الجلد. يعد هذا أحد إنجازات المركز في مجال الطب التجديدي والتطبيق العملي للخلايا الجذعية.

في السياق، يعرّف رئيس مركز العلاج بالخلايا الجذعية، والمستشار الأول لأمراض الدم والأورام، عبدالله عويدي العبادي، إن الطب التجديدي يساعد على ترميم ما تلف من أعضاء وأنسجة، أو ما هو معرض للتلف، ويستخدم تقنية الخلايا الجذعية لعلاج أمراض مستعصية.

يشرح العبادي أن هناك أمراضاً عدة يقف الطب مكتوف اليدين أمامها، كأمراض الجهاز العصبي المركزي الناتجة عن الشيخوخة أو أسباب وراثية، وأمراض السرطان. واليوم، يعكف الطب التجديدي على تطوير خلايا يمكنها ترميم الخلايا العصبية لعلاج الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، بالإضافة إلى تطوير خلايا تستطيع مهاجمة بعض أنواع خلايا السرطان وتدميرها لتحقيق الشفاء التام، بحسب الدراسات الأولية في هذا المجال.

يشير العبادي إلى أن هذه العلاجات ما زالت قيد الدراسة، متوقعاً أن يشهد العقد المقبل تطوراً ملحوظاً قد يؤدي إلى بدء استخدامها على نطاق واسع. ويتوقع العبادي أن يكون الطب قادراً على تصنيع الأعضاء البشرية من خلال تقنية الخلايا الجذعية. يقول إن التبرع بالأعضاء هو الوسيلة الوحيدة الموجودة حاليّاً لإنقاذ حياة إنسان يحتاج إلى عضو كالكبد أو القلب، لكن الطب التجديدي الذي نعمل على تطويره يهدف إلى تصنيع هذا العضو من الشخص نفسه من خلال تقنية الخلايا الجذعية.

يوضح أن الخلايا الجذعية متعددة المصادر. يعرف الناس منها الحبل السري، في حين تعتبر نخاع العظم والدهون والجلد مصادر مهمة للخلايا الجذعية. يوجد في الأردن اليوم مركز واحد مرخص له بتخزين دم الحبل السري، فيما توجد العديد من المستشفيات التي تقدم خدمة تخزين الحبل السري خارج الأردن، وخصوصاً في دول أوروبا والولايات المتحدة.

يؤكد العبادي أن المستقبل للخلايا الجذعية، وعلاج الأمراض التي يعجز أمامها الطب حاليّاً، مشيراً إلى أن الأردن تقف في موقع متقدم في مجال الطب التجديدي والخلايا الجذعية.

تجدر الإشارة إلى أن مركز العلاج بالخلايا الجذعية في الجامعة الأردنية يضم الكثير من الكفاءات والأجهزة والمعدات الحديثة. وبدأ المركز في إجراء العديد من الأبحاث في انتظار الدعم المالي ليبدأ في تطبيقها. كذلك، تمكنت مراكز عالمية من صنع بعض الأعضاء كالأنف والأذن والقصبة الهوائية. ويتوقع المركز أن يكون قادراً على القيام بالأمر نفسه في المدى القريب. ويلفت العبادي إلى أن "الأعضاء الكبيرة والمعقدة كالكبد والقلب والرئة يحتاج إنتاجها إلى مزيد من الأبحاث. لكن المستقبل يبشر بالخير، ويشهد قفزات كبيرة في مجال الطب التجديدي".
دلالات
المساهمون