أطفال أفغان يعبرون الحدود للدراسة في باكستان

03 ابريل 2016
يتوجهون إلى المدرسة (سجاد قيوم/فرانس برس)
+ الخط -
تحدّيات كثيرة يواجهها قطاع التعليم في أفغانستان، في ظل قلة عدد المدارس بالمقارنة مع عدد التلاميذ، ولاسيما في المناطق الحدودية التي تعاني من أزمة أمنية حادة. لذلك، يدرس المئات من أبناء المناطق الحدودية في المدارس الباكستانية. وعلى الرغم من الكثير من المخاطر، يعبر هؤلاء الأطفال الحدود الأفغانية ـ الباكستانية صباح كل يوم بهدف الدراسة في المدارس الباكستانية القريبة من الحدود. وقد أثيرت هذه القضية أكثر من مرة من قبل القبائل من دون جدوى، إذ إن الحكومة لم تحرّك ساكناً، فيما القبائل عاجزة عن فعل شيء.

وخلال زيارة نائب وزير القبائل والشؤون الحدودية الأفغاني عبد الغفور ليوال إلى إقليم بكتيكا جنوب البلاد، أعرب وجهاء القبائل عن حزنهم الشديد إزاء تعامل الحكومة مع المناطق الحدودية، وتحديداً في ما تواجهه من صعوبات في قطاع التعليم. وتطرّقوا إلى قلّة عدد المدارس في المناطق الحدودية، ما يجبر الأطفال على الدراسة في المدارس الباكستانية على الجانب الآخر من الحدود.

في هذا السياق، يقول أحد زعماء قبائل برمل صحبت خان إن الآلاف من أبناء مديرية برمل يعبرون الحدود بين الدولتين صباح كل يوم بهدف الدراسة في مدارس باكستان، لافتاً إلى أن الأمر يؤثر سلباً على ثقافة أبنائنا. كثيرون لا يحفظون النشيد الوطني الأفغاني بل الباكستاني لأنهم يرددونه كل يوم. يضيف أن هذا الأمر مؤسف للغاية. يتابع أن القبائل كانت قد أثارت هذه القضية مرات عدة مع الإدارة المحلية التي تدّعي وتكتب في أوراقها أن هناك مدارس كافية في مديريتنا، لكن الحقيقة أن المدارس الموجودة غير كافية. "لذلك، نطلب من الحكومة المركزية التعامل بحزم مع القضية لأجل مستقبل أولادنا".

بدوره، يقول زعيم قبلي آخر في الإقليم ويدعى شمس الرحمن إننا نرسل أطفالنا إلى المدارس الباكستانية على الرغم من العناء والمخاطر، في ظل عدم وجود مدارس كافية في البلاد، ولأن المدارس الباكستانية أكثر قرباً. وعلى الرغم من مطالبنا المتكررة، إلا أن الحكومة لم تحرك ساكناً إزاء هذه المشكلة. يضيف أن اللاجئين الباكستانيين الذين يعيشون في المناطق الحدودية الأفغانية في الإقليم، والذين هربوا من مناطقهم في باكستان نتيجة الحروب، محرومون من التعليم بسبب قلة عدد المدارس.

في المقابل، يؤكد نائب وزير الشؤون القبلية والحدودية عبد الغفور ليوال، أن الحكومة تحقق في القضية وتعمل على تطوير وتحسين قطاع التعليم. ولا يختلف الأمر كثيراً في شرق أفغانستان، وتحديداً في إقليم ننجرهار، إذ يدرس المئات من أبناء قبائل أربع مديريات حدودية (أتشين، كوت، در بابا، وشينواري) في مدارس باكستانية. يومياً، يعبر هؤلاء الأطفال الحدود للدراسة. ومع تشديد الرقابة على الحدود وارتفاع وتيرة العنف، لاسيما بعد ظهور تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ترك كثيرون الدراسة.

وفي موازاة هذه القضية، أثيرت قضية المناهج التعليمية الباكستانية في المدارس الأفغانية. ففي إقليم بكتيكا جنوب البلاد، يعترض ناشطون في المجتمع المدني على المناهج التعليمية التي تدرس في بعض المدارس الواقعة على الحدود بين الدولتين، وتحديداً في مديريتي برمل وشكين.

وشكلت الحكومة المحلية لجنة للتحقيق في القضية، ومعرفة أسباب تدريس المناهج الباكستانية في المدارس الأفغانية، إلا أن النتائج لم تظهر إلى العلن، وما زال الأمر على حاله، بحسب زعماء القبائل. ويقول أحد سكان الإقليم عزت الله إن تدريس المناهج الباكستانية في المدارس الأفغانية هو بمثابة ضربة لقطاع التعليم في أفغانستان. ويؤكّد أن الفساد الموجود في القطاع هو السبب الأساسي لهذا الأمر بالإضافة إلى مشاكل أخرى، لافتاً إلى أن الأطفال الأفغان يضطرون للالتحاق في المدارس الباكستانية بسبب قلة عدد المدارس. ويطالب الحكومة بالتعامل بحزم مع المدارس التي تدرس المناهج الباكستانية، لما لذلك من آثار عكسية على مستقبل التعليم في البلاد.

ولا تقتصر قضية المنهاج الباكستاني على إقليم بكتيكا، بل تمتد إلى أقاليم أخرى. ويقول أحد المدرسين في مدينة جلال آباد شرق البلاد حاجي محمد باز، إنه ترك العمل كمدرس في إحدى المدارس الخاصة في المدينة بعدما تشاجر مع مدير المدرسة بسبب اصراره على تدريس المنهاج الباكستاني بدعوى أنه أفضل.
وسبق أن أثيرت هذه القضية في إقليم قندهار، وقالت وسائل إعلام محلية إن مدارس في المدينة تتبع المنهاج التعليمي الباكستاني. وبعدما اشتكى الآباء، شكلت الحكومة لجنة لتقصي الحقائق، وأمرت بإغلاق مدارس في قندهار ومدينة سبين بولدك التي كانت تدرس المناهج التعليمية الباكستانية.

المساهمون