موائد الرحمن المصرية في خطر
القاهرة
العربي الجديد
استعدّت محافظة القاهرة لاستقبال شهر رمضان على طريقتها، ووضعت بالتعاون مع مديرية الأوقاف شروطاً عدّة لإقامة موائد الرحمن. وهدّد محافظ القاهرة عاطف عبد الحميد بإحالة أي مخالف إلى النيابة العامة، وإزالة مستلزمات المائدة من كراسٍ وطاولات وغيرها وتسليمها إلى مرفق البلديات.
وكان محافظ القاهرة قد دعا إلى اجتماع مجلس تنفيذي ضمّ قيادات المحافظة ومديرية الأوقاف وإدارة المرور، لمناقشة الاستعدادات لقدوم شهر رمضان. وكانت "موائد الرحمن" موضوعاً رئيسياً في الاجتماع. شرطة المرور ترى أن هذه الموائد تُربك حركة السيارات، في وقت يقول عدد من مسؤولي المحافظة إنها تؤدي إلى انتشار النفايات. من هنا، يُطالب البعض بوضع شروط لإقامتها هذا العام، من بينها ألّا تكون في الشارع العام أو الميادين، واقترح آخرون توزيع الطعام على المواطنين.
وخلال الاجتماع، كان هناك تأكيد على عدم إقامتها داخل المساجد، وضرورة الحصول على موافقة الجهات الأمنية، وذلك من خلال الحصول المسبق على تصاريح تتعلق بأمكنة الموائد وحدودها، مع ضرورة توافر شروط الحماية المدنية لمواجهة أي حرائق.
ويؤكّد مسؤول في وزارة الأوقاف أنّ الحكومة تحاول فرْض المزيد من الإجراءات على موائد الرحمن كل عام، لافتاً إلى أن "هدف الحكومة هو عدم إقامة تلك السُرادقات خلال شهر الصوم، وإن كانت تؤكّد على مدى التكافل الاجتماعي". وينوّه أن الحكومة بدأت في استخدام أبواق عدد من العلماء التابعين لها من خلال وسائل الإعلام، خصوصاً المرئية منها، بهدف وصف الموائد بـ "البدعة". يضيف أن البعض يبث صوراً وفيديوهات "تسوّل" الناس لتلك الموائد لإشعال الخلافات والفوضى، مؤكّداً أن القائمين على الموائد، خصوصاً في القاهرة، لديهم إصرار تام على المُضي في إقامتها مهما كانت التحديات والعقبات التي تفرضها الحكومة سنويّاً.
اقــرأ أيضاً
بدوره، ينتقد محمد شوقي، المشرف على إحدى موائد رمضان في منطقة بولاق أبو العلا في القاهرة، قرارات الحكومة التي تفرض سنوياً على "موائد رمضان"، قائلاً: "مهما كانت التحديات والعقبات، سنقيم المائدة بالزخم نفسه كما كل عام"، على الرغم من ارتفاع الأسعار. ويؤكّد أن المائدة يشرف عليها طبيب وطهاة وآخرون. لذلك، لا تحدث حالات مرض أو قيء أو إسهال عقب الإفطار، رافضاً تلك القرارات التي وضعتها المحافظة ومديرية أوقاف القاهرة لإقامة موائد الرحمن في شهر رمضان المبارك. ويصف تلك القرارات بـ "المستفزة" لمشاعر الفقراء، لافتاً إلى أنها تعنّت إداري من قبل الحكومة.
ويوضح شوقي أنّ موائد الرحمن مشهد حضاري يجمع الفقراء والمحتاجين، ويجب عدم حرمانهم منها، ولا المبالغة في فرض شروط تضر بهؤلاء، مشدّداً على أنّ تلك العراقيل تُفقدنا إحدى روحانيات الشهر الكريم، نافياً حدوث أي شكاوى خلال السنوات الماضية من موائد الرحمن، أو اشتعال حريق في مائدة ما، سواء في القاهرة أو أي محافظة أخرى.
ويسأل: "كيف تعطل حركة المرور؟ في وقت الإفطار، يكون الجميع في حالة سكون، ويكون هناك حركة قليلة، كما أن الموائد موجودة في أماكن بعيدة عن الطريق العام". ويرفض بحث استبدال مائدة الرحمن هذا العام بالحقائب الرمضانية التي توزع على المحتاجين في البيوت.
من جهته، ينتقد الخبير في المركز القومي للأبحاث الاجتماعية والجنائية سيد إمام، القرارات التي تصدرها الحكومة سنوياً بالتزامن مع حلول شهر رمضان، من بينها المتعلقة بموائد الرحمن، مشيراً إلى أن تلك الموائد تمثل ظاهرة اجتماعية تستحق التقدير. يضيف أنّ أكثر من 80 في المائة من المترددين على تلك الموائد هم من الفقراء، وينتظر كثيرون هذا الشهر الكريم، لأنهم لا يأكلون اللحوم إلا فيه. ويطالب بأن ترفع الحكومة يدها عن تلك الموائد، لافتاً إلى أن هؤلاء لا يقلقون على أحد، ويشعرون بالمرارة من سلطة غائبة عن رعايتهم، وكأنّ الحكومة تريد معاقبتهم من خلال منع تلك الموائد.
يضيف إمام أن موائد الرحمن سنّة حسنة في الشهر الكريم، ويجب تنظيمها والحفاظ عليها لأنها تؤكد على الإخاء المجتمعي، وتزرع الحب بين الفقراء والأغنياء، وتقدّم للفقراء طعاماً لا يمكن أن يحصلوا عليه في أيام أخرى. ويشير إلى أنه في ظل الغلاء الفاحش، يصعب على بعض الأشخاص غير المتواجدين مع أسرهم تأمين وجبات متكاملة، وهو ما تؤمنه هذه الموائد. والأهم على حدّ قوله، هو أنها تُقرّب بين الفقراء والأغنياء.
وكان محافظ القاهرة قد دعا إلى اجتماع مجلس تنفيذي ضمّ قيادات المحافظة ومديرية الأوقاف وإدارة المرور، لمناقشة الاستعدادات لقدوم شهر رمضان. وكانت "موائد الرحمن" موضوعاً رئيسياً في الاجتماع. شرطة المرور ترى أن هذه الموائد تُربك حركة السيارات، في وقت يقول عدد من مسؤولي المحافظة إنها تؤدي إلى انتشار النفايات. من هنا، يُطالب البعض بوضع شروط لإقامتها هذا العام، من بينها ألّا تكون في الشارع العام أو الميادين، واقترح آخرون توزيع الطعام على المواطنين.
وخلال الاجتماع، كان هناك تأكيد على عدم إقامتها داخل المساجد، وضرورة الحصول على موافقة الجهات الأمنية، وذلك من خلال الحصول المسبق على تصاريح تتعلق بأمكنة الموائد وحدودها، مع ضرورة توافر شروط الحماية المدنية لمواجهة أي حرائق.
ويؤكّد مسؤول في وزارة الأوقاف أنّ الحكومة تحاول فرْض المزيد من الإجراءات على موائد الرحمن كل عام، لافتاً إلى أن "هدف الحكومة هو عدم إقامة تلك السُرادقات خلال شهر الصوم، وإن كانت تؤكّد على مدى التكافل الاجتماعي". وينوّه أن الحكومة بدأت في استخدام أبواق عدد من العلماء التابعين لها من خلال وسائل الإعلام، خصوصاً المرئية منها، بهدف وصف الموائد بـ "البدعة". يضيف أن البعض يبث صوراً وفيديوهات "تسوّل" الناس لتلك الموائد لإشعال الخلافات والفوضى، مؤكّداً أن القائمين على الموائد، خصوصاً في القاهرة، لديهم إصرار تام على المُضي في إقامتها مهما كانت التحديات والعقبات التي تفرضها الحكومة سنويّاً.
بدوره، ينتقد محمد شوقي، المشرف على إحدى موائد رمضان في منطقة بولاق أبو العلا في القاهرة، قرارات الحكومة التي تفرض سنوياً على "موائد رمضان"، قائلاً: "مهما كانت التحديات والعقبات، سنقيم المائدة بالزخم نفسه كما كل عام"، على الرغم من ارتفاع الأسعار. ويؤكّد أن المائدة يشرف عليها طبيب وطهاة وآخرون. لذلك، لا تحدث حالات مرض أو قيء أو إسهال عقب الإفطار، رافضاً تلك القرارات التي وضعتها المحافظة ومديرية أوقاف القاهرة لإقامة موائد الرحمن في شهر رمضان المبارك. ويصف تلك القرارات بـ "المستفزة" لمشاعر الفقراء، لافتاً إلى أنها تعنّت إداري من قبل الحكومة.
ويوضح شوقي أنّ موائد الرحمن مشهد حضاري يجمع الفقراء والمحتاجين، ويجب عدم حرمانهم منها، ولا المبالغة في فرض شروط تضر بهؤلاء، مشدّداً على أنّ تلك العراقيل تُفقدنا إحدى روحانيات الشهر الكريم، نافياً حدوث أي شكاوى خلال السنوات الماضية من موائد الرحمن، أو اشتعال حريق في مائدة ما، سواء في القاهرة أو أي محافظة أخرى.
ويسأل: "كيف تعطل حركة المرور؟ في وقت الإفطار، يكون الجميع في حالة سكون، ويكون هناك حركة قليلة، كما أن الموائد موجودة في أماكن بعيدة عن الطريق العام". ويرفض بحث استبدال مائدة الرحمن هذا العام بالحقائب الرمضانية التي توزع على المحتاجين في البيوت.
من جهته، ينتقد الخبير في المركز القومي للأبحاث الاجتماعية والجنائية سيد إمام، القرارات التي تصدرها الحكومة سنوياً بالتزامن مع حلول شهر رمضان، من بينها المتعلقة بموائد الرحمن، مشيراً إلى أن تلك الموائد تمثل ظاهرة اجتماعية تستحق التقدير. يضيف أنّ أكثر من 80 في المائة من المترددين على تلك الموائد هم من الفقراء، وينتظر كثيرون هذا الشهر الكريم، لأنهم لا يأكلون اللحوم إلا فيه. ويطالب بأن ترفع الحكومة يدها عن تلك الموائد، لافتاً إلى أن هؤلاء لا يقلقون على أحد، ويشعرون بالمرارة من سلطة غائبة عن رعايتهم، وكأنّ الحكومة تريد معاقبتهم من خلال منع تلك الموائد.
يضيف إمام أن موائد الرحمن سنّة حسنة في الشهر الكريم، ويجب تنظيمها والحفاظ عليها لأنها تؤكد على الإخاء المجتمعي، وتزرع الحب بين الفقراء والأغنياء، وتقدّم للفقراء طعاماً لا يمكن أن يحصلوا عليه في أيام أخرى. ويشير إلى أنه في ظل الغلاء الفاحش، يصعب على بعض الأشخاص غير المتواجدين مع أسرهم تأمين وجبات متكاملة، وهو ما تؤمنه هذه الموائد. والأهم على حدّ قوله، هو أنها تُقرّب بين الفقراء والأغنياء.