مصر: إصابة 26 طبيباً وممرضاً بفيروس كورونا والسيسي يتجاهل بدل العدوى

23 مارس 2020
قرارات السيسي لم تشمل العاملين في الصحة المصرية(فرانس برس)
+ الخط -
قال مصدر مطّلع في نقابة الأطباء المصريين إن "مؤسسة الرئاسة تجاهلت الرد على مذكرة النقابة بشأن رفع قيمة بدل العدوى، والذي يحصل عليه الأطباء، بواقع 19 جنيهاً شهرياً فقط، لا سيما مع ارتفاع مخاطر الإصابة بفيروس كورونا الجديد"، مشيراً إلى أن "النقابة تقدمت بالمذكرة قبل أسبوع، غير أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن العديد من القرارات الاقتصادية أمس، من دون التطرق إلى بدل الأطباء".

وأضاف المصدر، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، رافضًا الكشف عن هويته، أن "الحكومة تتعنت في مسألة زيادة بدل العدوى للأطباء، بالرغم من تأكد إصابة 26 طبيباً وممرضاً على الأقل بفيروس كورونا (كوفيد-19)، من مجموع الإصابات المُعلن عنها، والبالغة 327 إصابة حتى الآن"، مستنكراً تجاهل الدولة لمطلب الأطباء العادل بزيادة بدل العدوى، أسوة بوكلاء النيابة والقضاة، والذين يتقاضون بدلاً للعدوى والعلاج يصل إلى 3 آلاف جنيه شهرياً.

وتابع المصدر أن "رئيس الجمهورية أعلن دعم أسعار الكهرباء للصناعة، وتأجيل سداد الضريبة العقارية للمنشآت السياحية، وإعفاء الأجانب من ضرائب الأرباح الرأسمالية نهائياً، نظراً لتضرر هذه الفئات من الإجراءات الاحترازية المصاحبة لانتشار فيروس كورونا، بينما اقتصر حديثه على الإشادة عند التطرق إلى دور الأطباء والممرضين في مواجهة العدوى، من دون أن يُعلن عن إجراءات تتعلق بدعمهم مادياً على غرار بعض الفئات الأخرى".

من جهته، قال عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، إبراهيم الزيات، إن إجمالي إصابات كورونا بين أعضاء الفريق الطبي في مصر وصل إلى 26 حالة حتى الآن، وهي فقط الأسماء التي تمكنت النقابة من التعرف عليها، وذلك بواقع 6 إصابات للأطباء البشريين، وصيدلي واحد، و7 إصابات لفرق التمريض، و4 من المراقبين الصحيين، و5 من فنيي المعامل، و3 من فنيي الأشعة.

وأضاف الزيات، في بيان صادر عن النقابة، اليوم الاثنين، أن هذه الأعداد مرشحة للزيادة مع الوقت، في ضوء الارتفاع اليومي لأعداد المصابين بفيروس كورونا، موضحاً أن إصابات الأطباء تشمل "استشاري صدر بمحافظة دمياط، وطبيبة حميات بالمنوفية، واستشاري باطنة في مستشفى الطلبة بجامعة القاهرة، وطبيبة رعاية بمستشفى الشروق في الهرم، وطبيب تجميل بمستشفى البنك الأهلي، وطبيب بمستشفى المنيرة في القاهرة".

سبق أن أرسلت النقابة خطاباً إلى وزيرة الصحة والسكان، هالة زايد، تحيطها فيه علماً بملاحظات الأطباء العاملين في بعض الجهات الصحية، والمتعلقة بعدم توفير الواقيات الشخصية، ونقص المستلزمات الطبية في المستشفيات التابعة للوزارة، داعية إلى تأجيل تنفيذ أي حملات طبية خلال الفترة الحالية، طالما لها صفة الضرورة العاجلة، بهدف تخفيف الازدحام والتكدس، والتقليل من فرص انتشار العدوى بين المواطنين.



كانت النقابة قد خاطبت مؤسسة الرئاسة، قائلة في مذكرتها إن "جميع أعضاء الفريق الطبي هم الأكثر عرضة لعدوى كورونا، بسبب وجودهم الحتمي وسط المرضى لرعايتهم"، لافتة إلى أن "الأطباء يؤدون واجبهم بإخلاص، تلبية لنداء الوطن، وبراً بقسم الطبيب، رغم تعرّضهم وأسرهم لمخاطر العدوى المتكررة، والتي تصيب البعض منهم بإصابات خطيرة، ويلقى العديد منهم حتفه بسببها".

وأضافت النقابة: "على الرغم من أن جهد الأطباء لا يُقدر بثمن، ولا يُمكن لأي مقابل مالي أن يعوضهم أو أسرهم عن الإصابة بمرض خطير، أو فقدان الحياة، فإن تقدير الدولة المنتظر لهم، ولدورهم المهم، سوف يزيد من شعورهم وأسرهم بالأمان والانتماء لتقدير جهدهم، باعتبارهم خط الدفاع الأول عن الوطن في حربه ضد مخاطر الأمراض والعدوى".

وأفادت النقابة بأن قيمة "بدل العدوى" تتراوح حالياً بين 19 و30 جنيهاً شهرياً فقط، وهي قيمة متدنية لم تطرأ عليها أي زيادة منذ خمسة وعشرين عاماً، تضاعفت خلالها الأسعار عشرات المرات، مطالبة رئيس الجمهورية بإصدار تعليمات للجهات المختصة بزيادة قيمة هذا البدل، حتى يتناسب مع الجهد المبذول في مكافحة العدوى، ومقدار التعرض الحتمي لها.