أطفال بريطانيا يصومون والمدارس تمنعهم

01 يوليو 2015
يعارض كثير من الأهل قرار المدارس (Getty)
+ الخط -

منعت أخيراً أربع مدارس ابتدائية في بريطانيا تلاميذها من صيام رمضان لصغر سنّهم. وهو ما أثار موجة من ردود الفعل بين أبناء المجتمع المسلم في البلاد. في المقابل، برّرت المدارس قرارها بأنّه جاء بعد استشارة الشريعة الإسلامية، ونتيجة حالات الإغماء والإعياء التي أصابت الأطفال العام الماضي.

من جهتهم، يرغب الأطفال في خوض تجربة جديدة وإثبات قدرتهم في التمثّل بالبالغين، ويغلبهم الحماس عندما يصومون رغم ساعات الصيام الطويلة التي تصل إلى 19 في لندن. وتقول آية (13 عاماً) لـ"العربي الجديد" إنّها تصوم لتتعرّف على الإسلام وعبادة الله. وتؤكد أنّها تصوم من دون أي ضغط من قبل أهلها بل بعض التشجيع فقط ورغبة منها بأداء الفريضة. هي تشعر بالإرهاق لكنّها سعيدة لأنّه لسبب جيد، وهو دخول الجنّة. كما تؤكد أنّ الصيام لا يؤثر على تركيزها في المدرسة. وتشير إلى أنّ معظم تلاميذ مدرستها غير مسلمين، ومع ذلك، فهناك خمس فتيات أخريات يشاركنها الصيام، وقد وفرت المدرسة لهن غرفة خاصة عندما يحين موعد غداء زملائهن.
من جهته يقول طارق (10 أعوام) لـ"العربي الجديد" إنّه يشعر بالتعب بعد مرور نحو ست ساعات على الصيام، لكنّه يبقى قادراً على التركيز على الدراسة. ويخبر طارق عن زميله يوسف الذي يصوم عن الطعام بيد أنّه يشرب الماء. أمّا هو فيحاول التوقّف عن الشراب والطعام.

وفي هذا السياق، يقول الطبيب وفيق مصطفى لـ"العربي الجديد": "الأطفال يستهلكون طاقة كبيرة، فهم أكثر حركة من البالغين، وما زالوا في فترة النمو العقلي والبدني ويحتاجون بالمقابل إلى التغذية المطلوبة وذلك عن طريق تناول الطعام والشراب الكافي. والصيام غير مفيد لتلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية على حد سواء، لأنّهم بحاجة إلى التركيز على الدراسة، وقلّة الطعام تؤدي إلى خلل في عملية الأيض التي تساعد في نموّ الخلايا التي تتفاعل مع حرق الطاقة".

في المقابل، تتباين آراء الأهالي. وتقول ريما إنّها لا تشجّع صيام الصغار في لندن، بسبب اختلاف العادات والتقاليد ما يؤدي إلى عجزهم عن ممارسة حياتهم العادية لأنّ الأجواء المحيطة بهم لا تساعدهم على ذلك. لكنّها تلفت إلى أنّها لا تمانع أن يحاول الطفل ذلك من دون تدخل أهله.
أما رائد فيقول إنّ بعض التلاميذ يستغلون الصيام للتملص من حصص دراسية، وهو ما حدث مع ابنته التي رفضت لعب التنس أو المشاركة في حصّة الموسيقى في المدرسة بحجّة الصيام.

اقرأ أيضاً: جرائم شرف في مدارس بريطانيا