إجراءات سورية جديدة لمواجهة كورونا... و40 جندياً إلى الحجر؟

28 مارس 2020
إمكانيات السوريين محدودة في مواجهة كورونا (محمد قدور/فرانس برس)
+ الخط -
اتخذت سلطات النظام السوري مزيداً من الإجراءات لمنع تفشي وباء كورونا في البلاد، وسط أنباء عن إصابة جنود من جراء الاختلاط مع المليشيات الإيرانية، فيما استنكر الائتلاف الوطني المعارض تأخر منظمة الصحة العالمية في تقديم الدعم للحكومة السورية المؤقتة، وتزويدها بالمعدات الضرورية لتطبيق التدابير الوقائية اللازمة لمنع تفشي الفيروس.

وقررت حكومة النظام مساء الجمعة، منع تنقل المواطنين بين المحافظات في جميع الأوقات اعتباراً من يوم الأحد المقبل، وحتى إشعار آخر، وذكرت وكالة أنباء "سانا" الرسمية أن "القرار استثنى الفعاليات التي تتطلب طبيعة عملها التنقل على الصعيد الصحي والغذائي"، ليضاف التدبير الجديد إلى حظر التجول الذي أعلن الأربعاء الماضي، ويبدأ من السابعة مساء وحتى السادسة صباحا.
كما أعلنت الحكومة تعليق العمل في جميع الوزارات والجهات التابعة لها حتى إشعار آخر، وطلبت تقليص أعداد العاملين المداومين في الجهات التي يكون من الضروري استمرار العمل فيها إلى أدنى حد ممكن، وإغلاق الأسواق والأنشطة التجارية والخدمية والثقافية والاجتماعية، باستثناء مراكز بيع المواد الغذائية والصيدليات والمراكز الصحية، كما أعلنت تمديد عطلة المدارس والجامعات حتى منتصف شهر إبريل/نيسان المقبل.
وحذرت "لجنة الإنقاذ الدولية" الثلاثاء الماضي، من تحول سورية إلى مركز لتفشى فيروس كورونا، بسبب سنوات الحرب وتدمير المرافق الصحية.
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن ما يقارب 40 عنصرا من الفرقة الرابعة بجيش النظام، نقلوا إلى الحجر الصحي في ريف دمشق بعد التأكد من إصابتهم بفيروس كورونا، وأن المشفى العسكري أحال 8 عناصر في 19 مارس، إلى المشفى الوطني في القطيفة للإقامة في الحجر الصحي، بعد إجراء التحاليل الطبية التي أكَّدت إصابتهم بالفيروس، وأن قرابة 30 عنصراً ممن اختلطوا بهم خلال الأسبوع الماضي نقلوا إلى المشفى ذاته، بعد التأكد من إصابتهم.
ويتردد أن العناصر المصابين كانوا يؤدون خدمتهم العسكرية في كلية المدفعية في الراموسة جنوب غرب حلب، وأنهم أصيبوا بالفيروس بعد اختلاطهم بعناصر من "الحرس الثوري" الإيراني داخل كلية المدفعية.
وتحدثت مصادر إعلامية محلية عن استمرار تدفّق المليشيات الإيرانية عبر العراق إلى مناطق سيطرة النظام السوري برغم إعلانه رسميا عن إغلاق الحدود مع العراق. وحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فقد دخلت خلال الساعات الماضية 10 شاحنات مغطاة ترافقها سيارات عسكرية لـ"الحرس الثوري الإيراني" إلى مدينة البوكمال شرقي دير الزور، قادمةً من العراق.

من جهته، انتقد الائتلاف الوطني السوري المعارض تأخر منظمة الصحة العالمية والجهات الدولية المانحة عن تقديم الدعم للحكومة السورية المؤقتة، وتزويدها بالمعدات الضرورية لتطبيق التدابير الوقائية اللازمة لمنع تفشي فيروس كورونا.
وشدد بيان للائتلاف على ضرورة التواصل مع الأمم المتحدة والدول الصديقة والمنظمات الدولية، لحثّها على دعم الحكومة السورية المؤقتة في تطبيق التدابير الوقائية، وخاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يواجهها المدنيون نتيجة الانتشار الكبير للمخيمات، وعدم وجود الأماكن الصالحة للعزل المنزلي أو التباعد الاجتماعي، إضافة إلى النقص الكبير في المنشآت الطبية بعد دمار معظمها.
وقدّم وزير الصحة في الحكومة المؤقتة إحاطة حول الوضع الصحي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ونتائج الاختبارات التي أجريت على عدد من المرضى المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا، مشيرا إلى إنشاء ثلاث وحدات عزل في إدلب، و28 وحدة عزل مجتمعي، إضافة إلى تعقيم الأسواق، وإطلاق حملات توعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت وزارة الصحة في حكومة النظام قد أعلنت تسجيل خمس إصابات بفيروس كورونا، ووفقاً لمدير صحة ريف دمشق، فإنه لا يوجد حالياً في مشفى الزبداني للعزل الصحي سوى إصابة واحدة من الحالات الخمس التي أعلن عنها، بينما بقيت ثلاث حالات معزولة في فندق المطار لعدم ظهور أعراض عليهم، وإجمالي عدد المحجور عليهم وصل إلى 150 شخصاً منهم 55 شخصاً في الدوير، وهم الداخلون إلى البلاد بطريقة غير شرعية من لبنان، و14 في فندق المطار وهم باقي ركاب الطائرة التي قدمت من إيران، و81 شخصاً في فندق في السيدة زينب، وهم ركاب الطائرة القادمة من موسكو.

دلالات