وقالت مديرة عمليات أونروا في الضفة الغربية، غوين لويس، خلال مؤتمر صحافي في مدينة رام الله، إن "أونروا بحاجة إلى 750 مليون دولار لتقديم الخدمات الأساسية في مناطق عملها الخمسة، من بينها 138 مليون دولار في الضفة الغربية وغزة، للإبقاء على الخدمات كما كانت في 2018. في حال لم تتحسن الأوضاع ستزداد الأمور صعوبة".
وأوضحت أن الضفة الغربية تحتاج إلى ميزانية تقدر بمبلغ عشرة ملايين ونصف المليون دولار خلال العام الحالي، وهو مبلغ أقل من العام الماضي، "بذلنا جهداً من أجل وضع الأولويات في الضفة الغربية، وطلبنا ما يكفي من المال لتقديم الطرود والمبالغ النقدية لخدمة المحتاجين، وهذه خدمات غاية في الأهمية، ونعمل بجد مع أصدقائنا في الدول المانحة لتوفيرها".
وقالت لويس إن "عام 2018 شهد تحديًا ماليًا غير مسبوق، بعد خصم نحو 360 مليون دولار من ميزانيتنا، وطرح سؤال متعلق بوجود الوكالة، ولكن بحكم الدعم غير المسبوق الذي قدم العام الماضي تمكنا من الإبقاء على خدماتنا للمنتفعين منها من اللاجئين".
وتابعت: "قبل يومين أطلق المفوض العام للوكالة نداء استغاثة طارئاً للأراضي المحتلة وعملياتنا في سورية، وقدم ميزانية وكالة الغوث لعام 2019، نحن نحتاج إلى مبلغ مليار و200 مليون دولار لميزانيتنا في العام الحالي".
وعلى هامش المؤتمر، قال الناطق باسم "أونروا"، سامي مشعشع، لـ"العربي الجديد"، إن "أونروا واجهت أزمة وجودية عام 2018، بسبب الضغط لتجفيف الدعم المقدم لها، وتمكنا من توفير دعم غير مسبوق لنتجاوز الأزمة، لكن 2019 يشكل تحدياً، وليس سهلاً توفير احتياجاتنا، ونتوجه لكافة الأطراف لتوفيره".
وحول ما يتعلق بمحاولة إسرائيل إغلاق مقرات أونروا في القدس، قال مشعشع إن "ما جرى هو تسريبات إعلامية حول إنهاء عمل الوكالة في القدس، وهي محاولات مقلقة بالنسبة لنا، كما جرت محاولات في البلدة القديمة ومخيم شعفاط، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل، فالوكالة تقدم خدماتها منذ عام 1967، ووجودنا في القدس مرتبط بقرار دولي وليس منة من إسرائيل".
وقال مدير عمليات أونروا في غزة، ماتياس شمالي، لـ"العربي الجديد"، على هامش المؤتمر: "مسيرات العودة في قطاع غزة متواصلة، وهي مسيرات لرفع الإغلاق، وكلما زاد عدد الضحايا من قتلى أو جرحى، زاد الاحتياج لتقديم خدمات صحية، وكلما زاد الإغلاق زادت الحاجة إلى خدماتنا".
وأضاف شمالي: "بعد أكثر من 25 سنة في عملي بالمجال الإنساني، فإنني أتعامل لأول مرة مع أزمة ناتجة عن تعقيدات سياسية. أتحدث في سياق غزة ووضع غزة والذي يدخل عامه الثالث عشر من الإغلاق، وما أدى إليه من مستويات من البطالة والفقر والاحتياجات الملحة من الأزمات الإنسانية، ونحن بصدد محاولة علاجها".
وأكد أن "أونروا تسعى لهدفين، أولهما معالجة قضية الفقر والبطالة وتقديم طرود غذائية لما يزيد عن مليون شخص، وتوفير فرص المال مقابل العمل، ولهاتين الخدمتين فقط نحتاج إلى مبلغ مقداره 110 ملايين دولار هذا العام. الهدف الثاني يتعلق بالخدمات الصحية، وبعد حروب ثلاث وما تلاها من مسيرات، فإن الاحتياجات الصحية ملحة، ونحتاج إلى مبلغ 12 مليون دولار لتوفير خدمات صحة نفسية، إضافة لخدمات أخرى في مراكزنا الطبية في القطاع".
وفي رده على أسئلة الصحافيين، قال مدير عمليات أونروا في غزة، إن "أربع دول خليجية أسهمت في تجاوز أزمة العام الماضي، ونأمل أن تستمر في هذا الدعم. ليس لدينا تعهدات، ولكن لدينا مؤشرات مشجعة، وأملنا الحقيقي بعد النداء الذي أطلقناه أن نرى بعض التعهدات تأتي من تلك الدول ودول أخرى".
ووجه شمالي نداء إلى القيادات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة أن تعمل بشكل متناغم، وأن تجد طريقاً للتغلب على خلافاتها، لأنها تؤثر بشكل عميق على الأهالي، وقال: "دعونا لا نسيس العمل الإنساني، دعونا نقدم الخدمات الإنسانية لمن يحتاجها، ودعوا الخلافات السياسية لأهلها حتى يتوصلوا إلى حلول".