انتشال جثث المدنيين مستمر في الموصل

30 سبتمبر 2019
انتقاد لبطء عمليات البحث (صفين حامد/فرانس برس)
+ الخط -


بعد مرور أكثر من عامين على انتهاء المعارك في مدينة الموصل وتحريرها من تنظيم "داعش"، ما زالت فرق الدفاع المدني تعثر بين الحين والآخر على جثث لضحايا قضوا خلال معارك دارت بين قوات التحالف والجيش العراقي من جهة والتنظيم من جهة أخرى.

وأعلنت مديرية الدفاع المدني في نينوى، مساء أمس الأحد، عن انتشال 6 جثث مجهولة الهوية بمدينة الموصل. وأشارت المديرية في بيان صحافي إلى انتشال جثث مجهولة الهوية في مناطق حي الشفاء والسرجخانه وباب سنجار وحي الصحة، في المدينة.

وأضافت المديرية، أنه بحضور ممثلين من الطبابة العدلية وبلدية الموصل، تمكنت مفارز المديرية في مركز رتل الطوارئ من انتشال الجثث والتي كانت عبارة عن هياكل عظمية باليه، وتسليمها إلى الطب العدلي وفق السياقات المعتمدة.

إلا أن مسؤول محلي في المدينة قال لـ"العربي الجديد"، في اتصال هاتفي إن "الضحايا انتشلوا من تحت سقف منزلين متجاورين، ومن الرفات وملابس الضحايا يتبين أن بينهم أطفال ونساء"، مضيفا أن الغالبية العظمى للجثث التي يعثر عليها تعود لمدنيين ويتوقع وجود أخرى خاصة مع استمرار عمليات رفع الأنقاض وحطام المباني والمنازل المدمرة.

من جهتها، قالت الناشطة المدنية سرور الحسيني، لـ"العربي الجديد"، "الجثث ما زالت موجودة في المدينة القديمة من أيمن الموصل، لكن أعدادها غير معروفة ولا يمكن التكهن بها لكن دون أدنى شك هناك جثث غير مستخرجة ولم يتم انتشالها بعد، وهذا من واجب الحكومة المحلية في محافظة نينوى.


 

واعتبرت الحسيني أنه من المفترض تشكيل أو تحفيز لجان من البلدية والطب العدلي والدفاع المدني لتسريع عملها، لأن العمل الحالي بطيء جدا ولا يتناسب مع حجم المشكلة وتبعاتها. وشددت على ضرورة الإسراع في البحث وعمليات انتشال ما تبقى من هذه الجثث لأن أضرارها الصحية والنفسية تؤثرعلى حياة الناس، خصوصاً أن مصير هؤلاء يرتبط بمصير عوائل لا يزال بعضها ينتظر. كما أن من قضى أفراداً وعائلات لا بد من إكرامهم ودفنهم.

وأشارت الحسيني إلى إقدام "فريقنا التطوعي على انتشال ما يقارب أكثر من 1000 جثة، لكن عملنا توقف في مايو/أيار من العام الماضي، بعد أن تم اتهمنا بالعمل غير القانوني رغم أننا حصلنا على البراءة بعد عامٍ كامل من الاتهامات والتحقيق والمواجهة أمام المحاكم، لذلك نحن لم ولن نعود للعمل مرة أخرى".

وعن ذلك كشفت مفوضية حقوق الإنسان في 7 سبتمبر/أيلول الجاري، عن دفن 2000 جثة في محافظة نينوى بمواقع الطمر الصحي على شكل مقبرة جماعية، مبينةً أن الجثث لم تؤخذ لها عينات لتمكين ذويها من معرفتها.



وقال نائب رئيس المفوضية في المحافظة علي الجربا، إن هناك نوعين من الجثث في محافظة نينوى منها معلومة الهوية تم انتشالها من قبل البلدية والصحة وأبلغت ذويهم الذين تعرضت دورهم للقصف، والأخرى مجهولة الهوية وتعدت 2000 جثة.

وأضاف أن اللجنة المعنية برفع الجثث قامت بطمر الجثث مجهولة الهوية في مناطق الطمر الصحي ولم تأخذ عينات لإجراء فحوص الحمض النووي DNA، وأن "مفوضية حقوق الإنسان طالبت اللجنة بأخذ عينات من الجثث وإعطاء رقم للجثة والقبر وحفظها لدى وزارة الصحة لكي تتمكن عوائل المفقودين من التحري عن أبنائها".

وأوضح أن هناك أكثر من 2000 جثة طمرت في مناطق الطمر الصحي في مقابر جماعية، مشيراً إلى أن طمر الجثث حصل في عامي 2017 و2018 عندما أجبرت الحكومة العراقية على رفع الجثث من تحت الأنقاض سبب الروائح والامراض التي سببتها لأهالي المدينة.

وكان رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، أعلن رسميا في العاشر من يوليو/تموز 2017، عن استعادة مدينة الموصل من تنظيم "داعش"، بعد سيطرته عليها ثلاث سنوات.