أوضاع تلاميذ الشهادة العامة في محافظة الحديدة اليمنية لا تسرّ. هؤلاء يعيشون ظروفاً صعبة ويترقّبون بدء المعارك، ويخشون أن يؤثّر الأمر على عامهم الدراسي. كما أن انقطاع التيار الكهربائي والحر الشديد عاملان سلبيّان إضافيّان
يستعدّ تلاميذ الشهادة العامة في محافظة الحديدة، الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيّين)، والواقعة غرب البلاد، إلى خوض امتحانات العام الدراسي 2017 ــ 2018، وسط خوف من وصول الحرب إلى المدينة في ظلّ التقدم المتسارع الذي تحرزه القوات التابعة للحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي.
ويقول التلميذ في الصف الثالث ثانوي، سمير عبد الماجد، إنه يشعر بالقلق من جرّاء تداعيات الحشد العسكري لاقتحام المدينة في ظل الاستعدادات لإجراء الامتحانات النهائية للشهادة العامة، التي من المقرّر أن تبدأ في الأول من يوليو/ تموز المقبل. يقول لـ "العربي الجديد": "لا أدري ما الذي سيحصل خلال الأيام المقبلة. الامتحانات قريبة وقد استعديت لها. أخاف أن يذهب تعبي هباء وتضيع سنة دراسية في حال لم تجر الامتحانات بسبب الحرب".
ويؤكّد عبد الماجد أن الوضع في المدينة أصبح مقلقاً، لافتاً إلى أن التلاميذ يعانون ضغوطاً نفسية بسبب الأحداث، لا سيما مع انقطاع التيار الكهربائي وعدم تهيئة الأجواء للامتحانات. "لا البيئة ولا الأجواء التي نعيش فيها تساعدنا على مراجعة الدروس واستقبال الامتحانات. العام الدراسي انتهى ولم نكمل المقررات الدراسية". يلفت إلى أنه يعيش في قلق دائم بسبب هذا الوضع.
اقــرأ أيضاً
وتضطر عائلات كثيرة إلى مغادرة مدينة الحديدة إلى محافظات مجاورة أخرى، ليكون تلاميذ الثانوية العامة في هذه الأسر من أكثر المتضررين من جراء هذا النزوح. من بين هؤلاء إبراهيم نشوان الذي نزح مع عائلته إلى محافظة المحويت (غرب). يقول لـ "العربي الجديد": "لا أدري كيف سيتم التعامل معنا في حال بدء الامتحانات. أنا مسجل في مدينة الحديدة. هل يمكن أن أمتحن في المدارس الموجودة في المحويت؟".
ويسأل نشوان: "كيف يمكن أن نخوض امتحانات مصيرية ونحن نعيش وضعاً كهذا؟"، مشيراً إلى أنه يعيش وأفراد أسرته في منزل العائلة القديم بلا مياه ولا كهرباء. يضيف: "واجهنا نحن التلاميذ مشاكل ومعوقات كثيرة أدت إلى الحدّ من قدرتنا على استيعاب الدروس وفهمها، مثل عدم توفر الكتب الدراسية وغياب المدرسين وعدم القدرة على إنهاء المقررات الدراسية. فوق كل هذا، جاءت الحرب واضطررنا إلى النزوح. كما أن عدم توفّر الكهرباء قضى على أي أمل لنا بالحصول على درجات جيدة في الامتحانات. ليس من المنطقي أن ننجح في مثل هذه الظروف إلا بالغش، أو في حال كانت أسئلة الامتحانات سهلة".
كذلك الأمر بالنسبة لتلاميذ المرحلة الأساسية (الثالث الإعدادي). الحر والحرب يحدّان من قدرتهم على الدراسة، بحسب التلميذة سارة محمد. لم تعد قادرة على تحمل الوضع في ظل الخوف من وصول المعارك إلى الحي الذي تسكن فيه، وانقطاع التيار الكهربائي، الذي فاقم من معاناة السكان. تؤكد لـ "العربي الجديد" أن الجو في الحديدة حار والرطوبة عالية جداً، ما يجعلها غير قادرة على الدراسة. تضيف أن التلاميذ الذكور يخرجون إلى أرصفة الشوارع للدراسة على الرغم من الضجيج، وذلك أهون من الحر الشديد في الأماكن المغلقة. "نتعرض لضغوط نفسية مستمرة منذ بداية العام الدراسي وحتى نهايته. وما يزيد من توترنا في الحديدة هو المواجهات المسلحة والأوضاع الإنسانية الصعبة وخوفنا من عدم القدرة على خوض الامتحانات النهائية"، لافتة إلى أنها تواجه صعوبة في الدراسة وتنظيم الوقت، وتشعر بالإرهاق والتعب بسبب التفكير في الامتحانات في هذه الأوضاع ومصير مستقبلها الدراسي. وتطالب سارة وزارة التربية والتعليم بإيجاد "حلول لأوضاع تلاميذ محافظة الحديدة".
اقــرأ أيضاً
من جهته، يقول تربوي في إحدى المدارس الحكومية في محافظة الحديدة إن تلاميذ الشهادة الثانوية والأساسية في الحديدة يعيشون أياماً صعبة بسبب انقطاع الكهرباء وعدم اكمال المنهاج الدراسي، إضافة إلى الضغوط النفسية بسبب اقتراب المعارك بين قوات الشرعية والحوثيين من المدينة. ويؤكد أن الحرب "قد تؤدي إلى حرمان التلاميذ من أداء الامتحانات النهائية، وتعطيل عام دراسي تعبوا خلاله"، مشيراً إلى أن الاستعدادات للامتحانات تجري على قدم وساق.
ويخشى التلاميذ والمدرسون "من توسع العمليات العسكرية وعدم قدرة تلاميذ الشهادة الثانوية والأساسية على الوصول إلى مراكز الاختبارات". ويشدّد على أهمية تقديم مساعدات إنسانية للتلاميذ واعتماد مراكز خاصة وبديلة للامتحانات في حال النزوح، وتقدير الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي يعيشونها.
وكانت اللجنة الفرعية للامتحانات في محافظة الحديدة قد أقرّت مؤخراً إجراء امتحانات الشهادة العامة الأساسية والثانوية للعام الدراسي 2017 ــ 2018 في 441 مركزاً، منها 97 مركزاً لتلاميذ الشهادة الثانوية العامة البالغ عددهم 19 ألفاً و533، في وقت بلغ عدد المتقدمين لامتحانات الشهادة الأساسية 28 ألفاً و609 تلاميذ منهم 15 ألفاً و113 تلميذاً و13 ألفاً و496 تلميذة سيؤدون امتحاناتهم في 334 مركزاً في عموم مديريات المحافظة.
يستعدّ تلاميذ الشهادة العامة في محافظة الحديدة، الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيّين)، والواقعة غرب البلاد، إلى خوض امتحانات العام الدراسي 2017 ــ 2018، وسط خوف من وصول الحرب إلى المدينة في ظلّ التقدم المتسارع الذي تحرزه القوات التابعة للحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي.
ويقول التلميذ في الصف الثالث ثانوي، سمير عبد الماجد، إنه يشعر بالقلق من جرّاء تداعيات الحشد العسكري لاقتحام المدينة في ظل الاستعدادات لإجراء الامتحانات النهائية للشهادة العامة، التي من المقرّر أن تبدأ في الأول من يوليو/ تموز المقبل. يقول لـ "العربي الجديد": "لا أدري ما الذي سيحصل خلال الأيام المقبلة. الامتحانات قريبة وقد استعديت لها. أخاف أن يذهب تعبي هباء وتضيع سنة دراسية في حال لم تجر الامتحانات بسبب الحرب".
ويؤكّد عبد الماجد أن الوضع في المدينة أصبح مقلقاً، لافتاً إلى أن التلاميذ يعانون ضغوطاً نفسية بسبب الأحداث، لا سيما مع انقطاع التيار الكهربائي وعدم تهيئة الأجواء للامتحانات. "لا البيئة ولا الأجواء التي نعيش فيها تساعدنا على مراجعة الدروس واستقبال الامتحانات. العام الدراسي انتهى ولم نكمل المقررات الدراسية". يلفت إلى أنه يعيش في قلق دائم بسبب هذا الوضع.
وتضطر عائلات كثيرة إلى مغادرة مدينة الحديدة إلى محافظات مجاورة أخرى، ليكون تلاميذ الثانوية العامة في هذه الأسر من أكثر المتضررين من جراء هذا النزوح. من بين هؤلاء إبراهيم نشوان الذي نزح مع عائلته إلى محافظة المحويت (غرب). يقول لـ "العربي الجديد": "لا أدري كيف سيتم التعامل معنا في حال بدء الامتحانات. أنا مسجل في مدينة الحديدة. هل يمكن أن أمتحن في المدارس الموجودة في المحويت؟".
ويسأل نشوان: "كيف يمكن أن نخوض امتحانات مصيرية ونحن نعيش وضعاً كهذا؟"، مشيراً إلى أنه يعيش وأفراد أسرته في منزل العائلة القديم بلا مياه ولا كهرباء. يضيف: "واجهنا نحن التلاميذ مشاكل ومعوقات كثيرة أدت إلى الحدّ من قدرتنا على استيعاب الدروس وفهمها، مثل عدم توفر الكتب الدراسية وغياب المدرسين وعدم القدرة على إنهاء المقررات الدراسية. فوق كل هذا، جاءت الحرب واضطررنا إلى النزوح. كما أن عدم توفّر الكهرباء قضى على أي أمل لنا بالحصول على درجات جيدة في الامتحانات. ليس من المنطقي أن ننجح في مثل هذه الظروف إلا بالغش، أو في حال كانت أسئلة الامتحانات سهلة".
كذلك الأمر بالنسبة لتلاميذ المرحلة الأساسية (الثالث الإعدادي). الحر والحرب يحدّان من قدرتهم على الدراسة، بحسب التلميذة سارة محمد. لم تعد قادرة على تحمل الوضع في ظل الخوف من وصول المعارك إلى الحي الذي تسكن فيه، وانقطاع التيار الكهربائي، الذي فاقم من معاناة السكان. تؤكد لـ "العربي الجديد" أن الجو في الحديدة حار والرطوبة عالية جداً، ما يجعلها غير قادرة على الدراسة. تضيف أن التلاميذ الذكور يخرجون إلى أرصفة الشوارع للدراسة على الرغم من الضجيج، وذلك أهون من الحر الشديد في الأماكن المغلقة. "نتعرض لضغوط نفسية مستمرة منذ بداية العام الدراسي وحتى نهايته. وما يزيد من توترنا في الحديدة هو المواجهات المسلحة والأوضاع الإنسانية الصعبة وخوفنا من عدم القدرة على خوض الامتحانات النهائية"، لافتة إلى أنها تواجه صعوبة في الدراسة وتنظيم الوقت، وتشعر بالإرهاق والتعب بسبب التفكير في الامتحانات في هذه الأوضاع ومصير مستقبلها الدراسي. وتطالب سارة وزارة التربية والتعليم بإيجاد "حلول لأوضاع تلاميذ محافظة الحديدة".
من جهته، يقول تربوي في إحدى المدارس الحكومية في محافظة الحديدة إن تلاميذ الشهادة الثانوية والأساسية في الحديدة يعيشون أياماً صعبة بسبب انقطاع الكهرباء وعدم اكمال المنهاج الدراسي، إضافة إلى الضغوط النفسية بسبب اقتراب المعارك بين قوات الشرعية والحوثيين من المدينة. ويؤكد أن الحرب "قد تؤدي إلى حرمان التلاميذ من أداء الامتحانات النهائية، وتعطيل عام دراسي تعبوا خلاله"، مشيراً إلى أن الاستعدادات للامتحانات تجري على قدم وساق.
ويخشى التلاميذ والمدرسون "من توسع العمليات العسكرية وعدم قدرة تلاميذ الشهادة الثانوية والأساسية على الوصول إلى مراكز الاختبارات". ويشدّد على أهمية تقديم مساعدات إنسانية للتلاميذ واعتماد مراكز خاصة وبديلة للامتحانات في حال النزوح، وتقدير الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي يعيشونها.
وكانت اللجنة الفرعية للامتحانات في محافظة الحديدة قد أقرّت مؤخراً إجراء امتحانات الشهادة العامة الأساسية والثانوية للعام الدراسي 2017 ــ 2018 في 441 مركزاً، منها 97 مركزاً لتلاميذ الشهادة الثانوية العامة البالغ عددهم 19 ألفاً و533، في وقت بلغ عدد المتقدمين لامتحانات الشهادة الأساسية 28 ألفاً و609 تلاميذ منهم 15 ألفاً و113 تلميذاً و13 ألفاً و496 تلميذة سيؤدون امتحاناتهم في 334 مركزاً في عموم مديريات المحافظة.