ما بين الدين والسياسة في بريطانيا

03 مارس 2015
مستقبل الدين في بريطانيا سيكون "أسود وبنياً" (Getty)
+ الخط -

يظهر دور الدين بوضوح اليوم في بريطانيا، خاصة مع تزايد عدد المهاجرين الذين حملو أديانهم مع ثقافاتهم، وتزايد نسبة التدين داخل المجتمع البريطاني تأثرا بذيوع شعائر أديان أخرى.
 
ويقول مدير مركز "ثيوس" المتخصص في البحوث الدينيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، نيك سبنسر لـ" العربي الجديد"، إنّه في ما مضى كانت الانتخابات في بريطانيا تتأثّر بالطبقات الاجتماعيّة. فالميسور يصوّت لصالح حزب المحافظين، في حين يصوّت الفقير أو الأقل دخلاً لحزب العمّال.

ويلفت سبنسر إلى تأثير القيم والمبادئ على الانتخابات، مشدداً على دور الدين في تلك الانتخابات والتحكّم بها إلى حد ما، ويوضح أنّ "التأثير المباشر للدين قد يبدو ضئيلاً، بيد أنّ الآثار غير المباشرة للتصويت للسياسيّين الذين ينتمون إلى الطائفة ذاتها أو الذين يؤيّدون طائفة معيّنة، تأتي كبيرة".

ويتابع سبنسر أن المسلمين قلّة في الحكومة، لكن الناس قد يميلون إلى التصويت لشخص ما من مبدأ الإيمان بتقاليد أو نظام قيم معيّن.
وعن اليهود في بريطانيا، يقول سبنسر إنّ "عددهم لا يتجاوز 300 ألف نسمة، ولذا لم يتطرّقوا في خلال الأبحاث الدينيّة التي أجروها إلى مستقبل ديانتهم في البلاد وأثرها على المجتمع، لا بل تناولوا الديانتَين المسلمة والمسيحيّة الأكثر انتشاراً واللتَين تؤثّران بشكل كبير في المستقبل القريب على المجالين الاجتماعيّ والسياسيّ في البلاد، مع الإشارة إلى أنّ المسيحيّة قد تتخذ أشكالاً جديدة".

من جهته، يقول الخبير في الدراسات السكانيّة في جامعة إيسيكس البريطانيّة، ديفيد فواس، إنّ مستقبل الدين في بريطانيا سيكون "أسود وبنياً"، في إشارة منه "إلى تنامي الإسلام والأشكال الجديدة للمسيحيّة في كنيسة إنكلترا، في مقابل تراجع إقبال البريطانيّين ذوي البشرة البيضاء على دور العبادة وانتشار الأقليات الإثنيّة".

ويوضح فواس أنّ "المسلمين ومعظم ذوي البشرة السوداء سيهيمنون على مساجد بريطانيا وكنائسها". وقد كتب في إحدى مدوّناته أخيراً، أنّ "المسلمين يساهمون بنسبة 10% في ولادات بريطانيا"، لافتاً إلى فاعليّة وجودهم الديني حتى لو أن نصفهم غير ممارس.

ويضيف أن الأقليات الإثنيّة المسيحيّة "ستشارك بنسبة كبيرة في التركيبة الدينيّة في البلاد". وفي هذا الإطار، توقّعت استطلاعات للرأي تطوّراً ملحوظاً للكنيسة المسيحيّة التي يسيطر عليها ذوو الأصول الأفريقيّة.

ويرى فواس أنّ "الأمل في إعادة البريطانيّين البيض إلى الكنيسة ضئيل". وفي هذا السياق، كان النائب المسيحي في حزب العمّال، فرانك فيلد، قد أشار إلى أنّ "المسيحيّة قد تموت في بريطانيا مع الجيل المقبل".