النرويج: ورش عمل طالبي اللجوء عن العنف الجنسي

21 يناير 2016
هاجن تدير ورشة العمل بمشاركة لاجئين (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


تحظى ورشة عمل تهدف إلى توعية طالبي اللجوء في النرويج بشأن سلوكيات الغرب في ما يتعلق بالجنس والعنف الجنسي بإعجاب دول أوروبية مجاورة، تواجه صعوبات في مجاراة سيل اللاجئين، لكن ليس كل من حضر الورشة أعجبه الأمر.

ويتساءل عصام الحلبي، وهو يجلس في فصل دراسي يضم 21 رجلاً سورياً غيره من طالبي اللجوء عن السبب في إرغامه على حضور هذه الدورة. وقال الحلبي وهو مدرس يبلغ من العمر 52 عاماً من حلب "أعرف كل ذلك سلفاً من بلادي." وأضاف "سورية مثلها مثل النرويج... في كل دولة هناك أشخاص متخلفون وغير متعلمين".

والغاية من هذه الدورة التدريبية هي بحث مسألة الاغتصاب في المجتمع الإسكندنافي مع طالبي اللجوء لمنع حدوثه. لكنها بالنسبة لعدد قليل من المشاركين تكشف تصوراتهم المسبقة، وآراءهم بجرائم عنف مثل الاغتصاب.

وقال معاذ، وهو طيار مدني يبلغ من العمر 26 عاماً، ورفض الكشف عن اسم عائلته "نحن نتعرض لذلك كل يوم في بلادنا. لي أختان يمكن أن تتعرضا للتحرش في أي مكان في العالم. نحن نتعرض لمثل ذلك لم نأت من مكان مسالم".

اقرأ أيضاً: منظمة العفو: عنف وتحرش باللاجئات في أوروبا

وأطلقت النرويج البرنامج بعد سلسلة هجمات على نساء في عام 2009 أثناء الليل في شوارع ستافنجر ثالث أكبر مدن النرويج.


معنى التصرفات

في ورشة العمل التي أقيمت، يوم الثلاثاء الماضي، عرضت المدربة، ليندا هاجن، صورة نرويجية بنية الشعر ترتدي رداء قصيراً وحذاء ذا كعب عال، وسألت "ما هي الإشارات التي توجهها (الفتاة)؟".

وقال أحدهم "هذا قد يكون أمراً عادياً جداً"، في حين قال آخر "لا شيء غير معتاد". وعلّق ثالث "قد تكون في مقهى". لم يقل أحد إنها تبدو مثيرة جنسياً أو إن ذلك مستفز.

وقالت هاجن "هذا موضوع صعب. نياتنا طيبة بشأن هذه الدورة التدريبية، لكنه موضوع تصعب مناقشته. نحن لا نعرف ما مروا به (المشاركون) من قبل".

ولا تخاطب الدورة المشاركين فيها باعتبارهم ممن يحتمل أن يرتكبوا عنفاً جنسياً، بل باعتبارهم أعضاء مستقبليين في المجتمع النرويجي يمكنهم تقديم مساهمة إيجابية عن طريق منع الاعتداءات الجنسية.

وتعرض الدورة التدريبية فيديو لشاب وفتاة يتحدثان ويرقصان ويضحكان في حفل. ويصعد الشابان إلى غرفة نوم في الطابق العلوي، حيث يجبر الشاب الفتاة على ممارسة الجنس معه على الرغم من رفضها.

وقال أحد الرجال "لو كنت مكان الشاب لتصورت أنها راغبة. فقد صعدت معه إلى الطابق العلوي ". وقال آخر "ألومه لأنه استخدم القوة. "ولكن الحلبي كان حاسماً في موقفه "بالنسبة لي كان واضحاً من البداية أن هذه عملية اغتصاب".

وباستثناء موقف الحلبي، تقول هاجن، إنها نادراً ما تلقت ردود فعل سلبية عن هذه الدورة التدريبية، منذ أن بدأت تقديمها في عام 2011. وقالت "إذا تمكنا من تجنب سوء الفهم سيكون ذلك في غاية الأهمية".

وقال بعضهم، إن الدورة كانت مفيدة، ومنهم هاني سلوم، وهو طالب سوري يبلغ من العمر 25 عاماً، وصل منذ أربعة أشهر، وقال "أعلم من قبل أن البنات هن أكثر تحرراً، لكنني الآن أفهم ذلك بشكل أفضل".

اقرأ أيضاً: الرعب الذي اجتاح نساء ألمانيا