ثقافة التبرّع بالأعضاء تنتشر في قطر

29 يوليو 2014
بلغ المسجّلون للتبرّع أكثر من 16 ألفاً (العربي الجديد)
+ الخط -

نجحت حملة أطلقت في قطر على مدى شهر رمضان، في إشاعة ثقافة التبرّع بالأعضاء بين المواطنين والمقيمين، حيث سارع المئات من المواطنين والمقيمين في الالتزام بالتبرّع بأعضائهم بعد الوفاة خلال أيام الحملة.

ووفقاً لمدير "مركز قطر للتبرّع بالأعضاء - هبة"، الدكتور رياض فاضل، فإن "ثقافة التبرّع بالأعضاء بدأت بالانتشار بصورة مضطردة في المجتمع القطري، نتيجة لحملات التوعية الإعلامية المستمرة".

وقال فاضل إنه "على مدى سنتين من تأسيس المركز في العام 2012 بلغ عدد المسجّلين للتبرّع بأعضائهم 16.606 متبرّعين نهاية العام الماضي، من 88 جنسية مختلفة مقيمة في قطر، في حين بلغت أعداد المسجلين للتبرّع حين تأسّس المركز 2500 متبرّع".

وشملت الحملة التي أطلقت في الأسواق ومراكز التسوق، والجامعات والمساجد، برنامج توعية لمساعدة الناس على فهم المزيد عن الكيفية التي يمكن التعهد فيها بالتبرّع بأعضائهم بعد الوفاة، إضافة إلى عملية التبرّع بالأعضاء وزرعها في قطر.

وساهم 400 من موظفي "مؤسسة حمد الطبية"، المؤهلين والمدربين، في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول التبرع بالأعضاء، بما في ذلك بعض من يعتقد أن عمليات التبرّع بالأعضاء مخالفة للشريعة الإسلامية.

وكانت المؤسسة قد أطلقت الحملة بالتعاون مع "مؤسسة قطر الخيرية" على مدى شهر رمضان.

وبحسب رئيس لجنة زراعة الأعضاء في المؤسسة، الدكتور يوسف المسلماني، فإن "150 مريضا يضافون الى قائمة المصابين بالفشل الكلوي، الذين يحتاجون الى زرع كلية في قطر سنويا. وتضم قائمة المرضى الذين ينتظرون زراعة الكلى حاليا 80 مريضا، بينما بلغ عدد مرضى غسل الكلى 500 مريض، في حين أن قائمة المنتظرين لزراعة الكبد تضم عشرة مرضى".

وشرح المسلماني: "نحن بحاجة إلى القيام بما بين 25 و30 عملية زرع سنوياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي. حالياً نحن نزرع أقل من واحدة في الشهر، لذلك نحن بحاجة لمضاعفة هذا الرقم".

وحذّر المسلماني من خطورة سفر بعض المرضى لزراعة الأعضاء خارج قطر، في مراكز طبية غير معتمدة. وقال إن هذه الممارسة يمكن أن تكون خطرة، وتجعل من الصعب على الأطباء في قطر متابعة أوضاع المرضى الصحية بعد عودتهم من الزراعة.

وبحسب إحصاءات "مركز قطر لزراعة الأعضاء- هبة" فإن نحو 60 بالمئة من المرضى الذين خضعوا لعمليات زرع  في الخارج حدثت معهم مضاعفات بعد عودتهم إلى قطر. وأن 10 بالمئة من هؤلاء المرضى عادوا لإجراء عمليات غسيل الكلى، في حين توفي 10 بالمئة آخرين.

ويعمل في المركز فريق من الخبراء من جنسيات متعددة، ويقوم حاليا بإجراء زراعة الكلى والكبد والبنكرياس. ويقوم العاملون المدربون في المركز بالاتصال والتنسيق، بين المرضى والعائلات ومؤسسات الدعم، لضمان أن عمليات زراعة الأعضاء يتم الترتيب لها وفقا للقانون القطري والمعايير الدولية لأفضل الممارسات.

وينفرد المركز وفقا لـ"اتفاقية الدوحة" للتبرّع بالأعضاء بمنح الفرصة للمرضى المقيمين في قطر والمدرجين على قائمة الانتظار للحصول على الأعضاء، السفر إلى الخارج لإحضار المتبرّع المؤهل صحيًا للتبرّع، والذي تتطابق أنسجته مع المريض لإجراء العملية، حيث يقوم "هبة" بالتأكد من الفحوصات والتحاليل قبل إحضار المتبرّع إلى قطر. 

 

دلالات