مدرسة داخلية تنقذ الطفلات المتزوجات

29 مايو 2016
زواج الأطفال تقليدي في الهند (Getty)
+ الخط -
فسحة بعد الظهر في مدرسة "فيرني" الداخلية في بلدة جودبور في ولاية راجستان، غرب الهند، تكشف عن وجود فتيات من قرى بعيدة يتجمعن معاً من أجل تناول الطعام. تقول دابو (15 عاماً) بعد تردادها الصلاة: "قائمة اليوم مؤلفة من فاصولياء وأرزّ بالكاري وبطاطا وسلطة. طعام جيّد من شأنه أن يمدّني بالطاقة طوال اليوم".
تضيف المراهقة، بحسب ما تنقل عنها خدمة "ورلد كرانش" الإخبارية: "أعيش هنا في المدرسة، وقد جئت من قرية مجاورة. أنا اليوم في الصف الحادي عشر". تتابع: "تزوّجت عندما كنت صغيرة جداً، في عام 2009 ربما. والآن عمري 15 عاماً فقط. لا أتذكّر الكثير عن زواجي".

نحو نصف الفتيات السبعين في مدرسة "فيرني" التي لا تبغي الربح، طفلات متزوجات. يحضرن في المدرسة كلّ الفصول الدراسية، ويحصلن على وجبات طعام يومية وزيّ مدرسي وكتب وتدريبات على استخدام الكومبيوتر.
يقول مدير المدرسة ماهندرا شارما إنّ المدرسة تقدّم للفتيات فرصة فريدة للدراسة والانقطاع عن الحياة الأسرية التي دُبّرت لهنّ وأُجبرن عليها. وأحياناً يمكن أن يكون للتعليم تأثير كبير على حياتهنّ.
يتابع: "كان من الصعب علينا جلب المتزوجات الطفلات إلى المدرسة، لكنّنا نجحنا في ذلك". ويشرح: "يعتقد أهلهنّ أنّ التعليم الحديث من شأنه أن يفسدهنّ. لكن، جئنا بهنّ بعد اتفاق مع الأهل على أن يعشن لدينا حتى انتهاء الصف الثاني عشر، ومن بعدها لا علاقة لنا بهنّ. لقد استضفنا طفلات متزوجات لم يتجاوز عمرهنّ السادسة".

يؤكد شارما أنّ بقاء الفتيات حتى الصف الثاني عشر في المدرسة الداخلية يساعد في بعض الحالات في تأخير زواجهنّ، المعدّ سلفاً على الورق أو بالاتفاق مع أهل العريس. كذلك قد يساعد في إلغاء الزواج من أساسه. يتابع: "عندما تنهي الفتاة تعليمها تشعر بالقدرة على الاعتماد على النفس، وهي نقطة تحوّل حتى بالنسبة إلى أهلها، الذين ينظرون إليها نظرة مختلفة تشعرهم بقيمة تعليمها". يأمل بما هو أكبر من ذلك: "عندما يرى الكثيرون ذلك ويألفونه، سوف تبادر أسر كثيرة إلى إلغاء زواج الطفلات المدبّر نهائياً".

بدأت المدرسة الداخلية نشاطها في المنطقة منذ 12 عاماً، وثمّة إقبال كبير عليها. وبينما تنظر اليوم في 200 طلب ربعها لطفلات متزوجات، ليس لديها من المقاعد الشاغرة أكثر من أربعة تبعاً للكلفة المرتفعة للتعليم والتجهيز والوجبات اليومية.
يشار إلى أنّ الحكومة الهندية لم تنجح على الرغم من جهودها، في منع زواج الأطفال التقليدي، فالفقر وانعدام الوعي سببان رئيسان لاستمراره. أما شارما، فوحده يرى أنّ لديه الحلّ السحري: "التعليم فقط لا غير".

دلالات