"اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين".. هبة شعبية ويأس دولي

29 نوفمبر 2015
الشعب الفلسطيني يواجه إسرائيل وحده (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
تستمر الهبّة الفلسطينية وتتواصل، رغم حالة اليأس الفلسطينية حيال قرارات المجتمع الدولي، الصادرة بحق فلسطين وقضيتها، والتي زاد عمرها على 65 عامًا، ولم يشهد الفلسطينيون أي تحرك فعلي على الأرض لتطبيقها.

في 29 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، تحتفل كثير من دول العالم، بيوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، والذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977، لمساندة الشعب الفلسطيني، والإشارة إلى أن مطالب الشعب الفلسطيني الأساسية في إنشاء دولة مستقلة كاملة السيادة لن تتحقق بعد.

وبالتزامن مع استمرار الهبّة الشعبة الفلسطينية الحالية، التي تسود الأراضي الفلسطيني منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشهد العديد من دول العالم فعاليات وأنشطة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تزداد فيه الأمور تعقيدًا، ويزداد الاحتلال تغولاً في جرائمه بحق الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يمدد اعتقال طفلة فلسطينية جريحة

ويشكل هذا الحراك العالمي حاضنة شرعية وقانونية للشعب الفلسطيني في نضاله ومطالبته بالحقوق العادلة والمقبولة عالميًا، على عكس الدول الاستعمارية التي وافقت على قرار تقسيم فلسطين في مثل هذا اليوم من عام 1947، عند انتهاء فترة الانتداب البريطاني وتسليم فلسطين للصهاينة.

ويرى أستاذ الإعلام في جامعة القدس، أحمد رفيق عوض، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن هذا الحراك يعيد التاريخ إلى الأذهان، ويذكر الفلسطينيين بالقرار، وأنه باقٍ لم يزل، ويدلل على أن الضمير العالمي ما زال حيًا ويرفض تقسيم فلسطين، لافتًا إلى إمكانية الاستفادة من هذا الحراك بتوثيق هذه المساندة والدعم الدولي، من خلال مقاطعة إسرائيل بشكل كامل، وليس فقط أكاديمياً، بل مقاطعة بضائعها ومنتجاتها، ومقاطعة الإعلاميين والمثقفين والبرلمانيين وكل الأوساط الإسرائيلية التي تساهم في تكريس احتلال فلسطين.

اقرأ أيضاً: أهالي الشهداء يخشون سرقة إسرائيل أعضاء أبنائهم

ويشير عوض إلى أهمية عدم اقتصار التضامن مع الشعب الفلسطيني بيوم رمزي واحد، وإنما تحويله إلى أفعال حقيقية وحراك مستمر، كالضغط على الحكومات والهيئات والجمعيات الدولية، لاتخاذ مواقف متقدمة وذات نتيجة ملموسة لدعم الفلسطينيين دبلوماسياً وثقافياً ومادياً، ومحاصرة الاحتلال ونزع الشرعية عنه.

ويشدد عوض على ضرورة التحرك الدبلوماسي الفلسطيني في الخارج، خاصة خلال الهبة الشعبية التي قاربت على الشهرين، من خلال السفارات والجاليات والنخب والمثقفين الفلسطينيين، كي يصبحوا سفراء في العالم، لفضح ما يقوم به الاحتلال من إعدامات يومية بحق الأطفال والنساء والشبان، واعتقالات يومية تطاول المرضى والمصابين، ولإيصال الحقيقة الفلسطينية حول ما يجري في فلسطين من انتهاكات وممارسات إجرامية إسرائيلية.

وبرغم هذا التغول والجرائم الإسرائيلية، إلا أن الشعب الفلسطيني ما زال يحافظ على مطالبه، وفق ما يرى الأسير المحرر عصمت منصور خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إذ يؤكد أنه رغم مرور السنين على القرارات المتعلقة بقضية فلسطين والمماطلة في تطبيقها، إلا أن الفلسطينيين ما زالوا محتفظين بجوهر مطالبهم الأساسية، ويعتبرونها حقاً أزلياً لن يتنازلوا عنه، كإقامة دولتهم المستقلة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم الأصلية التي هجروا منها عام 1948.

اقرأ أيضاً: ‏343 ‏‎أكاديمياً بريطانياً يلتزمون بمقاطعة الجامعات الإسرائيلية

ويؤكد منصور أن الهبة الشعبية الفلسطينية الحالية تشير إلى أن الشعب الفلسطيني ماضٍ نحو تحقيق مطالبه، وإن لم تكن عبر الأروقة الدولية، فإنها ستكون عبر الانتفاضة والهبة الشعبية. ويؤكد الأسير المحرر منصور أن تزامن "يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني" بالهبة الجماهيرية لهذا العام، سيعطيه أهمية خاصة، وينبغي التنبه لمطالب الفلسطينيين، وإلزام المجتمع الدولي بتلبية المطالب الفلسطينية.

ويشير منصور إلى أن مواجهة الفلسطينيين لحكومة إسرائيلية يمينية متطرفة بحماية الإدارة الأميركية، تسعى إلى قلب الواقع، وخلق حقائق مزيفة، لكسب الرأي العام العالمي تجاهها، وترتكب الجرائم والانتهاكات بحق الفلسطينيين، لا بد أن يقابل بمطالبة المجتمع الدولي بالتعامل بجدية مع ما يجري في الأراضي الفلسطينية، والتمييز بين نضال الفلسطينيين وإرهاب الاحتلال ضدهم، وهو أمر يتطلب مؤازرة من الشعوب الحرة عبر المظاهرات والمقاطعة العالمية لإسرائيل وعزلها عن العالم.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تعترض على وقف متاجر ألمانية منتجات المستوطنات
المساهمون