وبحسب ذات الإحصائيات الرسمية، فإن 293 امرأة و391 طفلاً التحقوا من المغرب بالتنظيمات المتطرفة خاصة تنظيم "داعش"، دون تقديم مزيد من التوضيحات التي تفسر مسارات انتقال هذه الفئة تحديدا إلى تلك الجماعات الإرهابية.
ومن الأرقام اللافتة التي قدمتها الداخلية المغربية تواجد 1669 مغربيا، بينهم 225 معتقلا سابقا على ذمة قضايا الإرهاب، في صفوف التنظيمات الإرهابية، من ضمنهم 929 مقاتلا في "داعش"، فيما تم تفكيك 15 خلية إرهابية بالمغرب في عام 2016 و23 خلية سنة 2015.
وما فتئت السلطات الأمنية المغربية تؤكّد أن المملكة تظل من البلدان المستهدفة بشكل مباشر من تداعيات التهديدات الإرهابية، وأنّ المعالجة الشمولية التي انتهجتها لمواجهة ظاهرة الإرهاب أتاحت إحباط العديد من الهجمات والأخطار الإرهابية التي تستهدف البلاد في أكثر من مناسبة".
ويعلق على كل هذه الأرقام والإحصائيات الجديدة بخصوص خريطة الإرهاب في المملكة، الدكتور إدريس الكنبوري، الخبير في الجماعات المتطرفة والشأن الديني، حيث بسط في تصريحات لـ"العربي الجديد" أربع ملاحظات رئيسية، الأولى أن عدد المقاتلين المغاربة في صفوف تنظيم "داعش" ظل هو نفسه تقريبا منذ حوالي عامين.
الرقم الذي أوردته وزارة الداخلية، وهو 1669 مقاتلاً، يقول الكنبوري إن وزير العدل السابق سبق أن أعطى مثله تقريبا، وهذا يعني أن الشباب المغربي لم يعد يتوجه إلى سورية للقتال بجانب التنظيم، لأسباب متعددة، من بينها أن السلطات المغربية فرضت قيودا على سفر هؤلاء، وأن التنظيم لم يعد بتلك القوة ولا الجاذبية التي كانت له في السابق، زد على ذلك انتشار الجرائم التي يقوم بها والتي أعطت صورة غير تلك التي يسوقها عن نفسه على شبكة الإنترنت في منشوراته ومواقعه.
الملاحظة الثانية، بحسب ذات المتحدث، تكمن في أن عدد الخلايا المتطرفة التي فككها المغرب عام 2016 تراجع بشكل كبير عن تلك التي تم تفكيكها عام 2015، مبرزاً أن هذا تراجع واضح يدل على نجاح الخيار الأمني للمغرب من ناحية، ومن ناحية ثانية على تقلص في الفكر التكفيري وسط الشباب، نتيجة ما سبق قوله عن تراجع تنظيم "داعش" وفقدانه للجاذبية.
وأما الملاحظة الثالثة، يضيف الخبير، فتهم نسبة النساء بين المقاتلين الذين التحقوا بتنظيم "داعش"، فقد ذكر المسؤول المغربي أنّ عددهن 293، لكن هذا لا يفسر لنا هل ذهبن بصحبة أزواجهن فقط، أم لقناعات جهادية ورغبة في التطوع ضمن خلايا النساء في التنظيم الإرهابي.
ويسجل الكنبوري ملاحظة رابعة تهم عدد المغاربة الذين لقوا حتفهم في سورية والعراق، وهم 521 و 596 على التوالي، معتبراً أنها نسبة كبيرة قياساً إلى عدد المقاتلين المغاربة، تدل على أن المغاربة يقاتلون في الصفوف الأولى للتنظيم الإرهابي أو غيره، ويشغلون مواقع قيادية داخل التنظيمات المسلحة التي التحقوا بها.