تضامن في باريس مع أطفال سورية المحاصرين

17 يناير 2016
معرض الرسومات التي تجسد أطفال سورية (العربي الجديد)
+ الخط -
المئات من السوريين والعرب والفرنسيين، وقفوا تضامناً مع الشعب السوري وأطفاله، الذي يمثل الجيل الضائع والمحروم من المدارس، ما بين الساعة الثالثة من بعد ظهر أمس وحتى السابعة مساءً، في منطقة "شاتليه ليهال" في باريس.

لقاء يُذكّر العالَم باقتراب ثورة الشعب السوري من سنتها السادسة، بعد أسابيع. هذا الشعب الذي يتعرض لاضطهاد النظام السوري، وتنظيم الدولة الإسلامية، والنتيجة أكثر من رُبع مليون قتيل، من بينهم عشرات الآلاف من ضحايا التعذيب في سجون النظام، إضافة إلى عشرات الآلاف من المختفين، ونزوح 7 ملايين داخل سورية، ومغادرة أكثر من أربعة ملايين سوري أرض الوطن.

فقد تداعت أحزاب وجمعيات ومنظمات، للتحذير من هذا الواقع، والدعوة للتحرك، وعلى رأسها جمعية "Revivre" إحياء، والحزب الإيكولوجي، والحزب الاشتراكي، والحزب الجديد المناهض للرأسمالية، ورابطة حقوق الإنسان، وحركة المسيحيين من أجل إلغاء التعذيب، والحركة ضد العنصرية والتضامن مع الشعوب، والفدرالية النقابية الموحدة، والاتحاد الوطني لطلبة فرنسا، والتضامن العلماني، ومؤسسة كونبرنيكوس، واللجنة المسيحية ضد الجوع ومن أجل التنمية، وجمعيات سورية عديدة، منها إعلان دمشق، ونداء التضامن مع سورية، وسورية حرة، وأرض متضامنة، وغيرها.

وعلى الرغم من حالة الطوارئ في فرنسا، فقد حضر المئات هذا التجمع، الذي تضمن معرضا لِصُور الأطفال السوريين، الذين تتقاذفهم المنافي والشتات والحرب الطاحنة في بلدهم، والذين يحلمون، مثل كل أقرانهم في العالم، بالمدرسة.

ابتدأ النشاط بكلمة ألقاها ميشيل مورزيير، الرئيس الشرفي لجمعية "Revivre"، قدّم فيها صورة قاتمة عن وضع أطفال سورية والشعب السوري عموماً منذ أكثر من خمس سنوات، بعد اندلاع ثورته. ورأى مورزيير أن "العائلات السورية في فرنسا تتحدى مظاهر الخوف ولا تريد سوى رؤية أبنائها يذهبون إلى المدرسة"، مشيراً إلى أن وزارة التربية الوطنية في فرنسا تستقبل الأطفال السوريين، معرباً عن اعتقاده أن بلديات فرنسا لم ترفض تسجيل أطفال سوريين في المدارس، داعياً إلى الإبلاغ عن أية حالة رفض إن وجدت.

اقرأ أيضاً: يوم عالمي لمضايا "ضد حصار الجوع"

واعتبر مورزيير أن "من الفضيحة رؤية الطيران الروسي والإسرائيلي والفرنسي والأميركي يعربد في الأجواء السورية من دون القدرة على إسقاط الطعام والمساعدات".

جانب من الوقفة التضامنية مع الشعب السوري (العربي الجديد) 


ثم تدخل إيمانويل، وهو يشتغل في العمل الإنساني لدعم الشعب السوري، فأشار إلى الأطفال السوريين الذين قضوا في العمليات العسكرية بسورية، خصوصا عمليات القوات الروسية، التي تستخدم القنابل الانشطارية المحرمة دولياً، وهي أخبار لا تُثيرُ صدى كبيراً في فرنسا، المنشغلة بحالة الطوارئ والسياسة الداخلية.

وأكد إيمانويل أن نصف أطفال سورية موجودون خارج النظام التعليمي، وفي منطقة حلب التي يديرها الثوار فقط 6 في المائة من الأطفال يذهبون للمدرسة. ولفت إلى اعتماد النظام السوري سياسة الأرض المحروقة لإفراغ مناطق كاملة من سكانها، وخلق فجوة بين السكان والثوار، وإلى ارتكاب مليشيا حزب الله والمليشيات الإيرانية وقوات النظام والقوات الروسية الفظاعات، ومن أجل تحسين مكانة النظام التفاوضية، واستهدافهم المدارس مثلما استهدفوا المستشفيات من قبل".

ورأى أن "القوى الكبرى لا توفر المدارس ولا الغذاء والدواء للمُحاصَرين، بل وأيضا لم تنجح في مساعدة معسكرات اللاجئين الضخمة، في الأردن ولبنان وتركيا"، لافتاً إلى عدم تشغيل البالغين، ودفعهم للتسوّل وانتظار كيس أرز وقطعة خبز".

واستعرض المتحدثون معاناة الأطفال الذين يضطرون للعمل رغم صغر سنهم، في حين أشار متحدث إلى أن الكثير من الأطفال السوريين في لبنان اضطروا لبيع أعضائهم، من أجل البقاء على قيد الحياة.

اقرا أيضاً: تركيا: مشاركات بحملة فك الحصار عن بلدات سورية