النجف: حملة لإعمار ما دمرته المليشيات في ديالى

18 يناير 2016
الشباب العراقي يحقق ما لم تقم به الكتل السياسية(تويتر)
+ الخط -

"هذا صوت غالبية الشعب العراقي، ولن نلتفت إلى الذين يتغذون على مآسينا نحن الشعب. وهذا موقفنا". على وقع هذه الكلمات بدء الشاب حيدر محسن، من مدينة النجف كلمته، في حث وتشجيع أقرانه على التبرع والمساهمة في حملة شعبية، أطلقت من منظمات محلية إنسانية وحقوقية شبابية، في النجف وكربلاء والبصرة. وتهدف هذه الحملة لزيارة البلدات التي هاجمتها المليشيات المسلحة ونفذت اعتداءات قتل وتفجير بدوافع طائفية اتجاه سكانها في محافظة ديالى شرق العراق.

ويقول محسن لـ"العربي الجديد"، إن "الوطن لا يضيق على أبنائه بل بالخونة وأصحاب الولاءات الخارجية". ويضيف محسن، "أطلقنا الحملة لمحاربة الطائفية وبث رسالة للجميع إننا نستنكر هدر دماء العراقيين وفق مذهبهم أو عرقهم. لقد تعبنا ونريد العيش بسلام يكفينا داعش واحد، ولا نريد شبيها له بثوب آخر". هكذا يقول محسن الذي نجح في جمع العشرات من المؤيدين حوله جميعهم من العراقيين.

ويقول الناشط محمد حسن لـ"العربي الجديد"، إن "الحملة سواء جمعت ديناراً أو ألفاً غايتها الأولى رسالة حب وسلام وأن المليشيات التي هاجمت ديالى لا تمثلنا ولا تمثل أي عراقي، كما إن داعش لا يمثل السنة ولا حزب العمال يمثل الأكراد" حسب قوله. ويتابع "نسعى للتوجه إلى ديالى ومساعدة أهلها على إعمار ما تمّ تدميره ومواساة ذوي الضحايا".

اقرأ أيضاً: العراق: 200 ألف أسرة هاجرت نحو أوروبا

يضيف حسن، "يجب علينا أن نكون أصحاب مبادرة إذا ما أخفق الآخرون"، في إشارة إلى الكتل السياسية. وهاجمت مليشيات مسلحة عدداً من البلدات في محافظة ديالى 57 كم شرقي العاصمة بغداد، الإثنين الماضي، ونفذت عمليات إعدام ميدانية وتفجير لمساجد ومراكز لتحفيظ القرآن الكريم، بدوافع طائفية لاقت استنكاراً واستهجاناً واسعاً من مراجع دينية وقيادات سياسية في البلاد.

ويعلق القيادي بكتلة ديالى البرلمانية، محمد القيسي، على الحملة بقوله، "هذا صوت غالبية الشعب العراقي، والذي نراهن عليه لمستقبل آمن". ويضيف القيسي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "من الرائع أن تكون مثل تلك المبادرات، فهي بمثابة الماء على النار، لكن بالوقت نفسه نتمنى من الحكومة والقيادات السياسية أن تفعل مثل تلك المبادرات ومن وسائل الإعلام التركيز عليها بدلاً من التركيز على الخطابات التحريضية بين مكونات الشعب".

وبحسب عضو شبكة منظمات المجتمع المدني، المرتبطة بمجلس الوزراء العراقي فإنه من المقرر أن تكون هناك قوافل سلام إلى ديالى، تحمل معها مساعدات إنسانية وتعمل على المشاركة في إصلاح ما تمّ هدمه. ويضيف "نسعى للتنسيق مع قوات الأمن في ذلك من خلال تأمين الطريق ومناطق توجه الناشطين".

اقرأ أيضاً: العراق: الجبوري يلوّح بـ"حلول أخرى"إن لم ينزع السلاح بديالى