شفشاون... "عاصمة الانتحار" في المغرب

04 يوليو 2018
سوء الأوضاع المعيشية وراء الانتحار في شفشاون (Getty)
+ الخط -

انتحرت فتاة في العقد الثاني من عمرها، أمس الثلاثاء، في إقليم شفشاون شمال المغرب، عبر تناول مبيد للفئران، لتكون المنطقة صاحبة العدد الأكبر من حالات ومحاولات الانتحار في البلاد.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن بيانات مصالح الأمن، أنه خلال شهر مايو/ أيار الماضي، عرفت المنطقة تسجيل 10 حالات انتحار، بينما شهدت في السنة الماضية أكثر من 45 حالة انتحار، من دون احتساب محاولات الانتحار الفاشلة أو التي تم إنقاذ من قاموا بها.

وأفاد أحد أفراد أسرة الشابة المنتحرة لـ"العربي الجديد"، بأن انتحارها جاء صادماً للجميع، نظراً إلى عدم وجود ما ينغص حياتها، مشيراً إلى أن "الأمر يتعلق بحالة نفسية انتابتها مؤخراً، ودفعتها إلى الإقدام على قتل نفسها".


والشهر الماضي، قامت فتاة أخرى بالانتحار في ضواحي شفشاون، عبر شنق نفسها، وكشفت مصادر قريبة من عائلتها أن السبب المباشر كان فشل خطبتها، وفي الفترة ذاتها، تم العثور على جثة شاب في منطقة باب برد التابعة لمدينة شفشاون، بعد أن شنق نفسه، وما زالت ظروف الانتحار مجهولة.

وقال الناشط المدني المنتمي إلى مدينة شفشاون، محمد أليص، لـ"العربي الجديد"، إن بعضهم بات يصف إقليم شفشاون الذي يضم عدداً من "الدواوير القروية" بأنه "عاصمة الانتحار" في المغرب، بسبب تعدد حالات الانتحار في المنطقة.


وتابع أنه "لا يكاد يمر أسبوع من دون وقوع حالة انتحار، أو محاولة فاشلة للانتحار، خاصة في المناطق القروية المجاورة لشفشاون. الأمر بات يثير الحساسية لدى سكان المنطقة الذين صاروا يتحسبون سماع أخبار الانتحار".

وأوضح أن "تنامي حالات الانتحار في شفشاون المغربية يعود إلى بسبب تفشي البطالة، وسوء الأحوال المعيشية، وتفاقمت الأوضاع في الأرياف عقب انحسار زراعة (الكيف) هناك، التي كانت تشكل المدخول الرئيسي للسكان"، مضيفاً أن غالبية شباب المنطقة الذين يعانون من البطالة يتجهون نحو إدمان المخدرات، أو الانتحار، للتخلص من معاناتهم".