تعمل الكوادر الطبية في مستشفيات قطاع غزة، في ظل طوارئ بدأت منذ اللحظة الأولى للتصعيد الإسرائيلي الذي أوقع أكثر من عشرين شهيداً وعشرات الإصابات.
داخل مجمع الشفاء الطبي، وهو المجمع الصحي الأكبر في قطاع غزة، تعمل الكوادر الطبية بشكل مكثف وسط أجواء مشحونة، وحرص على التعامل مع مختلف المستجدات. يستقبل القسم الرئيسي الإصابات التي تصل من الخدمات الطبية والهلال الأحمر ومختلف خدمات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة، بينما يُنقَل الشهداء إلى ثلاجات الموتى.
اكتظت مرافق المستشفى الخارجية بالكوادر الصحافية ومراسلي وكالات الأنباء المحلية والعالمية، كذلك فإنها تغصّ بأهالي الجرحى والشهداء، إذ تشهد بوابة قسم الاستقبال الرئيسية حضوراً مكثفاً لأهالي المصابين، بينما يتوجه أهالي الشهداء إلى ثلاجات الموتى غربي المجمع.
أما ممرات المستشفى من الداخل، فيسيطر عليها أنين الجرحى، ومشاهد بكاء الأمهات والأبناء، في مشهد يعيد إلى الأذهان الحروب الثلاث التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة، فيما تغطي الدماء تفاصيل المشهد.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أشرف القدرة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المستجدات المتلاحقة دفعت وزارة الصحة وكل مكونات العمل الصحي في القطاع إلى رفع الجاهزية والاستعداد للتعامل مع التطورات الميدانية التي تشهدها المناطق المختلفة".
وأوضح القدرة أن "الإصابات التي تصل إلى مستشفيات وزارة الصحة ناتجة من استهداف المدنيين العزل، والأعيان المدنية، والدراجات النارية، والمباني السكنية، وتصل إلى المستشفيات حالات خطرة وحرجة، وظهر على عدد منها تفتُّت، أو تفحُّم في أجزاء الجسم، فضلاً عن إصابة عدد من الأطفال".
وأضاف أن "اللجنة العليا للطوارئ في القطاع الصحي تدير المشهد، ونمتلك خطة جاهزة يجري استدعاؤها في لحظات التصعيد والأجواء المتوترة، وتتلخص في ضمان جاهزية وزارة الصحة وطواقم الإسعاف والطوارئ، وانتشار سيارات الإسعاف في كل محافظات قطاع غزة، إلى جانب تعزيز أقسام الطوارئ والعمليات، والعناية المكثفة وأقسام الجراحة بما يلزم من كوادر خلال التصعيد".
وأكد القدرة جاهزية المرافق الصحية ووحدات الإسعاف والطوارئ. "ما زلنا قادرين على التعامل مع أي تطورات ميدانية قد تحدث، ونمتلك القدرة على إدارة المشهد، والسيطرة على الإصابات التي تصل، فمكونات العمل الصحي في القطاع باتت تمتلك خبرات متراكمة من الاعتداءات الإسرائيلية في خلال السنوات السابقة".
وتعمل وزارة الصحة على منظومة لتدفق المعلومات المتعلقة بضحايا الاعتداءات الإسرائيلية بعد وصولها إلى المستشفيات، إذ تعتمد على تأخير إعلان أسماء الشهداء إلى حين وصول ذويهم وتسجيلهم رسمياً، وفقاً للإجراءات المعتمدة في الوزارة.