المفرقعات النارية قبل عاشوراء تقلق المغاربة

03 أكتوبر 2016
تسبب الإعاقة لمطلقيها أحياناً (خوان فان ويل/ فرانس برس)
+ الخط -

تعيش العائلات المغربية حالة من القلق والانزعاج في هذه الأيام، التي تسبق حلول يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر محرم الحرام، نتيجة انتشار المفرقعات النارية بين الأطفال، التي تسبب مخاطر على سلامة الناس وممتلكاتهم.

ويلهو الأطفال المغاربة بقنابل صغيرة تسمى المفرقعات خلال الأيام التي تسبق الاحتفال بعاشوراء، فيتراشقون بها، أو يرمونها على المارة أحيانا لإثارة ردود أفعالهم، محدثة ضوضاء مزعجة، وتثير قلق المرضى والراغبين في الابتعاد عن الضجيج.


وتتحول أحياء كثيرة في المدن المغربية إلى ساحات معارك بين الأطفال، بسبب تلك الألعاب التي تباع في الأسواق الشعبية، رغم محاربة السلطات المحلية لها ورصدها لمن يبيعها ويروج لها، كما تحيل الأزقة والأحياء إلى فضاء للكر والفر، بسبب إطلاق هذه المفرقعات في الهواء لمزيد من الإثارة واللهو.

وتقول السيدة مريم، أم لأربعة أبناء، لـ"العربي الجديد"، إنها تمنع أبناءها خلال الأيام التي تسبق عاشوراء من الخروج إلى الشارع لسببين، أولهما حتى لا يحصلوا على تلك المفرقعات الخطيرة، والثاني لمنع الأذية عنهم، مضيفة أن "الكثير من الأشخاص تعرضوا للأذى بسبب هذه الألعاب".

وتتذكر مريم ما حصل العام الماضي عندما قذف أحد الأطفال ابن جارتها بإحدى تلك المفرقعات، التي تنفجر في الهواء بمجرد إطلاقها، فأصابته مباشرة في عينه اليسرى، مما أفقده نسبة كبيرة من الإبصار، رغم تدخل الأطباء الذين لم ينجحوا في إنقاذ عينه.

وليست الإصابات والإعاقات الجسدية وحدها التي تسببها المفرقعات النارية، ولكنها تفضي أيضا إلى أحداث خطيرة تصل إلى حد اندلاع الحرائق في المنازل والمحلات التجارية والسيارات، مما يوقع خسائر مادية كبيرة.



وآخر هذه الأحداث المؤسفة، التي وقعت بسبب مفرقعات عاشوراء، وفق رواية شيماء، التي تقطن في مدينة سلا، لـ"العربي الجديد"، حريق محل لبيع الأفرشة المنزلية، أول من أمس، امتد إلى سيارتين مركونتين بجانبه، وسبب ذعرا هائلا بين سكان حي الدار الحمراء في سلا.

وتبعا لشيماء، فإن السبب يعزى إلى مفرقعات عاشوراء، التي كان الأطفال يتقاذفونها، لتصل شظية إحداها إلى داخل المحل التجاري الذي يبيع أفرشة الإسفنج سريعة الاشتعال، فحدث الحريق وسط المحل، وانتقلت ألسنة النيران إلى المنزل فوق الدكان، وإلى سيارتين، لكن دون أن تخلف خسائر في الأرواح.

وحذر المنتدى المغربي للمستهلك، في بيان، من مخاطر هذه المفرقعات على السلامة البدنية والممتلكات أيضا، داعيا السلطات المعنية إلى تضافر الجهود من أجل المنع النهائي لبيعها، والضرب بيد من حديد ضد مروجي هذه القنابل الموقوتة.

ودعت الجمعية ذاتها إلى "منع استخدام المفرقعات، وسن عقوبات زجرية إدارية وفورية على البائع والمشتري معا، نظرا لخطورة استعمالها، كونها تسبب عاهات مستديمة، وإصابات مختلفة" وفق تعبير المنتدى.
دلالات