غضب وارتباك بمترو أنفاق القاهرة بسبب زيادة سعر التذكرة

24 مارس 2017
غضب الركاب الشديد بسبب سعر التذكرة (فرانس برس/Getty)
+ الخط -
شدّدت أجهزة الأمن المصرية من إجراءاتها الأمنية بكافة محطات مترو أنفاق القاهرة الكبرى وعدد من الميادين، بالتزامن مع رفع تذكرة المترو 100% لتصبح بجنيهين بدلاً من جنيه واحد رسمياً بدءا من اليوم الجمعة.

وطلب وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، من مساعده مدير شرطة النقل والمواصلات، اللواء محمد يوسف، تشديد الرقابة على محطات المترو، وإلغاء كافة الإجازات والراحات لضباط وأفراد النقل والمواصلات لمدة أسبوع من اليوم، تحسباً لأي أحداث شغب رفضاً لرفع التذكرة، كما أمر الوزير مساعديه بتفقد عدد من الميادين بالقاهرة، واعتقال أي شخص يقوم بمظاهرة أو احتجاج ضد رفع التذكرة خوفاً من زيادة الأعداد خلال الأيام المقبلة.

فيما كشف مصدر مسؤول، أنّ الحكومة قامت برفع التذكرة خلال هذه الأيام بدلاً من شهر يونيو/حزيران، الذي سيشهد ارتفاعا جديدا في أسعار الوقود للمرة الثالثة، وبعدها رفع شريحة الكهرباء للمرة الثانية، وبالتالي رأت الحكومة أن الوقت مناسب لرفع التذكرة حالياً بزعم أن المترو يخسر الملايين من الجنيهات سنوياً ولا بديل إلا برفع التذكرة، فضلاً عن أن شهر مايو/أيار المقبل "حلول شهر رمضان".

وأشار إلى أن وزارة النقل سوف ترفع التذكرة مرة أخرى العام المقبل، موضحاً أن هناك نية لرفع تذكرة أتوبيسات هيئة النقل العام داخل القاهرة الكبرى خاصة الأتوبيسات التي تعمل بجنيه واحد لتكون التذكرة بجنيهين.

وأضاف المصدر أن اختيار يوم الجمعة لرفع تذكرة المترو، خطة حكومية لكون "الجمعة والسبت" إجازة حكومية، لافتاً إلى أن الحكومة اعتادت على "تنويم الشعب" لأنها في كل مرة ترفع الأسعار خاصة الوقود تختار يوم "الجمعة"، كما أنها لجأت إلى خطة جهنمية وهي دخول عدد من الركاب التابعين لها سواء من موظفي المترو أو غيره في مناقشات مع الركاب أن الزيادة طبيعية وأقل من المتوقع بهدف تخفيف غضبهم، متوقعاً ثورة كبرى من قبل ركاب المترو خلال الساعات القادمة رفضاً لتلك القرارات، مثلما حدث مع رغيف الخبز.




واتّهم النائب محمد زين الحكومة بإثارة البلبلة بقرارات غير مدروسة مثل "رفع تذكرة المترو"، مشيراً إلى أن هناك رواتب خيالية داخل المترو، على سبيل المثال "سائق المترو يحصل على 11 ألف جنيه" بخلاف الحوافز والبدلات التي توزع سنوياً على العاملين، وأيضاً حصولهم على كارنيهات بالدخول مجاناً للمترو، متسائلاً: ما ذنب المواطن الفقير ومحدودي الدخل في تلك الزيادة؟ خاصة أن من يستقل المترو يومياً هم من الطبقة الفقيرة.

وتساءل: كيف يخسر المترو وبه تلك المرتبات العالية، فدخله شهرياً يزيد عن 300 مليون جنيه، مشيراً إلى أن هناك تسرعا من جانب الحكومة في رفع التذكرة في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة التي يعيشها أكثر من 80 في المائة من أفراد الشعب المصري.


وفي سياق متصل، سادت حالة من الغضب والسخط الشديدين بين المواطنين بسبب رفع تذاكر المترو، مؤكدين أن التوقيت غير مناسب في ظل "مهرجان الغلاء" الذي يحيط بهم من كل اتجاه، والظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشونها والمرتبات المتدنية، حيث خاطب الكثير من الأهالي في تصريحات لـ"العربي الجديد" الحكومة بالقول: ارحمونا من الغلاء المستمر، فلم نعد نطيق أي زيادة جديدة في قائمة الزيادات الطويلة".

وقال مؤمن محمد، موظف قطاع خاص، إنه يستقل المترو يومياً في الذهاب والعودة، مؤكداً أن الجميع في مصر يعيش ظروفا اقتصادية صعبة، وسط غلاء الأسعار في كافة مناحي الحياة، كما أن غالبية الشعب يصرف يومياً ما لا يقل عن 4 جنيهات "انتقالات" داخل محطات الأنفاق، وبالزيادة الجديدة سوف يزيد ذلك إلى الضعف.

من جهته، صرح عبد السلام محمد وهو سائق بشركة قطاع خاص، أن الوقت غير مناسب لقيام الحكومة برفع تعريفة المترو، فنحن نحترق من نار الأسعار، مشيراً إلى أن رفع سعر التذكرة لن يؤثر على مستوى الخدمة، ولن يخفّف من حدة الزحام، ناهيك عن سوء النظام الذي يضرب المترو ليلاً ونهاراً.

فيما وجّه محمود محمد، "تاجر" رسالة للحكومة قائلاً فيها: "لم نعد نستطيع مجابهة كل هذه الضغوط، فهناك غلاء في فواتير الكهرباء والمياه والتليفونات والخضر والفاكهة والقائمة طويلة جداً، وتكتمل بالمترو الذي نعاني منه بسبب الزحام به وتعطل الحركة بالعديد من محطاته، وتراجع مستوى الخدمة إلى درجة يصعب وصفها، لنفاجأ بعد ذلك بقرار رفع التذكرة.

وانتقدت وفاء محمد "موظفة" قرار الحكومة برفع تذكرة المترو، مؤكدة أن الحكومة تعمل من داخل مكاتب فارهة وسيارات ضخمة ولا تبالي بالشعب المطحون الذي يعمل في ظروف غاية في الصعوبة من حزمة القرارات التي تتخذها الحكومة يومياً ضده، مشيرة إلى أن هناك ملايين المواطنين يستخدمون المترو يوميًا من أجل الذهاب إلى عملهم.

فيما عبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم بعد القرار الذي أصدره وزير النقل الدكتور هشام عرفات، بزيادة سعر تذكرة المترو إلى جنيهين للتذكرة الكاملة، وجنيه ونصف للأنصاف، وجنيه لذوي الاحتياجات الخاصة، بحجة أن المترو يخسر يومياً، حيث سخر "محمد موصلي" من قرار زيادة سعر تذكرة المترو قائلا: "بداية من بكره تذكرة المترو اللي كانت بجنيه بقت بـ 2 جنيه يا شعب غني.

واعترضت "نوران شديد" على القرار قائلة: "قالك المترو بيخسر، ما أنتوا لو بطلتوا سرقة ونهب وفساد مش هيخسر".