العراق: الأمطار والسيول تزيد مصاعب المدن المدمّرة والخسائر بالجملة

29 ابريل 2018
دمار في البنى التحتية والطرق (فيسبوك)
+ الخط -


وفقاً لأرقام غير معلنة جمعها "العربي الجديد" من وزارتي الصحة والداخلية العراقيتين، فإن خسائر بشرية بثمانية قتلى وأكثر من 30 جريحاً وخسائر مادية كبيرة سجلتها مدن الأنبار وصلاح الدين وديالى ونينوى، ومدن جنوب العاصمة بغداد، جراء موجة السيول والأمطار المصحوبة برياح قوية  ضربت أجزاء واسعة من العراق خلال اليومين الماضيين.

ووفقاً لهيئة "الأنواء الجوية" العراقية، فقد بلغت معدلات الأمطار المتساقطة في العراق نسباً قياسية، كان أعلاها في الأنبار بواقع 60 ملم، وبغداد بواقع 39 ملم أول من أمس الجمعة. وسجلت السبت معدلات أقل من ذلك بقليل.

وتسببت الأمطار بموجة سيول هي الأقوى من نوعها منذ سنوات في الأنبار، وديالى، وبادية السماوة، وبادية الموصل، وسهل نينوى.

وشهد وادي حوران العراقي السوري المشترك للمرة الأولى جرياناً متواصلاً بارتفاع مترين من المياه التي صبّت في نهر الفرات غربي العراق. في حين جرت مياه وديان ديالى نحو بحيرة حمرين، ومياه وديان نينوى نحو دجلة. وارتفعت نسبة مياه الأهوار أكثر من 20 سم، فضلاً عن مياه بحيرات الرزازة، والحبانية، والثرثار، وساوة، وحمرين، وبحيرات أخرى أصغر.

وعلى الرغم من أن موجة الأمطار والسيول أنقذت مدن جنوب البلاد من كابوس الجفاف الذي كان يضيق على الأهالي، خصوصاً في ذي قار، وميسان، وبابل، والمثنى، فإن خسائر مالية كبيرة سُجلت وسقط عدد من الضحايا بسبب ذلك في مدن غرب وشمال العراق، عدا عن المأساة التي لحقت بمخيمات النازحين في تلك المناطق.




وقال مسؤولون في وزارتي الصحة والداخلية العراقيتين لـ"العربي الجديد" إن ثمانية أشخاص، بينهم طفل واحد، توفوا نتيجة السيول والأمطار، بينهم ثلاثة نازحين داخل خيمتهم في أحد معسكرات غرب العراق، ومواطن يعمل حلاقاً انهار السقف عليه خلال عمله. كذلك سجل فقدان شخص واحد وإصابة ما لا يقل عن 30 آخرين.





ووفقاً للمسؤولين ذاتهم فإن خسائر مالية كبيرة نتجت عن السيول والأمطار فاقمت مشكلة المدن المحررة من تنظيم "داعش"، التي تُعاني من انهيار شبه كامل في البنى التحتية. وتسببت السيول بتدمير 89 منزلاً و9 جسور و42 طريقاً حيوياً و4 مدارس ومركز صحي واحد، وأكثر من 200 محول كهربائي مؤقت ودائم، كذلك تسبّبت بتدمير 4 مخيمات وأضرار بالغة في خمسة أخرى.



في الجانب الآخر فإن العواصف والأمطار تسببت باقتلاع أكثر من 20 ألف إعلان وبوستر انتخابي لمرشحي الانتخابات العراقية المزمع إجراؤها بعد أقل من ثلاثة أسابيع، بحسب مصادر من داخل مفوضية الانتخابات العراقية، تبلغ كلفتها الإجمالية أكثر من 2 مليون دولار.

ومن المتوقع أن يشهد العراق موجة أمطار جديدة خلال هذا الأسبوع، وفقاً لتقارير هيئة الأنواء الجوية العراقية.



وحول ذلك قال عضو المنظمة العراقية لحقوق الإنسان، فراس العبد الله، لـ"العربي الجديد"، "إن استجابة الحكومة مع الأمطار والسيول كانت ضعيفة جداً"، مبيناً أن "خسائر كبيرة فاقمت مأساة السكان في المدن الشمالية والغربية المحررة للتو من داعش".