شهدت محافظة الأنبار (غرب العراق) جريمة بشعة أمس الأحد، تمثلت بقيام أحد الأشخاص باستدراج سائق سيارة أجرة إلى إحدى الشقق بمدينة الرمادي (مركز المحافظة)، ليقوم بقتله وتقطيعه وتعبئة جثته في حقائب وكيس كبير، من أجل سرقة سيارته.
وأكد ضابط في شرطة الأنبار أن قوة أمنية وجدت الجثة مقطعة ومعبأة في حقائب وكيس كبير على ضفة نهر الفرات، مشيرا في حديث لـ"العربي الجديد" إلى القيام باستدعاء شهود قريبين من المكان الذي وجدت فيه الجثة.
وأضاف "من خلال الشهادات والتحقيق المعمق تمكنا من معرفة الجاني والوصول إليه في وقت قياسي"، لافتاً إلى قيام القاتل باستخدام سكاكين كبيرة حادة، وآلة تقطيع اللحم والعظام (طبر)، من أجل تقطيع الجثة وتعبئتها في حقائب وكيس لنقلها إلى مكان بعيد عن موقع ارتكاب الجريمة، دون أن يثير انتباه أحد.
وشبه الضابط ما حدث بجريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، موضحا أن هذا النوع من الجرائم (التقطيع والتعبئة) لم يسبق أن حدث في الأنبار مطلقاً.
ووصفت قيادة شرطة الأنبار الحادثة بالجريمة الشنيعة، مشيرة في بيان إلى كشف ملابسات الحادثة خلال 48 ساعة، وإلقاء القبض على القاتل.
وأضافت "من خلال التحقيق تبين أن المتهم أحمد عماد محمد قام بتأجير صاحب سيارة يدعى حاتم إبراهيم، والادعاء بنقل غسالة من منطقة الشقق الحجرية (في أطراف الرمادي) لغرض تصليحها، وطلب مساعدة سائق السيارة الأجرة لنقلها من شقة تعود لأخت الجاني".
وتابعت "عند دخول السائق إلى الشقة باغته الجاني بطعنات سكين، بعدها قام بتقطيع الجثة ووضعها في حقيبة وكيس، ليتسنى له حملها بمفرده، ووضعها في سيارة المجني عليه، وقام برميها عند حافة نهر الفرات".
وأوضحت قيادة شرطة الأنبار أن سبب الجريمة هو سرقة سيارة المجني عليه طراز "هيونداي النترا"، مبينا أن القاتل قام برمي السيارة بعد يوم من الحادثة بعد فشله في بيعها بمدينة الرمادي.
ولفتت إلى اعتراف القاتل بارتكاب الجريمة بدافع السرقة، مشيرة إلى إجراء كشف دلالة في مكان الحادث.
وعبر المحامي جمال العسافي عن استغرابه من نوع و"قساوة جريمة قتل وتقطيع السائق في الأنبار"، مستدركاً "إلا أن هذه الجريمة رغم غرابتها ليست الأولى".
وأشار إلى تكرار حدوث حالات القتل والسرقة في محافظة الأنبار التي تحررت قبل نحو عامين من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكداً أن مراكز الشرطة والمحاكم تستقبل بشكل متكرر جرائم من هذا النوع.