إنفلونزا الخنازير في حلب للمرة الأولى منذ عامين

09 ديسمبر 2018
العلاج المبكر للإنفلونزا يقي من الالتهاب الرئوي(جورج أورفاليان/فرانس برس)
+ الخط -

تُوفي طفلان، خلال الأيام القليلة الماضية، في مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام السوري، نتيجة الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير. وسجلت عدة إصابات بالمرض في المدينة، لكنها المرة الأولى التي تسجل فيها حالات انتشار للفيروس منذ عام 2016.

وأوضح الطبيب السوري مصطفى محمد، لـ"العربي الجديد"، أن المرض ليس خطيرا لدرجة كبيرة في بدايته، لكن خطره يكمن في تسببه في التهاب رئوي حاد قد يؤدي إلى الوفاة لاحقاً. ولفت إلى أن المرض يتطور بسرعة كبيرة ومفاجئة خلال أربع إلى ست ساعات، وأعراضه مشابهة لأعراض مرض الإنفلونزا المعروف لدى الأهالي، من ارتفاع في درجات الحرارة واحتقان في الأنف وإرهاق شديد مترافق مع صداع وسعال ونزلة صدرية.

وسجلت أولى حالات الإصابة بمرض إنفلونزا الخنازير عالمياً في عام 2010 ورمزه "H1N1"، ثم تطوّر المرض في عام 2011 إلى نسخة ثانية تعتبر أخطر من الأولى.

وقال الطبيب: "المرض ينتقل من الحيوان المصاب إلى الإنسان أو عن طريق رذاذ الهواء المحمل بالفيروس، ولا توجد لقاحات محددة مضادة للمرض في سورية، بل تستخدم الأدوية التقليدية لعلاج الإنفلونزا العادية لمعالجة المصابين. أما الأمر المهم جدا، خاصة في هذه الفترة من العام، وجوب إجراء تحليل للعاب أو المخاط لأي شخص تظهر عليه أعراض إنفلونزا الخنازير، فكشفه باكراً يحول دون وصوله إلى مستوى الإضرار بالجهاز التنفسي وحدوث الوفاة".

وأوضح المهجّر من جنوب دمشق المقيم في مدينة الباب بريف حلب، حسام طربوش (33 عاما)، لـ"العربي الجديد"، أنه فوجئ باسم المرض، ولم يسمع به سابقا، ولم يكن لديه علم بتسجيل إصابات بالمرض في سورية، مشيراً إلى أن مناطق الشمال السوري تفتقر لحملات توعية بخصوص المرض وماهيته ومدى خطورته على الإنسان. وقال: "المنطقة مكتظة بالأهالي، وغياب التوعية قد يسبب مشكلة".

وخفف مصدر طبي في مدينة الباب من خطورة إنفلونزا الخنازير، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن الحالات التي سُجلت في سورية منذ ظهور المرض عالميا هي حالات فردية، وظهوره مجدداً في مدينة حلب يمكن التعامل معه إذا كانت وزارة الصحة في حكومة النظام جادة في الأمر.

واعتبر أن "مناطق الشمال تشهد، في الآونة الأخيرة، نقلة طبية نحو الأفضل مع تولّي وزارة الصحة التركية الإشراف على المشافي، ما يرتّب على اكتشاف أي حالة إصابة بالمرض إجراءات صارمة"، مؤكداً أنه لا بد من حملات توعية بخصوص المرض في الشمال السوري، كي يتمكن الناس من التمييز بين إنفلونزا الخنازير والإنفلونزا العادية.
المساهمون