بازار خيري لتسويق منتجات اللاجئين في الأردن

06 ديسمبر 2018
بازار منتجات اللاجئين في الأردن (فيسبوك)
+ الخط -

للعام الثاني على التوالي، جمعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، 33 بائعا من اللاجئين، اليوم الخميس، في البازار الشتوي السنوي، لبيع منتجاتهم من لوحات وأغذية وملابس وحرف وإكسسوارات وغيرها.

والتقى "العربي الجديد"، عددا من اللاجئين في البازار، والذين أكدوا على الأوضاع الصعبة التي يمرّون بها.
تقول أم علي، من مخيم الأزرق، إن بطاقة المساعدات التي تبلغ قيمتها 20 دينارا أردنيا (30 دولارا) للشخص شهريا، لا تكفي أي عائلة، "أحيانا نجوع في المخيم، ولا نجد ما نأكله، فنبيع كل شيء، حتى حصتنا من المواد الغذائية، بنصف ثمنها لنستبدلها بأخرى أو بملابس، وأحيانا نبيع الفرش من أجل توفير الملابس للأطفال".

وتضيف: "الرجال لا يستطيعون الخروج من المخيم، وكل من يُضبط يُحجز في المنطقة الخامسة، وهي أقرب إلى سجن مصغر في المخيم، ومن يدخلها ينتظر حتى تتم إعادته إلى سورية. نحن في وضع أفضل من غيرنا في المخيم، لكننا مدينون بمبلغ يصل إلى 2500 دولار، وأحيانا نضطر إلى شراء غسالة أو ثلاجة، في حين لا يوجد أي دخل يوفر لنا ثمن هذه الأجهزة".

وتتابع أم علي: "لا يمكن الحديث عن الدراسة في المخيم، فأحد أبنائي في الثانية عشرة من العمر لكنه لا يعرف الكتابة، ومنذ إنهاء عمل مشروع حماية الطفل في المخيم بسبب الصعوبات المالية، أصبح الأطفال يهانون بشكل كبير".

وشارك اللاجئ أبو فراس، في البازار، معتبرا أنه "فرصة جيدة لتسويق منتجاتنا من التحف الشرقية. نأمل أن تتحسن الأوضاع، بعد أن سمحت الحكومة الأردنية بعمل اللاجئين. لم نرِد منذ البداية أن نكون عالة على أحد، لكنها الظروف، وفي ظل الأوضاع الحالية لا نفكر في العودة، وربما فكرة الهجرة إلى مكان آخر مطروحة بشكل أكبر".





يعمل عرفات صلاح، وهو لاجئ سوري يقيم في العقبة، وهبة سوتل، وهي لاجئة سورية تقيم في الكرك، كميسرين للاجئين، لتوفير التدريب والدعم للسوريات اللاجئات في الأردن، لاكتساب مهن منزلية مثل صناعة الخزف أو التطريز.

ويوضحان أن "أكثر أرباب الأسر اللاجئة في الأردن من السيدات، وهن يحتجن إلى الدعم بسبب الدخل البسيط، واللاجئون يعانون من موجة الغلاء أكثر من غيرهم من سكان المنطقة. في اللجوء يخسر كثيرون أبناءهم بسبب قسوة الأوضاع المادية. فعمالة الأطفال، وزواج القصر، أمور منتشرة نتيجة للفقر، وبعض الأسر غير قادرة على توفير المستلزمات الدراسية لأبنائهم، ولذا فإن الكثير منهم لا يذهبون إلى المدارس".



بدوره، يقول الممثل المقيم لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، ستيفانو سيفيري: "هذا هو الوقت الذي يجب أن نغتنم فيه الفرصة للتضامن مع اللاجئين، ونقدّر الدعم الملموس الذي يمكن أن يقدموه لمجتمعاتنا. البازار يعرض مجموعة واسعة من المهارات والمواهب من مجتمعات اللاجئين، لتبرز مدى تأثيرها الإيجابي على الاقتصاد المحلي".

ويثمّن سيفيري قرار الأردن السماح للاجئين السوريين في المخيمات بإنشاء أعمال منزلية في جميع القطاعات، وضمن الصناعات الغذائية واليدوية والخياطة للاجئين من سكان المناطق الحضرية.

من جهتها، تقول نداء ياسين، من قسم العلاقات العامة في مفوضية اللاجئين، لـ"العربي الجديد"، إن "البازار ثمرة أشهر من العمل بين اللاجئين من داخل وخارج المخيمات مع المنظمات المحلية لإنتاج سلع وحرف يدوية لبيعها للعامة، وجميع عائدات البازار الذي يستمر لثلاثة أيام ستذهب مباشرة إلى اللاجئين، وهم ينتمون إلى سورية والعراق والصومال والسودان".

ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين حاليا في سجلات المفوضية 674 ألفا، يعيش 19 في المائة منهم داخل المخيمات.


دلالات
المساهمون