رمضانيات

10 يوليو 2015
حاولت التخفيف من تدخين "الشيشة" (مروان نعماني/فرانس برس)
+ الخط -

لست ممن يثقلون في طعام الإفطار عادة، خاصة عندما يكون رمضان صيفاً. اعتدت أن آكل قليلاً وأشرب كثيراً، وبعد ساعات عدة أبدأ بتناول وجبة حقيقية. ما بين وجبة الإفطار والوجبة التالية أحرص على تناول الشاي والقهوة والعصائر.
حاولت في رمضان الحالي أن أخفّف من تدخين "الشيشة" للحصول على مقدار من النيكوتين يكفي لليلة واليوم القادم، ربما لم أنجح في مسعاي، لكني حاولت قدر المستطاع. أفطرنا وصلينا والحمد لله. حان موعد امتطاء كنبة الصالة، والتركيز على البرامج والمسلسلات عبر مختلف القنوات.

كمهتم بشأن المواد التلفزيونية، بحكم عملي، لدي طريقة خاصة في مشاهدة ما تعرضه الفضائيات خلال شهر رمضان. بداية لست من المهتمين بمشاهدة مواد تلفزيونية بعينها، أمسك بـ"الريموت كنترول" وأظل أقلّب بين القنوات حتى أجد ما يستهويني، فأشاهده. سريعاً يأتي الفاصل الإعلاني، ولست من هواة الإعلانات بعد اليوم الثالث أو الرابع من الشهر الكريم، بعد أن أتمكن من تشكيل صورة واعية عما تركز عليه المواد الإعلانية في رمضان.
أشاهد المسلسل أو البرنامج، وعندما يقطعه الإعلان، أتحول إلى قناة أخرى، وعندما يقطع الإعلان أتحول إلى ثالثة، وهكذا دواليك.

يعترض صديق يشاركني المشاهدة على تلك العادة، هو يرغب في استكمال مشاهدة ما بدأه، بينما لا يعنيني ذلك. يقول صديقي: كيف تفعل ذلك بينما يفترض أنك أكثرنا حرصاً على مواصلة المتابعة، لأنك عادة تكتب كصحافي عن تلك المواد؟ فيكون ردي المكرر: عندما أقرر الكتابة سأشاهد.
لا يفهم صديقي ردي، خاصة وأنني أكتب طوال الوقت عن المواد التلفزيونية، فأشرح له: أنا لا أكتب عما أشاهده على التلفزيون للصحيفة، قد أكتب على مواقع التواصل، عندما أقرر الكتابة عن برنامج أو مسلسل أشاهده جيداً، وهذا لا يكون أبداً عبر التلفزيون، أو وسط زحام وضجيج، وإنما عبر الانترنت، ووحدي في هدوء وتركيز.

يبدأ مطاردتي بأسئلة عن المسلسل الفلاني والممثل العلاني، أو عما قلته عن مسلسل كذا أو كتبته عن هذه الممثلة أو هذا المنتج.
أقضي بعض الوقت في الحوار معه حول الأعمال التي نشاهدها معاً، ثم أنبهه فجأة إلى ما سبق أن قلته: لو أنني أردت الكتابة عن عمل تلفزيوني شاهدته وسط حوار معك، فكيف يمكنني ذلك بينما كان تركيزي منصباً على المناقشة وليس على العمل؟
يكتشف أن رأيي يبدو مقنعاً، لكنه يعاجلني: الواقع أن تركيزك على الشأن السياسي الآن أكبر من تركيزك على الشأن الفني.
يبدو رأيه مقنعاً أيضاً، فنتحول إلى مشاهدة نشرة الأخبار، بينما أتحضر لنقاش جديد حول السياسة بدلاً من الفن.

اقرأ أيضاً: رمضان عائلي
المساهمون