أسماء القويطي... مغربية تحارب شبح البطالة بالرسم على الزجاج

15 نوفمبر 2017
طورت موهبتها التي عشقتها منذ الطفولة (العربي الجديد)
+ الخط -
لم تستسلم الشابة المغربية، أسماء القويطي، لواقع البطالة في البلاد، بل قررت استثمار موهبتها وعشقها لفن الرسم على الزجاج في تحويل أوان زجاجية عادية ولوحات بسيطة إلى تحف تلفت الأنظار، وتجوب العديد من الدول العربية والأوروبية، لتتحول إلى مصدر رزق لها.

تقول أسماء القويطي (31 سنة) لـ"العربي الجديد"، إن موهبتها تفتقت وعمرها لا يتجاوز الـ10 سنوات، "كنت أعشق الرسم والألوان، وأتذكر أنني حضرت متأخرة لإحدى ورشات الرسم على الزجاج التي نظمتها إحدى الجمعيات، لم أتابع كل المراحل، لكن في نهاية الورشة طلبتُ من المؤطرة أن تمدني بالقليل من الصباغة، فبدأت أجرب رسم العديد من الأشكال  باستخدام فرشاة التلوين".

وتتابع "تعلّمت مع المدة التحكم في الفرشاة وكيفية مزج الألوان عبر البحث ودروس "يوتيوب"، وكانت حصة التربية التشكيلية بمثابة المتنفس الذي أطلق فيه العنان لأناملي، وأتذكر أن أستاذ هذه المادة أبدى إعجابه بموهبتي وشجعني على صقلها والمضي بها قدماً من خلال الانخراط في مدرسة الفنون الجميلة بمدينة تطوان (شمال المغرب).

غير أن الظروف فرضت على الشابة مساراً جامعياً مختلفاً، إذ تخصصت في علم الاجتماع، "بحكم انتمائي لأسرة محافظة كانت فكرة الانتقال من مدينة تمارة (غرب المغرب) التي أعيش فيها إلى أخرى لمتابعة الدراسة مرفوضة وغير قابلة للنقاش بشكل نهائي، ولهذا وجدت نفسي أمام تخصص علم الاجتماع الذي لا أنكر أن التكوين فيه ساعدني على الفهم والتحليل العميق لمختلف الظواهر".


بعد حصولها على الإجازة في علم الاجتماع، وكأي شابة مغربية، كان حلم أسماء الحصول على وظيفة تناسبها، "لكن الواقع كان عكس الحلم، منحني بعض التجارب هنا وهناك، ووضعني أمام محك حقيقي جعلني أعود للعمل الجمعوي وبشكل أساسي لرعاية موهبتي وحلمي في الرسم"، تقول القويطي.

المغربية أسماء القويطي تحارب شبح البطالة بالرسم على الزجاج 


من هذا المنطلق، وزعت الشابة وقتها بين الأنشطة الجمعوية، والرسم. كان أول عمل تقوم به الرسم على كؤوس زجاجية، قدمتها هدية لشقيقتها، فأل خير عليها،"شعرت بفرحة غامرة، عندما أخبرتني شقيقتي أن عملي نال استحسان كل من رآه، وأنه مطلوب مني مثله لـ 3 زبائن".

كانت البداية بالرسم على كؤوس زجاجية (العربي الجديد)


عشق القويطي للرسم على الزجاج، دفعها للعمل بهمة كبيرة دون أن تفكر في المقابل المادي في بداية الأمر، بل لم تكن لديها أي فكرة عن تسويق منتوجاتها، قبل أن يتزايد الطلب عليها، ففكرت في إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي بعنوان "أسماء للرسم على الزجاج لكل المناسبات"، للترويج لمنتوجاتها من الكؤوس المنقوشة واللوحات..، وتقول إنها "وجدت تشجيعاً كبيراً عبر هذا الفضاء وصارت تتلقى طلبات لا بأس بها منه، بعد أن تحولت الموهبة مورداً للرزق.

تشتغل أسماء بحسب الطلبات التي تتلقاها (العربي الجديد)


تعتمد القويطي في عملها على فرش للتلوين، والألوان الخاصة بالزجاج بنوعيها الشفاف الذي يسمح بمرور الضوء، والثاني الذي يمنع اختراق الضوء ، بالإضافة إلى أنابيب التحديد، ثم الألواح الزجاجية التي سيتم الرسم عليها، كما تقول لـ "العربي الجديد".

وعن المدة التي يستغرقها عملها تقول "تختلف حسب نوعية الطلب وحجمه وأيضاً الأشكال المطلوبة فيه، هل هي مثلاً رسومات للأطفال، أو لفريق كروي، أو خاصة بمناسبات اجتماعية، كزواج أو خطوبة أو أعياد ميلاد، أو دروع للتكريم، وتتراوح بين ساعتين إلى يوم.

تعد الدروع التكريمية أيضا (العربي الجديد)


موهبة أسماء لم تتوقف عند الرسم على الزجاج بل إنها تشغل منسوجات يدوية وتنقش الحناء أيضاً، كما تحرص على مشاركة تجربتها مع الأطفال داخل الجمعيات "أعلّم الأطفال الرسم على الزجاج كلما سمحت لي الفرصة بذلك، وأشجعهم على الإبداع والابتكار".

وصلت أعمال أسماء لدول عربية (العربي الجديد)


وتطمح القويطي في المستقبل، أن تكون لديها ورشة مستقلة للرسم على الزجاج، وتأمل أيضاً في إقامة معارض خاصة بمنتوجاتها، وأن تحتضن المؤسسات المعنية هذا الفن، من خلال الأنشطة والفعاليات والمسابقات داخل المغرب وخارجه.

تطمح القويطي بإنشاء ورشة خاصة بها (العربي الجديد)



المساهمون